الديموقراطية لا تعني صندوق انتخابات

بقلم د. تيسير فتوح حجّه  ….

الأمين العام لحركة عدالة
الديموقراطية الحقيقية يا جماعة مش ورقة بنحطها بالصندوق وبنروح. الديموقراطية مش موسم بنعيشه كل أربع سنين وبنرجع لنفس العقليّة ونفس الوجوه ونفس الأزمات. الديموقراطية ثقافة، وعي، وممارسة يومية قبل ما تكون عملية اقتراع.
الصندوق بحد ذاته ما بصنع تغيير… اللي بصنعه هو الإنسان الحر، الواعي، اللي عنده قدرة يحاسب ويسأل ويراقب. والمصيبة إن الأنظمة الضعيفة بتتخفّى خلف شعار “أجرينا انتخابات” وكأنّها شهادة براءة، بينما الواقع إنّه بدون قضاء مستقل، وحرية رأي، وإعلام محترم، وجهاز أمني ملتزم بالقانون… الانتخابات بتظلّ ديكور لا أكثر.
الديموقراطية بتبدأ من الاعتراف بالمواطن شريك، مش تابع. من احترام المعارضة مش تخوينها. من حماية حقوق الناس مش ابتزازها. ومن إدارة وطن لا يقوم على الولاءات، بل على الكفاءات.
وفي حالتنا الفلسطينية، ما بصير تختزل الديموقراطية بصندوق، بينما مؤسساتنا منتهكة، والقانون مُعطّل، والناس محاصرة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً. الديموقراطية مش صورة أمام العالم؛ هي نظام حياة يحفظ كرامة المواطن، ويضمن تداول السلطة، ويمنع تغوّل أي جهة على حساب المجتمع.
الصندوق آخر خطوة… مش أول خطوة.
والأوطان ما ترتقي بالانتخابات وحدها، بل بإرادة سياسية صادقة تبني دولة قانون… مش دولة أشخاص.

الكاتب من فلسطين

قد يعجبك ايضا