القبارصة مجدداً في جنيف سعياً الى اتفاق سلام تاريخي
شبكة وهج نيوز : استأنف الزعيمان القبرصيان في جنيف الاثنين، مفاوضات وصفت رغم صعوبتها بالفرصة التاريخية لإنهاء عقود من الانقسام في الجزيرة.
ووصل الزعيم القبرصي التركي مصطفى اكينجي والرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس، اللذان انخرطا في مفاوضات منذ 18 شهراً، كل على حدة الى مقر الامم المتحدة في جنيف حيث تعقد المحادثات.
وابتسم الرجلان للكاميرات قبل الجلوس حول طاولة المفاوضات مع اعضاء وفديهما.
ويتوقع ان يقدم كل طرف الاربعاء خرائط تشرح مقترحاته للحدود الداخلية ضمن فدرالية من منطقتين.
واذا سارت المحادثات بشكل ايجابي سينضم اليها يوم الخميس ممثلو الدول الضامنة لقبرص، اي بريطانيا بصفتها القوة المستعمرة السابقة واليونان وتركيا.
الا ان الطرفين يقران بوجود مسائل عالقة لا يستهان بها.
ولكن الامم المتحدة التي تشرف على هذه المفاوضات تؤكد ان فرصة التوصل الى حل كبيرة هذه المرة.
وفي رسالة بمناسبة حلول العالم الجديد، اعتبر مبعوث الامم المتحدة الخاص الى قبرص اسبن بارث ايدي الذي استقبل الزعيمين مصحوبين بالمدير العام للمنظمة الدولية في جنيف مايكل مولر ان “هناك امكانية حقيقية لأن تكون 2017 هي السنة التي سيقرر خلالها القبارصة انفسهم طي صفحة من التاريخ”.
وعشية الاجتماعات، تجمع عشرات القبارصة اليونانيين والاتراك الاحد في العاصمة نيقوسيا تحت شعار “نحن مستعدون للعيش معاً” في تظاهرة اطلق عليها المنظمون تسمية “العد العكسي نحو السلام”.
الا ان بعض المحللين يتخوفون كثيراً من فشل مفاوضات جنيف المقبلة نظراً الى الهوة بين الزعماء القبارصة اليونايين والاتراك حول اكثر المسائل الأساسية العالقة بما فيها اعادة الممتلكات، وتحديد الاراضي، والامن.
وقال رئيس مركز قبرص للشؤون الاوروبية والدولية اندرياس ثيوفانيس “سأتفاجأ اذا ابرم اتفاق شامل في ظل الصعوبات” القائمة.
ومن ناحيته، قال اكينجي في تصريحات للصحافيين قبيل مغادرته من مطار ارجان على اطراف نيقوسيا ان المحادثات المقبلة تشكل “مفترق طرق” وهي ضرورية لـ”تحقيق نتائج ايجابية وليست مجرد لقاءات”.
الا ان زعيم القبارصة الاتراك اعتبر ان محادثات جنيف لن تسفر عن “نتيجة نهائية. علينا ان نكون حذرين”.
وافاد “لسنا متشائمين لكن يتعين علينا ان لا نفترض بان كل شي انتهى. نتوقع اسبوعاً صعباً”.
– “خلافات كبيرة” –
اما اناستاسيادس الرئيس القبرصي المعترف به دولياً كرئيس على كامل الجزيرة، فكتب على تويتر قبيل مغادرته الى جنيف عبر مطار لارنكا انه يتوجه للمفاوضات “بشعور من الامل والثقة والوحدة”.
ولكنه كان حذراً قبل ايام عندما تكلم عن “خلافات كبيرة حول ثوابت تشكل اساس الحل في قبرص”.
وقبرص مقسومة منذ عام 1974 حين اجتاح الجيش التركي ثلثها الشمالي رداً على انقلاب للقبارصة اليونانيين سعياً الى ضم الجزيرة المتوسطية الى اليونان.
وبعد تسعة اعوام، اعلن الزعماء القبارصة الاتراك قيام جمهورية في الشمال لا تعترف بها سوى انقرة.
وادى الاجتياح التركي لشمال قبرص الى نزوح آلاف الاشخاص من المجموعتين.
وهناك اقرار من الطرف القبرصي التركي بأن قسماً من الاراضي الواقعة حالياً تحت سيطرة القبارصة الاتراك سيعاد الى القبارصة اليونانيين في اي معاهدة سلام.
وظلت مسألة حجم ومواقع هذه الاراضي عقبة كان لها الدور الاساسي في تعثر محادثات السلام على مدى اربعة عقود.
وتعتبر مسألة الاراضي في غاية الاهمية كون اي اتفاق سيتم التوصل اليه بحاجة الى موافقة سكان قسمي الجزيرة من خلال استفتاء.
وكان القبارصة صوتوا في استفتاء على خطة لاعادة توحيد الجزيرة عرضتها الامم المتحدة عام 2004. وأيد القبارصة الاتراك الخطة بشكل واسع، لكن غالبية كبيرة من القبارصة اليونانيين رفضتها.
وهناك خلافات اخرى حول الترتيبات الامنية المستقبلية، حيث يطالب اناستاسيادس برحيل عشرات الآلاف من الجنود الاتراك المتواجدين على ارض الجزيرة، فيما يرغب اكينجي بالابقاء على بعض التواجد العسكري التركي.
ويصر اكينجي ايضاً على الرئاسة الدورية للجزيرة، وهو مقترح لا يجد شعبية بين القبارصة اليونانيين.
المصدر : أ ف ب
