العالم أمام السلام أو الحرب رسالة قوة تحمل خياران لفرض المتغيرات الدولية القادمة بعالم متعدد الأقطاب…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي….

 

كلمات قالها الرئيس الصيني تشي جين بينغ في خطابه التاريخي أمام قادة منظمة شنغهاي وكل من حضر القمة وعلى رأسهم الرئيس الروسي والكوري الشمالي والرئيس الإيراني…وغيرهم، وبعد إنتهاء القمة تم عمل عرض عسكري مهيب، والذي جرى في العاصمة بكين للإحتفال بذكرى الإنتصار على النازية، حيث قام الرئيس الصيني تشي بإلقاء خطابه التاريخي العظيم والذي حمل عدة رسائل سياسية وعسكرية وإقتصادية…وغيرها للغرب عامة، وكما يعلم الجميع أن جمهورية الصين الشعبية تعمل بلا توقف على تفعيل سياسة صفر مشاكل مع الجميع، سواء تصغير تلك المشاكل التي تندلع في الدول المجاورة لها، أو في غيرها من دول العالم…

لأن الصين لديها خطة وبرنامج إقتصادي عالمي مبني على التعاون والشراكة والفائدة لمصلحة الإنسانية جمعاء، دون تفريق بين القارات والأديان والقوميات وبين الغرب والشرق أو الشمال والجنوب، لكن دول الغرب وبالذات أمريكا لا ينفكون عن مؤامراتهم وتدخلاتهم الفتنوية في الدول وبين الشعوب ويخترعون لهم أعداء دائما ليبرروا إرهابهم الدولي على تلك الدول والشعوب، لأنهم يحملون فكرا إستعماريا مريضا محبا للسيطرة والهيمنة لنهب خيرات وثروات تلك الدول حسب معتقداتهم القديمة المتجددة كإستعماريين عاثوا في الأرض فسادا وفتنا وقتلا وتهجيرا ومجازر يندى لها جبين الإنسانية عبر تاريخهم الأسود الملطخ بدماء ملايين الأبرياء من شعوب منطقتنا والعالم…

وجمهورية الصين الشعبية كانت تأخذ الحياد في معظم المشاكل الدولية والحروب المفروضة على الدول والشعوب من قبل أمريكا وأوروبا، حتى لا تكون سببا في بقاء تلك الحروب مشتعلة وتتوسع لتصبح حربا عالمية كبرى، وحتى يخفف من مخاوف دول الغرب بسيطرة الصين على دول العالم، وحتى يمنع تدخلاتهم في تايوان الصينية وبحر الصين الجنوبي لتعود للوطن الأم بالطرق السلمية ووفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، إلا أن هذا الحياد الصيني في بعض القضايا العالمية لم ولن يمنع تدخلات الغرب الصهيوني وأمريكا المتصهينة بالذات في شؤون الصين الداخلية والخارجية لأن هذا ما أسست عليه تلك الدول الغربية المجرمة بحق الدول والشعوب جمعاء والتي تحمل عقلية السيطرة والهيمنة، لذلك تعمل الصين ودول وقادة منظمة شنغهاي ليلا ونهارا على حل وإنهاء كل المشاكل التاريخية والحروب والخلافات البحرية والحدودية المتجددة والمفتعلة بينهم من قبل الغرب بالطرق السلمية وبالحوار البناء المتبادل بين تلك الدول، للمحافظة على السلم والسلام والأمن والإستقرار العالمي لكل قارات ودول وشعوب الأرض…

ورغم كل تلك الإستفزازت الغربية والأمريكية بالذات لدول منظمة شنغهاي إلا أن جمهورية الصين الشعبية وقيادتها الحكيمة وكل قادة منظمة شنغهاي ما زالوا يتمالكون أنفسهم، ويبعثون برسائل عدة للغرب ولأمريكا -ومن ضمنها العرض العسكري في بكين وخطاب الرئيس الصيني تشي أمام قادة المنظمة- ليؤكدوا لهم بأن دول وقادة منظمة شنغهاي جاهزون لكل الإحتمالات حتى الدخول بحرب عالمية ثالثة لإعادة موازين القوى إلى طبيعتها، وللعمل على المتغيرات الدولية الجديدة بعالم متعدد الأقطاب، يكون عالما عادلا منصفا لحل كل القضايا العالمية في مجلس الأمن الدولي الجديد والأمم المتحدة المتجددة، وبالذات فيما يخص قضايا دول منظمة شنغهاي ومن ضمنها منطقتنا العربية والإسلامية والقارة الآسيوية الكبرى المظلومة من دول الغرب، والتي تعتبر الصين قوة آسيا الكبرى سياسيا وعسكريا وإقتصاديا، وكل أعتداء على أية دولة في منظمة شنغهاي يعتبر إعتداء أو تعد على دول المنظمة كاملة وعلى حقوقها التاريخية وشعوبها وبرها وجوها وبحرها أي على سيادتها….

والأيام والأسابيع والأشهر القادمة ستعمل الصين وحلفائها في منظمة شنغهاي على وضع حد لدهاليز السياسة الغربية الأمريكية وتدخلاتها الفتنوية، والحروب المفتعلة بالذات في منطقتنا وفي كل قارة آسيا بل في العالم أجمع، لأن هؤلاء الخصوم يحملون فكرا شيطانيا إستعماريا نازيا مجرما، ولم ولن يلتزموا بأية إتفاقيات أو عهود أو مواثيق سواء أكانت ثنائية أو ثلاثية أو دولية أو أممية، لأنهم لا قيم ولا مبادئ ولا أخلاق ولا إنسانية لديهم ولا عهد لهم ولا ميثاق، ولا يرون في الأمم والشعوب والإنسانية عامة غير أنهم خدم وعبيد لتنفيذ مصالحهم ورغباتهم في الإحتلال والسيطرة وإستعباد العباد وإرتكاب المجازر الدموية التي يندى لها جبين الأمم والإنسانية جمعاء وما يجري في غزة العزة من إبادات جماعية متنوعة ومستمرة دليلا على إجرامهم…

فإنهيار القطب الأوحد الغربي الأمريكي يلوح بالأفق ولذلك يجب الحذر من تصرفاته الهوجاء، ويجب توجيه ضربة إستباقية له، لأنه تهديد لروسيا التي هزمته في أوكرانيا ومرغت أنفه في التراب الأوكراني، ودمرت أسلحته البرية والجوية والبحرية التي يتباها بها وبقدرتها العسكرية الكاسحة لأي خصم لهم يحارب هيمنتهم وظلمهم للبشرية جمعاء، وأيضا هو تهديد للصين ليظهر بأنه ما زال هو الأقوى في العالم، وهو المهيمنين على القادة والدول والشعوب ولا أحد يستطيع هزيمته، وهو قادر على هزيمة خصومه ومن يريد إسقاط هيبته وهيمنته على الإنسانية جمعاء، كقطب أوحد مهيمن بني على قتل الملايين وعلى الفتن وإشعال الحروب وسفك دماء الشعوب وتهجيرهم وإستنزاف قوة دولهم وحيوشهم التي تحميهم…

لذلك يجب الحذر كل الحذر من تصرفات قادة وحكومات وجيوش تلك الدول الغربية لأنهم يجتمعون ويتفقون على الشر لبقاء هيمنتهم على العالم، ويتبادلون الأدوار فيما بينهم على قادة وشعوب العالم، ويعملون على فك الإرتباط بين دول منظمة شنغهاي حتى تتفكك لأن قادة تلك الدول هزموهم في عدة حروب عسكرية وسياسية وإقتصادية ومالية…وغيرها بكل ما تعنيه الكلمة من هزيمة، وقد يصيبهم غرورهم وغطرستهم إلى التآلف على دول منظمة شنغهاي دولة دولة حتى يتم إضعاف قوتها اللوجستية، لأن عرض القوة الصينية أعتبروه رسالة قوة من كل دول منظمة شنغهاي، وحضور قائد القوة الأمريكية الوسطى لمنطقتنا وإجتماعه بقائد جيش الكيان الصهيوني وتهديداتهم لإيران تنذر بأنهم يحضرون لحرب جديدة مع إيران والتي يعتبرونها الدولة الإقليمية الكبرى التي ترفض الخضوع لهم في منطقتنا، وأيضا تهديدات الغرب بإرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا لمحاربة روسيا، وتحركات الأسطول الأمريكي إتجاه فنزويلا ووجوده في بحر الكاريبي بحجة مكافحة تهريب المخدرات، والهدف إستعمار فنزويلا وتعين قيادة تابعة لهم كما جرى ويجري في كل دول أمريكا الجنوبية وفي منطقتنا، وتلك التصرفات الهوجاء من دول الغرب تثبت أنهم لا يريدون الإعتراف بالمتغيرات الدولية القادمة كأقطاب متعددة تنشر التعاون والشراكة والسلام والمحبة والتنمية بكل مجالاتها بين دول وشعوب العالم والإنسانية جمعاء…

لذلك يجب توجيه ضربة إستباقية لهم كرسالة تعيدهم إلى صوابهم وتساعد العقلاء في دولهم إن وجدوا ليغيروا الأوضاع في بلدانهم، ويجبروا قادتهم على التوقف والإعتراف بالعالم المتغير الجديد وبالأقطاب المتعددة، وهذه الضربة الإستباقية والرسالة قد تكون عسكرية أو سياسية أو إقتصادية أو تكون مجتمعة معا من قادة ودول منظمة شنغهاي، والذين يعملون ليلا ونهارا على نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، ويجب أن يكون لمنطقتنا ودولنا وشعوبنا -لما تمتلكه من علاقات طيبة مع روسيا والصين وغيرها من دول المنظمة، ولما تمتلكه من قوة وطاقات هائلة وثروات متعددة ومتنوعة- مقاعد وأقطاب في مجلس الأمن الدولي وفي كل منظمات الأمم المتحدة في المتغيرات الدولية القادمة لا محالة إن لم تكن اليوم فغدا وغدا لناظره قريب…

أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…
كاتب سياسي…

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا