فادي السمردلي يكتب: من زرع الفشل في المنظومات يحصد الخراب عاجلا ام آجلا

بقلم فادي زواد السمردلي ….

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

 

👈 *المقال يصوّر حالة عامة، وأي تشابه عرضي مع أشخاص أو وقائع حقيقية غير مقصود.*👉

في أي منظومة، مهما كانت طبيعتها أو حجمها، تظل النتائج مرآة حقيقية لما يُزرع فيها فمن يختار أن يزرع الشر والفشل، سواء عبر الفوضى، التقصير، الكذب، أو تدمير الثقة بين أعضاء المنظومة، عليه أن يعلم أن ما يفعله لن يذهب سدى، بل سيعود إليه عاجلًا أم آجلًا بحصاد مرّ فالشر والفشل لا يولدان من فراغ، بل هما حصيلة طبيعية لمن اختار الطريق الخاطئ، ومن عبث بقواعد التعاون والعمل الصادق، وضرب أساسات الانضباط والاحترام في أي منظومة.

كل خيانة، كل كذب، كل إفساد للثقة بين المشاركين، وكل تقصير متعمد، هي بذرة سم تتغلغل تدريجيًا لتقود المنظومة بأكملها إلى الانهيار فمن يزرع الفوضى ويضع العقبات أمام نجاح الآخرين يجهل حقيقة أساسية بأن أي منظومة، مهما بدت قوية أو مستقرة، لا تحتمل التآكل الداخلي فالتعاون، الالتزام بالقيم، الاحترام المتبادل، والانضباط هي الأعمدة التي تحمل أي منظومة، وأي مساس بها يولد دوامة من الفشل لا يمكن التراجع عنها بسهولة.

الأدهى من ذلك أن الشر والفشل لا يضران الآخرين فقط، بل يضربان أولًا من زرعهما فمن يفسد أجواء المنظومة أو يزرع المنافسة غير الصحية والحقد، يكون أول من يتأثر فالثقة تنهار، والاحترام يذوب، والفرص تضيع، بينما تتداعى المنظومة من حوله فكل محاولة لتجاهل العواقب أو التحايل عليها تنتهي بالفشل الذاتي، لأن أي منظومة تحمل في بنيتها قوانينها الداخلية التي تكشف الخلل وتعاقب المتسبب فيه.

زرع الشر والفشل ليس عبثًا عابرًا، بل التزام صامت بخراب المستقبل فحتى أصغر المنظومات، عندما تُفسد أجواؤها، تتحول إلى فضاء من الإحباط المستمر الأداء ينهار، الفرص تضيع، والطاقات التي كانت لتصنع فرقًا حقيقيًا تتبدد في فراغ قاتل فكل بذرة شر تُزرع اليوم، مهما بدا تأثيرها ضئيلًا، ستكبر لتصبح عاصفة لا ينجو منها أحد، بما في ذلك من زرعها بنفسه.

الدرس صارخ وواضح من زرع الشر والفشل في أي منظومة، مهما كانت صغيرة أو كبيرة، لا يزرع الخراب للآخرين فحسب، بل يزرع مصيره الخاص أيضًا فالمنظومات التي تُهمل قيمها الأساسية أو تُفسد داخليًا لا تصمد طويلًا، ونتائج الفشل تصبح ملموسة للجميع فمن يريد النجاح والتقدم والاستمرارية عليه أن يزرع العكس تمامًا عليه ان يزرع التعاون، الثقة، الانضباط، العمل الجاد، والالتزام بالقيم الأساسية لأي منظومة يشارك فيها.

في النهاية، لا مهرب من العواقب من زرع الشر والفشل في المنظومات، مهما حاول التملص أو التحايل، سيجد نفسه عاجزًا أمام حصاد ما زرع فالفشل والخراب هما الحصاد الطبيعي لمن اختار طريق الشر، وعواقبهما درس صارخ لا يرحم، ويجب أن يكون تحذيرًا صارمًا لكل من يفكر في العبث بأي منظومة.

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا