الشيخ شعبان في خطبة العيد” غاية النحر حقن دماء الانسان، وكانت أضحية النبي فداء عن الأمة جمعاء

شبكة وهج نيوز – عمان :  ألقى الأمين العام لحركة التوحيد الاسلامي فضيلة الشيخ بلال سعيد شعبان خطبة عيد الاضحى المبارك من على منبر مسجد التوبة بطرابلس ، ورأى فضيلته ان الفرح فرح يوم الاضحى ، فرحتنا بطاعة الله تبارك في علاه في العيد ، عيد الفطر ياتي بعد الصوم وعيد الاضحى هو عيد الحج ، فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يجعل كل ايامنا ايام طاعات من اجل ان تكون ايامنا ايام فرح وعبادة وقرب من الله سبحانه ، يقول صلى الله عليه وسلم ” زينوا اعيادكم بالتكبير ” وتكبير الله عز وجل هو الشعار لأن الانسان في جميع احواله في حله وترحاله ، يجب ان يكون في نفسه وفي كل شيء الله هو الاكبر من كل شيء، فهو اكبر من اهوائنا وانقساماتنا وصراعاتنا وانانياتنا، ليبقى الانسان انسانا يتآخى مع اخيه الانسان ، فيكون عبدا لله تبارك وتعالى ، فبمدى عبادتك يكون قربك من الله سبحانه، واقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، ونحن في تكبيرنا وصلاتنا هنا إذ بحجيج بيت الله ينسابون من مزدلفة صوب بيت الله الحرام ليكونوا امة واحدة بلباس واحد وتلبية واحدة عنوانهم لبيك اللهم لبيك ، من عرفات الله الى مزدلفة ومن مزدلفة صوب الرجم صوب منى ، ليرجموا هناك اهواءهم ولكي يرجموا هناك كل ما يبعدهم عن الله تبارك في علاه ، ينسابون انسيابا واحدا بكل الوانهم واعراقهم بكل السنتهم وقومياتهم لانهم امة واحدة ، يؤكدون نسبتهم لآدم واتباعهم لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فمشروع الانسان هو مشروع وحدة للانسانية جمعاء بكل الوانها وبكل اعراقها ، هكذا جمع رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بين عربي اسمه عمار وحبشي اسمه بلال ورومي اسمه صهيب وفارسي اسمه سلمان ، جمعهم مع ابي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم اجمعين ، جمعهم في بوتقة واحدة قال الله تبارك وتعالى فيها ” كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ” اجتمعوا هناك بعد ان اجتمعوا في خطبة الحج ، خطبة كالتي خطبها محمد صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع واوصى بها الناس وكأنها وصية مودع وهي وصية مودع ، فاوصى فيها بالصلاة وبالنساء وبالتحابب واوصى فيها بصون الدماء والاعراض والاموال وسالهم عن اليوم وعن الشهر وعن البلد الذي يقيمون فيه، فقالوا ” هو يوم حرام وشهر حرام وبلد حرام ” قال ” فإن دماءكم واموالكم واعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا الى ان تلقوا ربكم.. الا هل بلغت ؟ قالوا ” نعم ” قال ” اللهم فاشهد… اشار صلى الله عليه وسلم الى السماء ثم نظر اليهم وكأنه يشهد الله تبارك وتعالى عليهم وعلى وصيته لهم بحفظ الدماء والاموال والاعراض ،

واضاف فضيلته” كل الرسالات السماوية التي جاء بها الرسل والانبياء ، جاءت من اجل حفظ الانسان في عقله في فكره في دينه في نفسه في ماله ، فحوى الدين جاء من اجل صون الانسان ، لذلك عندما نتجاوز شرع الله عز وجل نكون اذاك قد تجاوزنا مشروع الدين بشكل كلي ، الله تبارك في علاه ليس بحاجة لاضحياتنا ولا لصلاتنا ولا لعبادتنا ، هل يعتقد احد منا انه يزيد في ملك الله تبارك وتعالى شيئا عندما يصلي ركعتين او ينفق درهمين او يذبح اضحيتين ، رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما نحر كنحر ابراهيم انما نحر الانعام من اجل حفظ الانسان ، غاية الاضحية: ابراهيم اراد ذبح ابنه اسماعيل واتجه صوب المنحر اضجعه وسن سكينه رفع عنقه اغمض عينيه ووضع السكين على منحره ثم بعد ذلك عندما نوى بالذبح وهم به ، ابدله الله تبارك في علاه بكبش عظيم من فوق سبع سموات ، ابدل ذبح الانسان بذبح الانعام ، عندما نذبح الانعام نستبدلها عن ذبح الانسان فلماذا نتذابح في ما بيننا ؟ لماذا نتقاتل في ما بيننا ؟ عندما ذبح رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ، ذبح اضحية وقال ” هذه عن محمد وآل محمد ” وعندما ذبح الاضحية الثانية قال” هذه عن امة محمد وعمن لم يضح من امة محمد ” اراق دما عن امته من اجل ان يصون دماءها ودماء البشرية ، من هنا علينا ان نفهم حقيقة الدين ، قد نختلف في ما بيننا قد لا ينسجم فكري مع فكرك ولا رايي مع رايك ولا ديني مع دينك ولكن الله عز وجل يقول ” لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ” وقال ” ادع الى سبيل ربيك بالحكمة والموعظة الحسنة ” وقد قال تعالى ” من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ” هذا هو الاضحى هذا هو معنى الاضحية ، حفظ الانسان بنفسه وعرضه وماله ودينه ، نساله تعالى ان يحقن دماءنا وان يحفظ اعراضنا واموالنا.

وختم فضيلته ” انه العيد وانها الفرحة التي يعود فيها الانسان كيوم ولدته امه ، يقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ” من حج فلم يرفث ولم يصخب رجع كيوم ولدته امه ” انه الحج الذي يطهر الانسان من الذنوب والآثام والمعاصي ” انه الحج الذي يطهر الانسان من كل شيء ، ليعود كما اراده الله تبارك في علاه ذلك الانسان الخليفة الذي اسجد الله تبارك وتعالى له ملائكة قدسه ، هناك الكثير من المقدسات في نظر الناس ، هناك من يقدس الكعبة وهي مقدسة وهناك من يقدس القرآن وهو مقدس ولكن هناك القدسية الاساس التي وضعها الله تبارك وتعالى في هذه الدنيا الا وهي قدسية دم الانسان المسلم المؤمن ، فقال صلى الله عليه وسلم ” لزوال الدينا اهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم بغير حق ” وفي رواية اخرى ” لهدم الكعبة اهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم بغير حق ” لذلك فليكن مشروعنا ان نضحي بكل شيء من اجل ان نصون هذه الدماء ، لنصل الى الله عز وجل ، يعتقد الكثيرون انه بقتل الناس وذبحهم يصل الى الله ، ابدا ، ان صون الانسان وحفظه وهدايته مشروع الاسلام السمح ، يقول صلى الله عليه وسلم ” لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من الدنيا وما فيها ، ولا ادل على ذلك من الاضحية وتقسيمها الى اقسام ثلاثة ، لك ان تاكل منها ومنها تطعم الفقراء وتقدم منها الهدية لاقربائك ومن حولك ، تنحر الخراف والبدن لتقدمها للناس لتؤكد على وحدة المشروع الانساني ، لذلك فلنفهم حقيقة الاضحى، نساله تعالى ان يجمع بيننا بالحق وان يجعل عيدنا ايام فرح يا رب العالمين .

وعقب خطبة العيد تقبل الشيخ بلال شعبان مع اخوانه في مسجد التوبة التهاني بالعيد وسط جو من الألفة والمحبة والود.

الشيخ بلال سعيد شعبان وبعد صلاة العيد توجه مع وفد من المشايخ في حركة التوحيد الى ضريح أمير حركة التوحيد الإسلامي سماحة الشيخ المجاهد سعيد شعبان رحمه الله حيث كانت لحظات وجدانية قرئت فيها سورة الفاتحة اهداء لروحه الطاهرة

الأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ بلال شعبان تقبل التهاني بالأضحى المبارك في مقر الحركة في طرابلس أبي سمراء حيث استقبل وفودا شعبية ورسمية مهنئة بالأضحى المبارك

قد يعجبك ايضا