تريليونات العرب في الغرب… وشعوبهم تصرخ من الفقر !!!
محي الدين غنيم …..
بكل أسف، لا تزال الحقيقة المرة تتكرر أمامنا دون أن يهتز لها ضمير ، أموال العرب ليست للعرب بينما تدخل الاستثمارات الخليجية إلى الأسواق الأمريكية والأوروبية بتريليونات الدولارات، تبقى الملايين من أبناء الوطن العربي يتخبطون بين الفقر والبطالة والجوع وغياب التنمية. مفارقة قاسية تُظهر حجم الهوّة بين الإمكانيات الهائلة التي نملكها، والواقع البائس الذي نعيشه.
فدول الخليج تمتلك صناديق سيادية تعد من الأكبر عالميا، وتضخ استثمارات ضخمة في اقتصاديات الدول المتقدمة، بينما الوطن العربي من المحيط إلى الخليج يئنّ تحت وطأة الأزمات الاقتصادية والتعليمية والصحية والبطالة. لا مصانع تقام، لا بنى تحتية تُحدث، لا جامعات تُطوَّر، ولا مشاريع إنتاجية تحرك عجلة النمو في الدول العربية الفقيرة والمتوسطة.
إن ضخ التريليونات خارج الوطن العربي قد يعود بعوائد مالية، لكنه لا يصنع نهضة عربية، ولا يبني اقتصادا مستقلًا، ولا يحل أزمة بطالة، ولا ينقذ شابًا عربيًا من الهجرة أو اليأس. فما قيمة استثمارات ضخمة تجني أرباحها الشعوب الغربية بينما يبقى المواطن العربي محرومًا من أبسط حقوقه: تعليم جيد، رعاية صحية، فرص عمل، وأمن اقتصادي؟
أهمية ضخ التريليونات داخل الوطن العربي ليست قضية رفاهية بل ضرورة وجودية.
لو استُثمر جزء بسيط من تلك الأموال في مشاريع عربية مشتركة .. صناعات، زراعة، طاقة، تكنولوجيا، جامعات بحثية، طرق وسكك حديد لتحول وجه المنطقة خلال سنوات قليلة. لامتلك العرب اقتصادًا قويًا، وصناعة متقدمة، وأمنًا غذائيًا، وفرص عمل بالملايين، وبيئة نهضوية قادرة على مواجهة العالم.
إن أهمية ضح الأموال في الداخل يعني:
تقليل الفقر والجوع في الدول العربية الأكثر معاناة.
خلق ملايين الوظائف بدلًا من الاعتماد على المعونات.
بناء اقتصاد إنتاجي بدل اقتصاد ريعي هش.
تقليل تبعية العرب للغرب سياسيًا واقتصاديًا.
تحقيق الأمن القومي العربي عبر تنمية حقيقية لا عبر بيانات سياسية.
استنهاض طاقات الشباب العربي بدل ضياعها في الهجرة أو التطرف أو الإحباط.العالم لا يحترم إلا القوي ولا قوة بلا اقتصاد.
وما دام العرب يضخون تريليوناتهم في الغرب ويتركون أوطانهم تتآكل، فستبقى الفجوة تكبر، وسيبقى العالم العربي مستهلكًا لا منتجًا، تابعًا لا شريكًا، يعاني بدل أن ينهض.
لقد حان الوقت لقرار تاريخي : ثروات العرب يجب أن تبقى للعرب… فنهضة الأمة ليست في وول ستريت أو البورصات الأوروبية، بل في مصانعنا ومدارسنا وطرقنا وأيدينا العاملة.
الكاتب من الأردن