صدق الكلمة وعدالة القضية.. منطلقات ملتقى كتّاب العرب والأحرار

أحلام الصوفي  …..

 

وسط ضجيج المنابر المتناقضة وتكاثر الأصوات المتباينة، يبرز ملتقى “كتّاب العرب والأحرار” كصوتٍ نقي يحمل على عاتقه مسؤولية الكلمة الحرة، ويصوغ الوعي بما يليق بعظمة القضايا التي تتطلب أقلامًا لا تُهادن ولا تُجامل.

الملتقى ليس مجرد تجمع كتابي عابر، بل هو جبهة ثقافية فكرية متماسكة تضم أقلامًا من مختلف دول محور المقاومة. هؤلاء الكتّاب لا يتخذون من الكلمة زينة، بل سلاحًا ناعمًا في معركة الوعي، وصوتًا صريحًا ينحاز للحق دون مواربة.

يعتمد الملتقى في رسالته على أساسين: صدق الكلمة وعدالة القضية. الكلمة هنا ليست استعراضًا بل موقف، والقضية ليست حدثًا مؤقتًا، بل مسار نضالٍ مستمر في وجه الغزو الثقافي، والهيمنة الإعلامية، والتزييف المتعمد للحقائق.

ما يميز هذا الملتقى هو جمعه بين الرأي المسؤول والرؤية الواضحة. هو مساحة لكل من يرى في فلسطين جوهر النضال، وفي اليمن جبهة الصمود، وفي العراق ولبنان وسوريا ميادين للتحدي وبناء الوعي، وفي البحرين وكل المستضعفين قضية لا تسقط بالتقادم.

المواقف التي يتبناها الملتقى لا تخرج من فراغ، بل تنبع من إيمان راسخ بأن الكلمة شرف، وأن على الكتّاب أن يكونوا في مقدمة الصفوف، لأن المعركة الثقافية هي الوجه الأهم من معارك التحرير والسيادة.

…ولا يمكن الحديث عن هذا النهج الثابت دون التوقف عند الشخصيات التي كان لها الدور البارز في تعزيز هذه المنظومة، وعلى رأسهم السيد عدنان عبدالله الجنيد الأمين العام لملتقى كتّاب العرب والأحرار – الذي جسّد بمواقفه وكتاباته ونُبله، الصورة الحقيقية للمثقف المقاوم، والقيادي الذي يجمع بين التواضع والوعي، وبين الحزم والرؤية.

كان ولا يزال السيد عدنان الجنيد منارة لكل كاتب يبحث عن الاتجاه الصائب، وملجأً لكل قلم واجه الغربة أو التهميش، إذ لا يتردد في تقديم النصح، ولا يتأخر عن دعم كل من يحمل مشروعًا حرًا. وفي حضوره يستشعر الكاتب أنه في حضرة مرجع، لا يتوقف عند حدود التوجيه بل يمدّ يده ليشدّ على يدك، ويمضي معك في الطريق حتى تقف بثبات.
وبالحديث عن الدور الريادي لملتقى كتّاب العرب والأحرار، لا يمكن أن نغفل عن الركائز الصلبة التي قام عليها هذا الصرح المقاوم، من قياداتٍ حملت الوعي مسؤولية، وارتضت أن تكون في مقدّمة الصفوف الثقافية، تجابه التزييف وتُحصّن الوعي وتحمل راية الكلمة الشريفة.

في مقدمتهم الدكتور إسماعيل النجار، رئيس الملتقى، صاحب الرؤية الثاقبة والموقف الصلب، الذي جمع بين عمق التحليل السياسي وصدق الانتماء لمحور المقاومة، فكان صوته مدوّياً في وجه المشاريع الخبيثة، ورافعًا راية فلسطين في كل محفل.

كما لا يسعنا إلا أن نذكر بكل فخر السيد العميد حميد عبدالقادر عنتر، المنسق العام للملتقى، الذي مثّل همزة الوصل بين الكتاب العرب، وجسّد بروحه الوطنية وحدويّة الفكر المقاوم، وساهم في ترسيخ جسور التواصل بين الضمائر الحيّة في الأوطان العربية.

وكذلك الأستاذ حسن مرتضى، منسق المؤتمرات الدولية، الذي عكس بإخلاصه وتجربته المهنية روح الملتقى في الساحات الإعلامية والسياسية، وساهم في توصيل صوت الحق إلى المنصات الدولية، ليُبقي للقضية حضورها رغم حملات الطمس والتضليل.

ولا ننسى الأستاذ غريب رضا الذي ظلّ رغم التحديات منبراً للحقيقة وصوتًا لكل الأقلام الحرة، مدافعًا بشراسة عن المبادئ، ومتسلحًا بالكلمة الصادقة، والروح الثورية التي لم تهن رغم كثافة الحرب الناعمة والناعقة.
ويأتي في مقام التقدير أيضًا السيد هشام عبدالقادر عنتر المؤسس والمدير التنفيذي للملتقى، هذا الرجل الذي آمن بالكلمة قبل أن يؤمن بها أحد، فأسّس منبراً للأحرار، وجعل من الملتقى منصة حقيقية لصوت المظلوم، وفضاءً واسعًا للفكر المقاوم. لقد كان حضوره مؤثرًا في كل مفصل، وبصمته حاضرة في كل إنجاز.
هؤلاء الكبار مع السيد عدنان عبدالله الجنيد، شكّلوا فريقًا متجانسًا، جعل من الملتقى مدرسة للحرية والوعي، ومنصة للحق في وجه الباطل. لقد تعلّمت منهم الكثير، ووجدت فيهم المرجعية والموقف والوفاء، وكانوا سندًا لي في أوقات كنت فيها بحاجة لكل صوت نقيّ.

فشكري لهم جميعًا لا تفيه الكلمات، وامتناني لا حدود له، وأدعو الله أن يحفظهم، ويبارك في جهودهم، ويجعل من ملتقى كتّاب العرب والأحرار شعلة لا تنطفئ.

الكاتبة من اليمن

قد يعجبك ايضا