فادي السمردلي يكتب: الاعتراف الدولي بفلسطين صفعة دبلوماسية لإسرائيل ورسالة واضحة للعالم
بقلم فادي زواد السمردلي …..
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
شهد هذا الأسبوع تحولًا تاريخيًا في المشهد الدبلوماسي الدولي لصالح فلسطين، حيث أعلنت مجموعة من الدول الغربية الكبرى اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، في خطوة استثنائية لم تشهدها السنوات الأخيرة من بريطانيا وكندا وأستراليا إلى البرتغال وفرنسا، توالت التصريحات الرسمية التي تحمل في طياتها رسالة صريحة إلى إسرائيل إن الجرائم المستمرة ضد الشعب الفلسطيني لم تعد مقبولة، حتى من قبل حلفائها التقليديين الذين لطالما شكلوا الغطاء السياسي لمحاولات الاحتلال المستمرة.
هذا الاعتراف الدولي ليس مجرد إجراء رمزي أو حبر على ورق، بل يمثل تحوّلًا جوهريًا في السياسات الغربية التي لطالما كانت تتغاضى عن الانتهاكات الإسرائيلية ففي لندن، أكّد رئيس الوزراء البريطاني أن الاعتراف بفلسطين خطوة تهدف لإحياء أمل السلام وتحقيق حل الدولتين، معتبراً أن استمرار الصمت عن الجرائم والانتهاكات لا يخدم مصالح السلام على الإطلاق وفي باريس، شدد الرئيس الفرنسي على أن الاعتراف لا يمس بحق إسرائيل في وجودها، ولكنه يمثل تصحيحًا للتوازن الدولي واعترافًا بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني فهذه التصريحات، الصادرة عن دول كانت حتى وقت قريب رأس الحربة في حماية المصالح الإسرائيلية، توضح حجم التغيير في الموقف الدولي تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة.
إن هذه الاعترافات تأتي في وقت بالغ الحساسية، إذ تتواصل الجرائم الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية بوتيرة متصاعدة فالصور المروعة للدمار والقتل الجماعي أصبحت لا تقبل مزيدًا من التبريرات، وأصبح المجتمع الدولي أمام اختبار أخلاقي وسياسي حقيقي فالاعترافات الجديدة ليست مجرد دعم رمزي، بل هي إعلان صريح بأن المجتمع الدولي بدأ يفقد صبره على سياسات الاحتلال وسياسات القمع المنهجية، وأن الاستمرار في دعم إسرائيل دون مساءلة أصبح عبئًا سياسيًا على حلفائها أنفسهم.
من جانبها، تجد إسرائيل نفسها اليوم في مواجهة عزلة دبلوماسية متزايدة، إذ بدأت القوى التقليدية الداعمة لها تعيد تقييم مواقفها فالدعم الذي اعتادت عليه إسرائيل لعقود من الزمن لم يعد مطلقًا، وهذا يعكس إدراكًا متزايدًا في العواصم الغربية أن استمرار الاحتلال والاستيطان والتوسع الاستعماري هو انتهاك صارخ للقانون الدولي وتهديد حقيقي لاستقرار المنطقة بأسرها وفي هذا السياق، يمكن القول إن الاعتراف الدولي بفلسطين هذا الأسبوع يمثل ضربة مزدوجة فهو رسالة للسلطة الفلسطينية بأن العالم بات يقف معها، ورسالة لإسرائيل بأن زمن التستر على جرائمها قد ولى.
وفي هذا الإطار، يبرز الدور الحاسم لجلالة الملك عبدالله الثاني، الذي يقود جولات دبلوماسية مكثفة في مختلف العواصم الدولية لحشد الدعم لفلسطين ووقف الجرائم الإسرائيلية. جلالة الملك، عبر لقاءاته مع قادة العالم ومسؤوليه، يرفع صوت الأردن كحارس للقضية الفلسطينية، مؤكداً أن السكوت عن العدوان الإسرائيلي لم يعد خيارًا، وأن دعم حقوق الشعب الفلسطيني ليس مجرد موقف أخلاقي، بل التزام دولي تجاه القانون والعدالة فهذه الجهود الأردنية المتواصلة تشكل حلقة أساسية في الموجة الدولية الجديدة من الاعترافات، وتضيف زخماً دبلوماسياً ملموسًا يضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها.
ختامًا، الاعترافات الدولية الأخيرة بفلسطين تشكل نقطة فاصلة في مسار القضية الفلسطينية إنها رسالة للعالم بأسره مفادها أن العدالة لا يمكن تجاوزها، وأن الاحتلال الإسرائيلي لم يعد بمأمن من التداعيات السياسية والدبلوماسية لأفعاله كما أنها تؤكد أن الضغط ، هو الطريق الأنجع لتحقيق وقف الجرائم الإسرائيلية وضمان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة فهذه الاعترافات تمثل الأمل الحقيقي في تحول دبلوماسي عالمي يدفع نحو سلام عادل قائم على الحقوق والعدالة، بعيدًا عن المساومات والانحيازات القديمة.