فادي السمردلي يكتب: مبادرة الزي التراثي الأردني والعربي احتفاء بالهوية الوطنية الأردنية والعربية
بقلم فادي زواد السمردلي ….
*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*
يمثل التراث الأردني قلب هوية الوطن النابض، وجذر فخر أبنائه، حيث تتجسد الأصالة والكرامة في تفاصيله الصغيرة قبل الكبيرة، وفي كل لباسٍ تقليدي يروي قصة الحاضر المستمد من عمق الماضي. ومن هذا الانتماء العميق، انطلقت مبادرة “الزي التراثي الأردني والعربي”، التي أسستها المتطوعة منى الفياض، لتسليط الضوء على جماليات الزي الأردني التراثي وتوثيقه، وإبرازه كرمز حي للتاريخ والثقافة والهوية الوطنية. الأردنية فهذه المبادرة ليست مجرد مشروع ثقافي، بل هي رسالة فخر واعتزاز بالوطن، تعكس الروح الأردنية المليئة بالانتماء والعراقة.
يتميز الزي التراثي الأردني بتنوعه الغني، الذي يعكس تنوع المحافظات الاثنتي عشرة، ويجسد خصائص كل منطقة من المملكة من شمالها الذي يزخر بالنقوش والطرز التقليدية المميزة، مرورًا بالوسط الذي يحمل بصمات الريف والبادية، وصولًا إلى الجنوب الذي يعكس تاريخ البدو وشموخهم فكل قطعة لباس تحمل في طياتها قصة، وكل نقش يعكس جزءً من هوية الأردنيين وحكاية مجتمعهم، لتصبح هذه الملابس أكثر من مجرد أقمشة، بل وسيلة لتوثيق التراث ونقله للأجيال القادمة.
تمتد المبادرة لتشمل أيضًا مشاركة رمزية من الدول العربية الشقيقة، مما يعكس المكانة الرائدة للأردن في المحافظة على التراث العربي الأصيل، ويؤكد على دوره كبلد يحتفل بثقافته ويجسدها في ملابسه وتقاليده وقد انطلقت المبادرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بجهد شخصي من مؤسستها، لتصبح منصة تفاعلية تقدم للجيل الجديد فرصة للتعرف على الزي التراثي وفهم قيمه ومعانيه العميقة، وتعليمهم أن التراث هو جزء من الهوية التي يجب الحفاظ عليها بكل حب وفخر.
وتسعى المبادرة إلى دعم الحرفيين والمصممين الأردنيين العاملين في صناعة الأزياء التراثية، وتشجيعهم على الاستمرار في الحفاظ على هذا الإرث الثقافي الغني، الذي يمثل حلقة وصل بين الماضي والحاضر والمستقبل فكل زي مطرز بدقة وفن هو شهادة حية على مهارة الأردنيين وحبهم لتراثهم، وعلى أن الأردن بلد يعتز بتاريخ كل شبر فيه، وكل مدينة وقرية وجبل وبادية فيه.
إن مبادرة “الزي التراثي الأردني والعربي” تذكرنا بأن التراث ليس مجرد ماضٍ، بل هو هوية حية تظل في قلوبنا وأفعالنا وملابسنا، وأن الحفاظ عليه هو الحفاظ على الذات والوطن فهي ليست فقط دعوة للاعتزاز بالزي التقليدي، بل رسالة لكل جيل بأن الأردن أرض الأصالة والفخر، وأن كل قطعة لباس تراثية تحمل بين خيوطها حكاية شعب أصيل ومن خلال هذه المبادرة، يواصل الأردن إبراز قيمته الثقافية والفنية على الساحة العربية، ليبقى رمزًا للهوية والانتماء، ودرسًا حيًا في الاعتزاز بالتراث وحمايته للأجيال القادمة.
الكاتب من الأردن