أمة توقفت عند الماضي.. بينما العالم يركض إلى المستقبل
محي الدين غنيم …..
قرون طويلة، ما زال معظم المسلمين يعيشون على أمجاد الفتوحات الإسلامية التي أشرقت في زمن مضى، وكأن التاريخ توقف عند معركة هنا أو قائد هناك. استسلمنا لروايات قد لا تكون دقيقة، وثقنا بشخصيات ربما لم تكن موجودة على أرض الواقع، وفتحنا الباب واسعًا لعلماء التضليل الذين جعلونا نغترب عن جوهر الإسلام الحقيقي.
القرآن الكريم ـ كتاب الهداية والنور ـ أصبح غريبًا بيننا؛ هجرناه في حياتنا اليومية، وتركنا أحكامه الواضحة التي تنظم شؤون الإنسان، واعتمدنا بدلًا منه على روايات وأحاديث منقولة قد لا أصل لها، فأصبح الدين محصورًا في طقوس شكلية، بينما جوهره القائم على العلم والعمل والإنتاج تلاشى من واقعنا.
توقف الزمن عند المسلمين، فتجمّد الفكر، وتوقف الاجتهاد، وتراجع العقل أمام الخرافة والتقليد الأعمى. بينما نحن نراوح مكاننا بين الماضي وصراعاته، كان الغرب يتقدم بخطى متسارعة في العلوم والتكنولوجيا والصناعة، حتى أصبح يقود العالم، ونحن ـ أمة “اقرأ” ـ صرنا في ذيل الأمم.
إن مأساة المسلمين اليوم لا تكمن في ضعف الموارد أو قلة الإمكانيات، بل في العقلية التي أسرت نفسها في الماضي ولم تنفتح على المستقبل. فنحن بحاجة إلى مراجعة شجاعة، تعيدنا إلى أصل الدين: القرآن الكريم، مصدر النور والنهضة، وتحررنا من سطوة التفسيرات البشرية التي كبّلت عقولنا قرونًا.
لن يتغير حال الأمة ما دمنا نعيش على الأطلال ونفتخر بأمجاد انتهت منذ قرون. العالم لا ينتظر المتخلفين، ومن لا يسعى للتطور سيظل على هامش التاريخ.
الكاتب من الأردن