أيا عيد متى النصر ؟

أيا عيد متى النصر ؟  / د. عبد المعطي الدالاتي

 

يعـودُ العيدُ يا أحبـابْ *** سعيدًا يقـرعُ الأبـوابْ

 

يُـحَيّينـا.. ويُـحْيـينا *** ويدعـونا إلى المحـرابْ

 

* * * *

يعـودُ الحـبُّ للقـلـبِ *** وهل أحلى من الحـبِّ؟!

 

فنَهنـا بالجنَـا العـذبِ *** وندعـو اللهَ: يا تـوابْ

 

* * * *

نرى الفقـراءَ قد نامـوا *** وفـي الأكـبـادِ آلامُ

 

وقبلَ الصوم قد صامـوا *** وأنتَ الرازق الوهّـابْ

 

* * * *

فكبِّـر يا أخا الإسـلامْ *** فهـذا أســعدُ الأيـامْ

 

وهيّـا نمســح الآلامْ *** ونسقي الخيرَ بالأكـوابْ

 

* * * *

دموعُ القدس خلف النارْ *** تنادي موكب الأحـرارْ

 

فكبّـرْ.. دمِّر الأسـوارْ *** فربُّك هازمُ الأحـزابْ

 

* * * *

أيا عيدُ متـى النصـرُ؟ *** متى حطيـنُ أو بـدرُ؟

 

تُرى هل يشرقُ الفجرُ؟ *** ونفرحُ فرحةَ الأصحابْ

——————

——————

لوجه العيد أبتسم   /   وحيد الدهشان

برغم ما بي لوجه العيد أبتسم

وفرحة العيد فوق القلب ترتسم

والفرح يجمل إن فاضت منابعه

وصار بين قلوب الناس يُقتسم

* * *

يأيها العيد كم ألقى بنا الألم

إلى بحار بنار الحقد تضطـرم

وعاندتنا رياح الشـر عاتيـة

وكاد ظهري بحمل القهر ينقصم

قاومت في الليل أشباحًا مدججة

بالغدر ما ردها دين ولا قيـم

ولست أذكر أني في شريعتـهم

بغير طهر المسـاعي كنت أُتهم

قاومت.. قاومت حتى شع في أفقي

فجر تزول به الأحزان والنقـم

وتشرق الشمس في صبح ملامحه

يفوح منها أريج المسك والنغم

ويحتفي بالندى ورد على فنن

فالعيش ليس ذئابًا صيدها غنم

والسيف للبغي مذموم ومحتقر

تبًّا لعهد العصا وليعمل القلم

وليصبح الفكر نبراسًا لنهضتنا

وليرحل الظُّلْم والظلام والظلَم

وليفتـح الحلم أبوابًا مغلّقـة

وفي سبيل الهدى فلتُشحذ الهمم

ولتستعد أمتي في المجد رايتها

وليترك السفح من تاقت له القمم

نحن الذين فتحنا الأرض نعمرها

وفي ذُرا الحق كم كانت لنا شيم

رفت بنا وارتوى من غيثنا ظمأ

وما أقيـم بنا في بقعة صنـم

وما سعينا إلى البلدان ننهبهـا

وشاع فيما ملكنا العدل والكرم

أما المخازي التي في عصرنا ظهرت

فلم تكن نهجنا ولتشهد الأمم

فالناس في شرعنا حقًّا سواسية

وشاد أسلافنا الإنسان ما هدموا

وبينما نشـوة الآمال صاعـدة

وفي مدى حلمنا الأطياف تنسجم

“وبين غمضة عين وانتباهتـها”

ضوء الأماني تولى.. لفه العـدم

لأول الشوط عاد الركب منكسرا

من بعد أن لاح للأنظـار مختتم

* * *

يا أمتي لن ينال اليأس والسأم

من أمة بكتاب الله تلتـزم

وقد ينال الضنى منها ليصقلها

لكنها في إباء ليس ينهـزم

ومن هنا الشعر مجتازًا لواقعنا

يقول في عزة باللـه تعتصم

برغم ما بي لوجه العيد أبتسم

وفرحة العيد فوق القلب ترتسم

والفرح يجمل إن فاضت منابعه

وصار بين قلوب الناس يقتسم

يا عيد عذرا   /   نادر سعد العمري

 

عِيد ٌ بأَيَّةِ حالٍ جِئتَ تَغْشَانا أَمَا تَرَى الذُّلَّ والآلامَ أَلوَانا

قد هَدَّنا أَلَمٌ، والفَرحةُ انطَفَأتْ وبُدِّلَ السَّعْدُ أَتْراحاً وَأَحْزَانا

جَاسَتْ سَرَايا العِدَا أَرْضِيْ، وأَرْضُهُمُ بالأَمْسِ قدْ كَبَّرتْ فِيها سَرَايَانا!

عَاثُوا فَسَاداً بأَرضِيْ بَعْدَ أنْ هَدَمُوا للعَدلِ مِن أثَرِ الإسلامِ بُنْيَانا!

… بالأَمْسِ! لما حَمَلنا النُّورَ واحتَضَنتْ صَحراؤنا المَجدَ وانْسَاحتْ مَطَايانا

كانتْ لنَا الرِّيحُ، والفَتْحُ المُبِينُ دَنا مِنَّا، فأَصبَحَ أَهلُ الأَرْضِ إِخْوَانا

لكِنْ مَضَى الأَمْسُ طَيفاً واضْمَحَلَّ! ولاَ زِلْنَا بِذِكْراهُ نَسْلُوْ في بَلاَيَانا

يا عِيدُ عُذراً! فَلا زَالتْ بِقَافِيَتِي بَقِيَّة ٌمِن إباءٍ تَنْطِقُ الآنا

أَمْسيتُ – يا عِيدُ – مُحْتاراً أَرُومُ هُدًى … ضَاعتْ مَعَالِمُ مَجْدٍ سادَ دُنْيَانا

إذا دَعَا ناعِبٌ في الغَربِ أُمَّتَنا (طارُوا إلَيهِ زَرَافَاتٍ وَوُحْدَانا)

لا يَعْقِلُونَ الذِي يَدْعُو إِلَيهِ، وَلاَ يَعُونَ مِن عِبَرِ التَّاريخِ بُرهَانا

أَمْسَى دُعاةُ الهُدَى مَا بَينَ مُضطهدٍ بأَرْضِهِ! وَشَرِيدٍ مَاتَ حَيْرَانا

وَأَصْبَحَتْ أُمَّتِي نَهْبَ العِدَا مُزَعاً صارُوا علَى نَهْبِها حِلْفاً وأَعْوَانا

لَوْ كانَ في أُمَّتِي عِزٌّ لَمَا سَقَطَتْ غَرْنَاطَةٌ، وَبَكَى في الأَسْرِ أَقْصَانا!

حُقَّ النَّعِيُّ لَنَا – يا عيدُ – لا فَرَحٌ فاذهَبْ إلى أنْ يَجِيءَ النَّصْرُ مُزْدَانا

قد يعجبك ايضا