أوصال الاتحاد الدولي لكرة القدم ترتعد أمام دعوات مقاطعة المونديال الروسي

 

شبكة وهج نيوز : بدأت مشاعر القلق والذعر تتسرب إلى أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تحت وطأة الدعوات المتلاحقة لمقاطعة بروسيا.
ويلتزم الفيفا الصمت على المستوى الرسمي، ولكن على المستوى الشخصي وداخل القاعات المغلقة يؤكد بعض قياداته أن واقعة تسمم الضابط الروسي سيرغي سكريبال في إنكلترا كانت القشة التي قصمت ظهر البعير في ما يتعلق بالتوتر الذي يشوب علاقات الدولة الروسية خارجيا. وسكريبال هو ضابط روسي سابق أدين في موسكو عام 2006 بتسريب معلومات استراتيجية للدولة البريطانية. وقالت صحيفة «أس» الإسبانية أن أول أثار دعوات المقاطعة قد تظهر خلال المباراة الأولى للمونديال التي ستجمع بين روسيا والسعودية، البلدين اللذين يقعان تحت عدسة مجهر المجتمع الدولي.
وأشارت الصحيفة إلى أن إنكلترا بدأت محادثاتها مع حلفائها في الغرب لترك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمفرده في المقصورة الرئيسية لملعب «لوجينيكي» الذي يستضيف مباراة الافتتاح في 14 حزيران/يونيو المقبل. ولقيت دعوات المقاطعة التي أطلقتها الحكومة الإنكليزية ترحيبا كبيرا من الولايات المتحدة. وكانت الحكومة البريطانية لمحت إلى أن هناك احتمالا كبيرا بأن روسيا تقف وراء الهجوم بغاز الأعصاب الذي تعرض له سكريبال وابنته يوليا في جنوب إنكلترا. وقالت تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية: «إما أن يكون هذا فعل مباشر من الدولة الروسية ضد بلادنا، أو أن روسيا فقدت السيطرة على غاز الأعصاب هذا ذي الآثار الكارثية وسمحت له بأن يصل إلي أيدي أناس أخرين، على أي حال روسيا تقف خلف هذا». وبعد ذلك الحادث، قالت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية في عنوان رئيسي لها: «كيف لنا أن نذهب إلى مونديال بوتين الآن؟». وأيدت الولايات المتحدة، إحدى القوى الفاعلة ذات التأثير الكبير في العالم، الاحتجاجات البريطانية، متأثرة بمزاعم التدخل الروسي في انتخاباتها الرئاسية عن طريق القرصنة الإلكترونية. وامتد الذعر العالمي من آلة الإعلام الكاذب والمفبرك في روسيا إلى دول أخرى في أوروبا مثل إسبانيا وفرنسا. وأوضحت «أس» أن روسيا تعاملت مع قضية سكريبال كما دأبت دائما بالإصرار على إنكار الاتهامات وتحدي أصحابها أن يقدموا أدلة. وتعد النزاعات العسكرية في أوكرانيا وسورية، بالإضافة إلى ضم جزيرة القرم، قضايا أخرى ضمن قائمة الصراعات التي تحيط ببوتين الذي يستعد يوم الأحد لخوض انتخابات الرئاسة في روسيا للبقاء بمنصبه لفترة ولاية جديدة. وفي ظل هذه المستجدات، يشعر الفيفا بقلق بالغ قد يصل إلى حد الذعر، في الوقت الذي يلتقط فيه رئيسه، السويسري جاني انفانتينو صورا وهو يلعب الكرة مع بوتين داخل الكرملين. ورغم ذلك، يدرك انفانتينو جيدا ما يدور حول المونديال المقبل من تهديدات ولكنه يتظاهر بأن كل شيء على ما يرام، حسبما أكد بعض من قيادات الفيفا في زيوريخ.

لكن تظاهر انفانتينو لن يفيد بشيء، وستبقى المشكلة قائمة في أوروبا ولا توجد مؤشرات بإمكانية انفراج الأزمة، بل على النقيض تشير الدلائل إلى احتمالات قوية بارتفاع وتيرتها، ما يشكل تهديدا كبيرا للمونديال. وأكثر ما يخشاه الفيفا في الوقت الراهن هو نجاح المقاطعة الدبلوماسية لبوتين، ما يجعله وحيدا في مباراة الافتتاح، بالإضافة إلى خطر آخر أكثر فداحة يتمثل في المقاطعة الكاملة للمونديال في ظل تهديدات بعض الدول بالانسحاب.

المصدر : د ب أ

 

قد يعجبك ايضا