نداء الى دولة الرئيس ومعالي وزير الصحة

بقلم العميد المتقاعد هاشم المجالي…….

دولة الرئيس .
معالي الوزير .

أما آن الأوان أن نكفّ عن ذرّ الرماد في العيون، وأن نلتفت إلى تلك الزنود السمر وإلى الأروقة البيضاء التي يعلو جدرانها صدى الأنين أكثر مما يعلو صوت الضحك؟ أما آن للضمير أن يصحو، وقد ضجّت كتائب المتقاعدين و الأسرة الفارغة من الجنود و الممرضين، وضاقت غرف جيوب الفقر و الإنعاش بصراخ البطالة والفقر وصراخ المرضى وغياب من يسهر على راحتهم؟

يا سيدي، لا ألوم المريض إذا ظنّ أن وزارته أو حكومته قد باعت روحه بثمن بخس، فممرضه وجنديه المتقاعد يتقاضى 400 دينار لا تكفيه قوت أسبوع، بينما يسبح أصحاب المناصب في الهيئات المستقلة برواتب تبلغ آلاف الدنانير، تكفي لإطعام أحيّاء وكتائب بأكملها ! جندي يضع اصبعه على الزند وروحه أمام حدود الوطن أو ممرض يضع يده على قلب طفل يحتضر أهمّ من عشرين سفيرًا يلوّحون بأوراق اعتمادهم خلف البحار.

يا دولة الرئيس ويا معالي الوزير، إنكم بعزمكم وصبركم قد رفعتم سمعة الحكومة والوزارة من قاع البئر إلى حيث تشرق عليها شمس الاحترام، فهتف لها المواطنون والموظفون قبل الإعلام، ورضوا عنكم المواطنون قبل الخصوم. ولكن، يا وجع قلبي! لماذا ترى بعض الوجوه التي تجلس اليوم في مكاتبكم، لمّا كانت الحكومات و الوزارات في حضيضها، لم نسمع لهم صوتًا ولا رأينا لهم أثرًا؟ أكانوا نيامًا ثم استيقظوا على وقع خطواتكما، أم كانوا متفرجين يصفقون لكل غالب؟

إن إصلاح الحكومة والوزارة يا سيدي لا يتمّ بجولات من أجل طلاء الجدران ولا برصف الممرات، بل بتطهير القلوب من التهاون والكسل، وبإعادة الاعتبار لأولئك الجنود البيض من العاملين و المتقاعدين العسكريين ومن الممرضين الذين يوزعون الأمل بين أنين وآخر.

فلتكن صرختي هذه تذكرة، ولتعلم أن كل جندي متقاعد أو ممرض في هذا الوطن هو أكثر وطنية من ألف موظف في هيئة مستقلة او سفير بسفارة يقصف الوطن على البود كاست بعد خروجه من الوظيفة ، وكل دينار يوضع في جيوبهم أبرك من آلاف الدنانير التي تُهدر في جيوب من لا يُسمنون ولا يُغنون من جوع في هذا الوطن وهم كُثُر.

ولعلّكما قد تبتسما يا دولة الرئيس ويا معالي الوزير، من مرارة هذه السطور، لكنها مرارة ممزوجة بالرجاء، وسخرية تنزف من قلبٍ موجوع.

اعيد واكرر يا سيدي أن الاستثمار في جندي عامل أو متقاعد وممرض عامل أو عاطل عن العمل يعني حماية وطن ومواطن ، وانكم لتسألون لان ما بقي من عمركم أقل بكثير مما ذهب ، فاتقوا الله واخلصوا بما تكلفتم به من أمانة حمل المسؤولية أمام الله تعالى اولا وأمام جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه ثانيا في هذه الدنيا الفانية …

قد يعجبك ايضا