إشهار كِتاب الباحثِ الكاتب حنا ميخائيل سلامة نعمان المُعَنون “سراجٌ وشراعٌ”
شبكة الشرق الأوسط نيوز : برعايةٍ كريمةٍ من سيادة المُونسنيور الدكتور حنا سعيد كلداني جرى مساء يوم الجمعة الموافق 25/11/2025 حفل إشهار كتاب “سِـراجٌ وَشِـراعٌ” للكاتبِ الباحِثِ حنَّا ميخائيل سَلامة نُعمان. وقد ضَمَّ الكِتابُ بين دفتيه سبعةً وسبعينَ موضوعاً وردت في 256 صفحةً مِن القَطْعِ الكبير. وقد اختصها المؤلِّف ” لِما كان يَعتَمِلُ في داخله مِن تَمَوُّجاتٍ فِكريَّةٍ وَخَلَجاتٍ رُوحيَّةٍ وَتخَطُّراتٍ” كما بينَ في مَعْرِضِ تقديمه للكتاب مُضيفاً: ” الكتابُ سِراجٌ وقادٌ يُنيرُ أعماقَ مَن شاءَ الاستضاءَة بأنوارِ مَوضوعاتهِ ذات الإشراقات المُتوهِّجَة وإنَّهُ في الوقت عَينهِ شِراعٌ مَمدودٌ لتوجيهِ مَسَارِ سفينةِ الحَياةِ وَهَدْيِها، لِتَشُقَّ عُبابَ بَحرٍ تَضرِبُهُ العواصف”.
وقد استُهِلَ الحَفلُ بكلمةٍ ترحيبيةٍ مِن المؤلِّف شكرَ فيها راعي الحَفل الكريم، وَجَمْعَ القاماتِ الفِكرية والدينية والوطنية التي اجتمعت” كَعِقدِ لُؤلؤٍ بَهيٍ لِتُعلِن انطلاقَ الكِتاب للنور”.
وفي “قِراءَةٍ أدبيَّةٍ فلسفيةٍ” لمحتوى الكِتاب أشارَ المُفكِّر الدُّكتور سَعد شاكر شِِبلي الباحِث في العُلاقات الدَّوْلِية والحائز على دَرَجَتي دكتوراة في العلوم السياسية وفي القانون “أنَّ الكِتاب عمل أدبي وفكري يجسد حوار الضمير الإنساني مع القيم الروحية السامية. فالسراج هنا يرمز إلى النور الإلهي الذي يهدي السبيل، والشراع يرمز إلى رحلة الانسان نحو فضاءات الرحمة والحكمة”. وأضاف “هذا التزاوج بين الثبات والحركة، بين النور والطريق، هو ما يجعل من الكتاب نصاً حياً يتنفس بألق الأدب وروحانية الإيمان”. كما عرَّج الدكتور سَعد على الأبعاد الفلسفية التي تبدَّت في طَيات الكِتاب مُشيراً إلى أنها “لا تنتمي إلى حيز اللاهوت فحسب، بل تتجاوزه إلى فلسفة الوجود الإنساني، حيث يصبح الجسد وعاءً للروح، والروح شعلة تتوق إلى الانعتاق نحو الخير والجمال”. كما ثنَّى في مَوقعٍ مِن كلمته القيِّمة على لُغةِ الكِتاب بقوله ” إنها عالمٌ من الإبداع. شَفيفة كالندى، متينة كالجبل، تستقي من ينابيع العربية الأصيلة، لكنها تحلق في فضاءات الإيمان المسيحي برقة وعمق”.
وبيَّنَ فَضيلة الشيخ مُصطفى أبو رُمَّان في كلمتِه “أنَّ مُؤلِّف الكِتاب قد وضعَ بَصْمةً على جهوده بهذا المُؤلِّف الذي يجيءُ بعد خمسة كُتبٍ أنجزَها مِن قَبل”. وأنَّهُ في ” سراج وشراع ” قد أبحَرَ في عَالَمِ الرُّوح والعقل وفي بَحر المعرفة” مُشيراً في الوقتِ نفسِهِ لِعناوينَ في الكِتاب تَتَسِمُ بِتجلِّياتٍ “كان فيها مُناجِياً مُتأمِّلاً؛ راهباً وَصوفياً في المُلْكِ وَالمَلَكوت”. وَتوقف فضيلته عند أقوالٍ وَرَدت مِنها لابنِ عطاء الله السكندري” الكونُ كله ظلمة وإنما أنارَهُ وجودُ الحق فيه. فمن رأى الكون ولم يشهدهُ فيه أو عندَهُ أو قبلَهُ أو بعده فقد أعوزَه وجود الأنوار، وحُجِبَت عنه شُموسُ المعارفِ بِسُحُبِ الآثارِ”.
وَقولٍ لِيحيَ بن معاذ الرازي مِن أئِمَّة التَّصوفِ: “القلوبُ كالقدور في الصُّدورِ تَغلي بما فيها، ومغارفُها ألسِنَتها، فانظر الرَّجُل حتى يتكلم فإنّ لسانه يغترف لك مما في قلبه مِن بين حلوٍ وحامضٍ وَعذبٍ وأجاج”. واختتم كلمته بوصية لقمانَ الحكيم لابنهِ:” يا بُنيَّ تعلمتُ بِسبعة آلافٍ مِن الحكمة فاحفظ منها أربعةً ومرجعي إلى الجَّنةَ “أحْكِم سفينتَكَ فإنّ بحرَكَ عميق، وخفف حِملكَ فإنّ العَقبةَ كؤودٌ، وأكثِرِ الزاد فإنّ السفرَ بعيدٌ، وأَخْلِص العملَ فإنَّ الناقدَ بَصيرٌ”.
