كرة نارية وكرة ثلجية !!!

 

انتظرنا جميعاً وعبر سنين طويلة التغير المنشود وتحقيق الوعودات بالاصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفساد بكافة اشكاله وتحسين وضع المواطن المعيشي ومحاربة الفقر والبطالة ولكن ما بين الاصلاح والاصطلاح انكسر المنجل وضاع الفلاح الذي ترك المحصول في الحقل للدواب ونسينا الزرع وبالتالي الحصاد معاً نبحث عن قيادات مسؤولة قادرة على اصلاح ما افسده الكثيرين عبر سنوات طويلة والحقوا بالاقتصاد خراب وفساد مالي واداري في كثير من المواقع بالمقابل تربع جيوش من الشباب من البطالة بانواعها وبقيت المحسوبية تشكل العامل الرئيسي بالتعيينات شئنا ام ابينا ننكر او علينا ان نُقر بذلك والشواهد كثيرة وكان هناك دور كبير للمحاصصة ارضاءات بين كبار المسؤولين من اجل تعيين ابنائهم واقربائهم في اماكن هامة وحساسة تحتاج الى كفاءات وخبرات وبالتالي وبعد ذلك كله كان هناك صعوبة لاصحاب القرار ان تعيد الدفة الى مسارها السليم ان الاصلاح الحقيقي يجب ان يرافقه اصلاح شامل وهذا ما نتمناه فعلاً من ان تطال ماكنة الاصلاح كل من لا يصلح لمكان عمله مهما علا شأنه من دون النظرة لأية اعتبارات اخرى وتجنب أية استعراضات اعلامية تغطى على ضعف اداء هؤلاء ضعيفي الاداء والتي تعودنا عليها بسياسات التلميع والترقيع فالشعب يطالب باصلاحات نارية تحاسب الفاسدين ككرة نارية بدل ان تكون كرة ثلجية تذوب تدريجياً بمجرد دورانها وتدحرجها وحتى يكون هناك صوت مسموع لصوت الشعب المطالب بالاصلاحات فالاصلاح الحقيقي يتطلب الجراءة السياسية وتشخيص الداء بمهنية عالية ومسؤولية وطنية تتعالى عن المصالح الشخصية فلقد شاهدنا الاصلاحات التي اقرت سابقاً لم تقدم شيئاً للمحافظات ولا لأهلها وللناس الجياع او العاطلين عن العمل ولا يوجد هناك اي استثمارات ملموسة تنعكس ايجابياً على نوعية الحياة الحضارية بل شاهدنا امتيازات لملءِ جيوب كثير من المسؤولين لم يكن لهم حضور رسمي او شعبي ففقدوا احترام الناس لانهم لم يكترثوا لمطالب اهلهم .
فكلنا يعلم ان البذرة قد تكون شجرة وارفة والشرارة قد تكون لهيباً مستعراً والقطرة بداية لغيث منهمر لذلك نريد رجالاً يزرعون ليأكل الجميع من الثمر ونريد رجالاً يطفئون اي شرارة ممكن ان تؤدي الى لهيب ونريد من كافة الجهات المعنية اعطاء المحافظات والمناطق النائية قطرات كبداية غيث من العمل والعطاء والانتاج لخلق توازنات اجتماعية واقتصادية من خلال توزيع عادل لمكتسبات التنمية لنشهد مزيداً من الاصلاحات ونتجنب التلاعب بالمصطلحات التي لا تعني ولا تسمن من جوع ونتجنب الشعارات الرنانة المؤدية للتصعيد سيما وان الجميع يتهم الجميع وهناك من يبحث عن منافع شخصية فالحراكات سلمية وشعاراتها واحدة عنوانها الاصلاح فالكل لا يريد شتاءً بلا مطر ولا نريد صيفاً حاراً مغبراً لدرجة الجفاف واصفرار الارض بعد يباسها والشعب لا يتحرك ولا يخرج الى الشارع في ظل وجود ربيع مزهر يحسن الحال والاحوال ويحقق الديمقراطية المنشودة والعدالة الاجتماعية ويرفع مستوى الخدمات وخلق فرص عمل لابنائها خاصة اننا نشاهد ان الفضائيات اصبحت مزدحمة بالشخصيات التي تفرد اوراقها وتفند اجراءات الحكومات المتعاقبة التي اضرت باقتصاد الوطن وشخوصها واضرت بالمواطن ومعيشة الكثيرين فهذا الكلام هو حطب نار الشارع ولا يتم اسكاتهم الا بالاصلاحات الحقيقية والشاملة .

المهندس هاشم نايل المجالي

[email protected]

** جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط

قد يعجبك ايضا