ثورة 21 سبتمبر.. حين استعاد اليمن صوته
🖋️كِفاء الوجيه ….
لم تكن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر لحظةً عابرةً في ذاكرة وطنٍ أنهكته الحروب، بل كانت صحوةً في زمن الخضوع، وانبعاثًا لصوتٍ ظلّ طويلاً مكبوتًا تحت ركام التبعية.
في تلك الليلة، لم يخرج الشعب ليكسر قيدًا سياسيًا فقط، بل خرج ليُعيد تعريف ذاته، ليقول للعالم إن اليمني ليس تابعًا، ولا مُهمّشًا، ولا منسيًا. كانت الثورة وعدًا للأرض، بأن تثمر، رغم الحصار، وأن تُنبت وردًا من رماد الحروب.
في 21 سبتمبر، تحوّلت *صنعاء* من عاصمةٍ مرهقة بالقلق إلى قلبٍ نابضٍ بالتحدي، وفي زوايا شوارعها، كانت الأعلام تُرفرف لا على ساريةٍ فقط، بل على جراح الشعب، وعلى صبره، وعلى ذاكرته التي أبت أن تُشوَّه.
لم تكن الثورة مجرّد احتجاج… بل كانت نداءً وجوديًا لشعبٍ أراد أن يُعيد ترتيب الخريطة، ويُعيد سرد القصة، لا كما كتبوها هم، بل كما عاناها هو. ثار اليمنيون ليصنعوا توازنًا جديدًا، ليس في السلاح فقط، بل في الوعي، والإرادة، والكرامة.
ثورة 21 سبتمبر لم تبدأ هناك، بل بدأت في القلوب التي رفضت الذل، وفي الأرواح التي رفضت أن تموت قبل أن تعيش. كانت خلاصًا من التهميش السياسي، وتحررًا من القيد الخارجي، وتحولًا من التبعية إلى السيادة.
وحتى بعد الحصار، وبعد الحروب، وبعد كل محاولات الإجهاض… بقيت الثورة، كأنها قدرٌ كتب على هذه الأرض: أن تُولد من وجع، وتُثمر من صمود، وتنتصر بصوت لا يُكسر.
لأن اليمن لا يُحكم إلا من داخل روحه، ولا تُكتب تاريخه إلا بيده.
لم تكن ثورة 21 سبتمبر مجرّد شرارة في ليلٍ طويل، بل كانت النجم الذي انفجر في سماء الليل الأدهم، ليعلن أن اليمن لا يُؤجّر، ولا يُباع، ولا يُفرّط فيه. كانت كجبلٍ استيقظ في قلب الأرض، لا يهتزّ لريح، ولا يخضع لعاصفة. نهضت كسيف ذي الفقار، يبرق في وجه الظلم، ويحسم أمر السيادة والكرامة.
تحمل على حدّها وعدًا أبديًا: أن السيادة قرار، والحرية قدر، ومن أراد أن يُطفئ اليمن… سيُقطع بنوره.
الكاتبة من اليمن