حسين باشا المجالي… رجل الدولة الذي لا يغيب عن الميدان

محي الدين غنيم  ….

 

في زمنٍ تهافتت فيه المصالح وتراجع فيه صوت الانتماء أمام ضجيج الطامحين للمناصب، يبرز معالي حسين باشا المجالي مثالاً نادراً لرجل الدولة الذي لم يكن يوماً موظفاً في منصب، بل كان وما زال موقفاً وطنياً ثابتاً في وجه التحديات.

فكم من مسؤولٍ غادر موقعه فغاب عن الوطن، وكم من وزيرٍ أنهى خدمته فانتهى حضوره، إلا أن حسين باشا بقي في خط الدفاع الأول عن الأردن، صوتاً صادقاً لا يعرف المجاملة حين يتعلق الأمر بالوطن، وجندياً وفياً في ميادين الشرف والكلمة والموقف.

منذ أن حمل الأمانة، سواء في المؤسسة الأمنية أو في العمل الوزاري، ظلّ المجالي رمزاً للانضباط والانتماء، رجلٌ يجيد لغة الرجال، ويحمل في قلبه حب الأردن وولاءه للقيادة الهاشمية، لا تزعزعه العواصف ولا تُغرِه الأضواء.

وفي كل مناسبة وطنية أو أزمة عامة، تجد حسين باشا حاضراً، بالكلمة والموقف والمساندة، يدافع عن الأردن ضد حملات التضليل، ويقف في صف الحقيقة والحق، لأن حب الوطن عنده ليس شعاراً يُرفع، بل سلوكٌ يُمارس.

لقد أدرك الأردنيون أن وجود شخصيات كحسين باشا المجالي هو صمام أمانٍ للهوية الوطنية، وأن في صوته نبض الرجال الأوفياء الذين يكتبون مواقفهم بأفعالهم، لا بخطبٍ منمقة.

ولعل أعظم ما يميز هذا الرجل، أنه لم يبدّل مواقفه يوماً، ولم يبحث عن مكسبٍ شخصي، بل ظلّ مخلصاً لوطنه وقيادته وشعبه، حاملاً راية الوفاء والرجولة، لتبقى سيرته عنواناً مشرقاً في سجل الشرف الأردني.

فحقّ للأردنيين أن يقولوا اليوم: “حسين باشا المجالي… باقٍ في الميدان ما بقي الوطن.”

الكاتب من الأردن

قد يعجبك ايضا