فادي السمردلي يكتب : حتى لا ينحدر المشهد ونردد تبدلت غزلانها بقرود

بقلم فادي زواد السمردلي  ….

 

#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال

👈 المقال يصوّر حالة عامة، وأي تشابه عرضي مع أشخاص أو وقائع حقيقية غير مقصود.👉

لا نريد أن ينحدر المشهد.. لهذا علينا أن نختار دوماً الأفضل، أن نحافظ على نقاء أرواحنا ورهافة ذوقنا قبل أن تضيع المعاني، وألا نصل إلى اللحظة التي يُقال فيها تبدلت غزلانها بقرود فهذا المثل ليس مجرد عبارة شعبية عابرة، بل صرخة تحذير من الانحدار الذي يبتلع القيم ويستبدل الرقي بالابتذال، والبهاء بالفوضى فالغزلان ليست مجرد كائنات بريئة، بل رمز لكل ما هو جميل ونبيل ورفيع، بينما القرود في هذا السياق ليست مجرد حيوانات، بل استعارة عن الضجيج والفوضى الني تملئ الفراغ بلا معنى.

الخطر الأكبر هو أن يعتاد الناس القبح، وأن تتحول التفاهة إلى معيار، وأن يصبح الانحدار قاعدة بينما يصبح الارتقاء استثناءً يتيمًا فحينها لن نفقد الجمال في الخارج فحسب، بل سنتنازل عن نقاء الداخل، عن قيمنا ومبادئنا، ونصبح مجرد شهود على زمن تضيع فيه الغزلان من حياتنا ويحل محلها فراغ يملؤه الصخب دون معنى.

لذلك، علينا أن نحمي الغزلان في داخلنا، أن نتمسك بالوعي والجمال والكرامة، وأن نختار الأفضل في كل موقف وفي كل قرار فالاختيار الواعي ليس رفاهية، بل ضرورة وجودية، فكل قرار صغير نتخذه يحدد صورة الإنسان الذي نصبح عليه، وكل خيار يحافظ على انسجامنا الداخلي ويمنح حياتنا معنى وسموًا فاختيار الأفضل يعني أن نرتقي في أفكارنا وتصرفاتنا، أن نرفض الابتذال وننأى عن التفاهة، أن نحيا كما ينبغي أن يكون الإنسان متوازنًا، رزينًا، نبيلًا في كل ما يفعل.

إن مسؤوليتنا اليومية ليست فقط في رفض الانحدار، بل أن نصنع مشهدًا يليق بالمنظومة ، وأن نختار دائماً السلوك الراقي والقرار الحكيم فبذلك نصبح غزلانًا تمضي بخفة وكرامة نحو الأفق، لا قرودًا تعبث في فراغ بلا معنى فحين نختار الأفضل، نمنع الانحدار ونصنع واقعًا يمتد أثره للأجيال القادمة، واقعًا يليق بما نطمح إليه من قيم وجمال.

ولا شك أن المجتمع بحاجة إلى وعي جمعي يحصنه من السقوط في دوامة التفاهة، فالثقافة والوعي والتعليم ليست ترفًا بل هي حصون تحمي القيم من التآكل، وهي التي تجعل من كل فرد مسؤولًا عن صون الجمال في داخله وفي محيطه وحين يتسلح الناس بالمعرفة والذوق الراقي، يصبح من الصعب على الابتذال أن يتسلل، أو على الفوضى أن تتجذر.

إننا مدعوون جميعاً إلى أن نكون حراسًا للجمال، لا مجرد متفرجين على مشهد يتهاوى أمامنا فالمنظومات تنهض حين يختار أبناؤها الرقي، وتسقط حين يستسلمون للقبح وهنا يظل السؤال مفتوحًا هل سنحمي الغزلان في أرواحنا، أم سنترك الانحدار يفرض نفسه حتى نردد في حسرة: تبدلت غزلانها بقرود؟

الاختيار بين الأفضل والأسوأ ليس مجرد مفاضلة بسيطة، بل هو الطريق الذي يحدد ملامحنا ومصيرنا ومسؤوليتنا الحقيقية أن نقف دائماً إلى جانب الأفضل، وأن نرتقي بروحنا قبل أن يصل بنا الزمن إلى ما لا يُحمد عقباه.

وفي النهاية، لا بد من التوضيح بأن هذا الموضوع هو موضوع عام غير مقصود به شخوص أو منظومات معينة، وأي تشابه هو مجرد صدفة.

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا