إلى العميد السيد حميد عبدالقادر عنتر
أحلام الصوفي …..
إلى العميد السيد حميد عبدالقادر عنتر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد
فإن الكلمات مهما بلغت من البلاغة، تبقى قاصرة حين يراد بها الإيفاء بحق رجلٍ من طين هذا الوطن، من معدنه الصلب، من جذره المتين، رجل لم يكتب اسمه في صفحات المشهد السياسي والإعلامي لمجرد الحضور، بل كتب نفسه بمواقفه، وسُجِّل في ذاكرة اليمن كشخصية استثنائية قلّ أن يجود الزمان بمثلها.
نكتب إليكم لا لتقديم ثناء عابر، ولا لإلقاء عبارات مجاملة فارغة، بل لنقول ما يعرفه كل من تابع مسيرتكم وقرأ مواقفكم وتأمل صلابتكم في أزمنة المواربة والانكسار. لقد كنتم ولا زلتم من القلائل الذين ثبتوا حين اضطربت الصفوف، وتقدّموا حين تراجع الكثير، وواجهوا بوجه مكشوف ما هاب الآخرون حتى عن تسميته.
إن حضوركم الوطني ليس طارئًا ولا مصطنعًا، بل هو نتاج وعي عميق، وتجربة صلبة، ومبدأ لا يعرف التلون. أنتم من طراز أولئك الذين لا يكتبهم الإعلام، بل تكتبهم المواقف. ما عهدناكم إلا في مقدمة الصفوف، تقولون الحق ولو خالف التيار، وتدافعون عن المظلوم وإن أنكره الجميع، وتصدحون بصوت الوطن حتى حين كان الصمت هو القاعدة.
وما يميّزكم فوق كل ذلك، أنكم لم تكن يومًا ممن ينتظرون الشكر، ولا ممن يسعون خلف التصفيق. أنتم ممن يعملون في صمت، ويزرعون في الأرض القاحلة أملًا، ويكسرون جدار التجاهل بصوت الحقيقة. إنكم تملكون من الإخلاص ما يُشعر المتابع أن الوطن ما زال فيه من يذود عنه بالنية الطاهرة والموقف الثابت.
وحين نُشير إلى ثباتكم وشجاعتكم، فإننا لا نغفل عن نسبكم الشريف، وامتدادكم المبارك من بيت النبوة، الذي لم يكن مجرد سلالة نسب، بل خُلقًا يظهر في الموقف، ونبلًا يفيض في المعاملة، وعزّة نفس لا تضعف مهما اشتدّ الحصار. هذا الامتداد الروحي والنسبي الشريف يفسّر كثيرًا من صفاتكم التي عهدناها فيكم: الوقار، والبصيرة، والصدق، والإباء، وحمل همّ الناس بضميرٍ لا يهدأ.
لقد كان لجهودكم في الحملة الدولية لفك الحصار عن مطار صنعاء الدولي صدًى لا يُنكر، لأنها خرجت من قلب يعرف وجع الناس، ومن عقل يدرك أن الكلمة موقف، وأن الدفاع عن الحق لا يحتاج إلى إذن. كنتم ناطقًا باسم الصامتين، ورسالة باسم المحاصرين، وضميرًا حيًا في زمن تساقطت فيه كثير من الأقنعة.
إن الحديث عن شخصكم لا يرتبط بموقع وظيفي، ولا ينتهي بانتهاء منصب، لأن من مثلكم يُعرَف بما قدّم، لا بما حمل من ألقاب. لقد جمعتم بين الحزم والرؤية، بين صدق التعبير وعمق المسؤولية، حتى صرتم عنوانًا للثقة، ورمزًا للشجاعة، وصوتًا يُحسب له ألف حساب.
تلميذتك المخلصة أحلام الصوفي
الكاتبة من اليمن