*مشاريع توطين اليهود (قبل الاستيطان في فلسطين)*
شبكة الشرق الأوسط نيوز : شهد القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين سباقًا محمومًا للبحث عن أرض تُمنح لليهود.
لم يكن الاستيطان في فلسطين أمرًا بديهيًا في البداية، بل كان واحدًا من الخيارات التي درستها القوى الكبرى والحركة الصهيونية، مستندة إلى اعتبارات سياسية واقتصادية واستراتيجية.
بدأت الفكرة في الأرجنتين، حين أطلق البارون موريس دي هيرش مشروعًا ضخمًا لتأسيس مستوطنات زراعية يهودية، ورأى فيه اليهود الأوروبيون فرصة للهروب من الاضطهاد، ونفذ على الأرض، لكنه فشل في تكوين كيان مستقل يمكن تحويله لوطن قومي دائم.
ثم جاء مشروع أوغندا سنة 1903، عندما قدمت بريطانيا عرضًا رسميًا لمؤسس الصهيونية هرتزل بإنشاء وطن قومي لليهود في شرق إفريقيا. نوقش المشروع داخل المؤتمر الصهيوني وسبب انقسامًا حادًا، لكنه سقط في النهاية تحت ضغط التيار الذي أصر على فلسطين تحديدًا.
قبل ذلك حاول هرتزل انتزاع العريش في سيناء عبر التفاوض مع اللورد كرومر في مصر وأُرسلت لجان فحص ميداني لدراسة المياه والزراعة، لكن الرفض المصري وإشكالات الري أسقطت المشروع مبكرًا.
قبرص أيضًا كانت على الطاولة، لكن موقعها ومساحتها جعلاها خيارًا ضعيفًا.
في أمريكا الجنوبية برزت أفكار لتوطين اليهود في كولومبيا والبرازيل وتشيلي وإنشاء مستوطنات زراعية كبيرة، لكنها بقيت مبادرات خاصة بلا غطاء سياسي. كذلك طرحت داخل الدولة العثمانية مشاريع لتوطين اليهود في كردستان والأناضول وشمال العراق، مستغلة حالة ضعف العثمانيين ، لكن السلطان عبد الحميد رفض التفريط بأي جزء من أراضي الدولة.
ثم ظهرت مشاريع جديدة مثل مستوطنة كيمبرلي في أستراليا عام 1939، ومشروع جزيرة مدغشقر الذي طُرح أولًا من فرنسا ثم تبناه النازيون، لكنه لم ينفذ
الولايات المتحدة طرحت استقبال اليهود في ألاسكا إبان الحرب العالمية الثانية، لكنه كان عرضًا محدودًا لا مشروعًا قوميًا. حتى إثيوبيا طُرحت كخيار استيطاني بسبب وجود الفلاشا، لكنه لم يكتسب وزنًا حقيقيًا
هذه المشاريع تكشف أن توطين اليهود لم يكن مرتبطًا بفلسطين كقدرٍ ديني فقط، بل كان جزءًا من لعبة سياسية.
الكاتب من اليمن