واستعرضَ اللواءِ الرُّكنِ المُتقاعد مَنصور باشا أبو راشد؛ المُستشار والخبير الاستراتيجي، رئيس جمعية التغيرِ المُناخي وحمايةِ البيئةِ الأردنية في كلمتهِ “معرِفتَهُ وَعُلاقته المُمتدة لثلاثة عُقود من الزَّمن مع مؤلِّف الكِتاب؛ وأنَّهُ أُردُنيٌ وَوطنيٌ حتى النُّخاع، يكتُبُ في هُموم الناس وقضايا المواطنين التي يتابعها عن قُربٍ وهو بذلك يقوم بواجبٍ وطنيٍ”. وأضاف أنَّ المؤلِّف ومن خبرته مَعهُ يُمثِّلُ بلده حيثما حلَّ خيرَ تمثيلٍ لِما في ضميره من حُبٍ للوطن ولأبناء الوطن”. وقد أبدى عطوفتهُ تقديرَهُ لهذا المُنجَز الجديد “الهادف لإعلاء المُثُلِ العليا وتعميم المحبة في عالمٍ تـَتَسِّع فيه المسافة بين القول والعمل”. وأشار إلى أنَّ المؤلِّفَ مِن الهيئة المؤسِّسة لجمعية التغير المناخي وحماية البيئة الأردنية التي ينتسب إليها كوكبة مِن أبناء الوطن المُهتمين بالعمل التطوعي لخدمة بلدِهم.
وَتحدَّث الخبير التربوي والمستشار في حَقلِ التعليمِ وإعدادِ المُعلمين الدُّكتور إدوارد عبيد مُبيِّناً “أن المؤلِّف قد وضع خبراته ومعرفته في خدمة الإنسان؛ وقد تجلَّت مقالاته بمعانيها الروحية السامية النابِضة لِتُعيد الينا شيئاً من هدوء الروح وسطَ عالمٍ يُفجر تحدياتٍ إنسانية بعيدة عن الحق والعدل والسمو الروحي” كما أكد في كلمته” أننا بحقٍ بحاجة لِمثل هذا العمل وسط عالمٍ يموج بالصراعات”؛ وأضافَ ” لقد عَرَف مؤلِّفُ الكِتاب لماذا يكتب؟ ولمن يكتب؟ وماذا يكتب؟” مُجيباً على هذه التساؤلات بتحليلٍ مِن عُمقِ الكِتاب. كما اعتبرَ الكتاب “بالإضافة إلى الجهود الأدبية فيه يُشكِّلُ كلمةَ حقٍ ووسيلة فكرٍ تقودنا للرجوع إلى المحبة التي تُغير كل شيء، كما أشاد النصوص الواردة والتي تُعيدنا لإنسانية الإنسان”.
وَتحدَّث راعي الحفل سيادة المُونسنيور الدكتور حنا سعيد كلداني واصِفاً المؤلِّفَ “بالأخ والصديق؛ وأنَّهُ مؤلفٌ وناقدٌ وراصدٌ للظواهر الاجتماعية على المستوى الوطني والكنائِسي؛ يعيشُ الهمَّ العامَ ويحملُهُ في فِكره وقلمه الناقد المُحلل والمُوجِّه”. كما سلَّطَ الضَّوء على “ارتقاء المؤلِّف بقارئِ كِتابه في تأملاتٍ روحية ملائكية أخَّاذَة؛ فَالسِّراج ينير الدرب والشراع يعطي الدافعية والقدرة على الحركة والتغيير والإبحار في عوالمَ جديدة”. واستشهدَ راعي الحَفل في سياقِ كلمته بقول القديس بولص “ولا تتشبهوا بهذه الدنيا، بل تحولوا بتجدُّد عقولكم لتتبينوا ما هي مشيئةُ اللهِ، أي ما هو صالحٌ وما هو مرضيٌ وما هو كامل”. مُبيناً مرامي هذا القول “وانسحابه على الدور الذي قام به المؤلف بإسهامهِ بما كَتَبَ للتغيير نحو الأفضل مجتمعياً وكنائسياً، إثرَ مراقبته الواقع وتسجيله لمجرياتهِ؛ لِتنظيم الأمور لتتوافق وتواكِبَ كل ما هو صالحٌ ومرضيٌ وما هو كامل-” ومعرجاً لمزيدٍ من الإضاءَةِ على تفسيرٍ للنَصّ يعودُ لمارتن لوثر كنج يَخلُصُ إلى ضرورة ” تجديدُ العقول والتغيير الإيجابي وبأن نصنع نحنُ التاريخ بدلاً من أن يصنعنا”.
واختُتمَ الحفل الذي أدارت برنامجه بِجدارةٍ وقدَّمَت المُتحدِّثين السيدة دينا نعمان نجار، بكلمةِ شُكرٍ مِن مُؤلِّف الكِتاب، ثم جرى توقيعُه وإهداؤهُ للحضور الكِرام.
حنا ميخائيل سلامة نعمان
hanna_ [email protected]









