الرئيس الفنزويلي يشيد بذكرى ماو تسي تونغ ويبرم اتفاقات اقتصادية في الصين
وهج 24 : أشاد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الجمعة بالزعيم التاريخي الصيني «العملاق ماو تسي تونغ» لدى زيارة ضريحه، وذلك قبل توقيع اتفاقات في مجال الطاقة والمناجم ما شكل دعما صينيا مهما لبلاده.
وبدأ، الذي يريد الحصول على دعم اقتصادي ودبلوماسي لبلاده التي تمر بأزمة، زيارته بالتوجه إلى ضريح ماو في ساحة تيان أن مين في قلب العاصمة الصينية. وانحنى ثلاثا تكريما لروح مؤسس جمهورية الصين.
وقال في تصريحات بثتها قنوات فنزويلية عامة «تأثرت كثيرا بذكرى أحد اكبر مؤسسي القرن الحادي والعشرين متعدد الاقطاب (..) عملاق الوطن والانسانية والافكار الثورية».
وقد زار عدد قليل من القادة الاجانب ضريح ماو الذي حكم الصين من 1949 إلى وفاته في 1976.
وكان الزعيم الكوبي السابق راوول كاسترو آخر من زار الضريح في 2005.
والتقى مادورو اثر ذلك وزير الخارجية الصيني وانغ يي لتوقيع 28 اتفاقا بلغت قيمتها كما افاد، عدة مليارات من الدولارات.
وتشمل مذكرات التفاهم خصوصا تعاونا معززا في مجال استكشاف الغاز في فنزويلا، إلى جانب «تحالف استراتيجي» في مجال استخراج الذهب وتزويد فنزويلا بمنتجات صيدلانية تعاني نقصا فيها.
وفيما تشهد فنزويلا أزمة كبيرة دفعت عشرات آلاف مواطنيها إلى الرحيل، أعرب مادورو عن الامل في أن تساعد زيارته «الضرورية والمؤاتية جدا» في تشجيع التجارة «وعلاقات مالية جيدة» للبلدين.
واثنى الرئيس الفنزويلي طويلا على الرئيس الصيني شي جيبينغ، مشيدا بشعار «مصير مشترك للانسانية»، وقال ان الصين ترسم للعالم مصيرا «بدون امبراطورية مهيمنة تمارس الابتزاز والسيطرة ومهاجمة الشعوب»، مؤكدا أن «الصين هي شقيقتنا الكبرى».
وبعد زيارته ضريح ماو تسي تونغ التقى مادورو نظيره الصيني الذي أكد له دعم الصين لـ»جهود فنزويلا من أجل تحقيق تنمية وطنية مستدامة»، حسب محطة «سي سي تي في» التلفزيونية الحكومية.
وقال شي لمادورو ان الصين «مستعدة لتعزيز تبادل الخبرات مع فنزويلا حول طريقة حكم البلاد».
والصين أكبر حليف ودائن لفنزويلا، وكانت أقرضتها 50 مليار دولار في السنوات العشر الماضية، في مقابل نفط وصفقات منجمية.
ويقول مكتب «إيكو أناليتيكا» الاستشاري الفنزويلي ان مادورو يمكن أن يعود بقرض جديد بقيمة خمسة مليارات دولار وتمديد لمدة ستة أشهر لفترة السماح لسداد ديون بلاده.
وكان قد وقع في 28 مارس/آذار 2017 سلسلة اتفاقات مع شركات نفطية دولية بينها الصينية «شاندونغ كيروي» لزيادة الإنتاج الوطني الفنزويلي من النفط الخام.
وزيارة مادورو إلى الصين هي الأولى له إلى الخارج منذ تعرضه لهجوم بطائرات يتم التحكم بها عن بعد انفجرت خلال عرض عسكري في كراكاس في 4 أغسطس/آب الماضي. وكانت آخر زيارة له للصين في مارس 2017.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ في لقاء صحافي «عززت الحكومة الفنزويلية مؤخرا إصلاح الاقتصاد والقطاع المالي مع تجاوب اجتماعي جيد»، مضيفا «أعتقد أن من مصلحة الجميع تحقيق نمو ثابت في فنزويلا».
وتدهور الوضع الاقتصادي في فنزويلا، البلد الذي كان غنيا جدا ويملك أكبر احتياطات نفطية في العالم، بشكل كبير.
ويؤمن النفط 96 في المئة من عائدات فنزويلا من العملات الأجنبية. لكن انتاجها تراجع إلى مستوى هو الأقل منذ 30 عاما. وقد بلغ 1.4 مليون برميل يوميا في يوليو/تموز الماضي، مقابل معدل إنتاج قياسي حققته البلاد قبل عشرة أعوام وبلغ 3.2 مليون برميل.
ويبلغ العجز 20 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي، والدَين الخارجي 150 مليار دولار، بينما لا يتعدى احتياطي النقد تسعة مليارات.
المصدر : أ ف ب