حزب الله يتوعّد: لا حكومة في لبنان من دون تمثيل سنّة 8 آذار
وهج 24 : تبدو عقدة تمثيل سنّة 8 آذار في الحكومة العتيدة والتي برزت على السطح في اللحظات الاخيرة الحاسمة غير باقي العقد ولاسيما أن حزب الله احتضن هؤلاء النواب وعددهم 6، وسرّب أجواء قبل لقاء المعاون السياسي لحزب الله الحاج حسين الخليل بهم مفادها ” لا حكومة من دون السنّة المستقلين، وأن حزب الله لن يسلّم اسماء وزرائه للرئيس المكلف قبل حل تمثيل سنة 8 آذار وليس في الأمر مناورة لأنها ليست من أدبيّات الحزب أو أخلاقياته”. في وقت يعتبر الرئيس المكلف سعد الحريري أن توزير هؤلاء السنّة من حصته “خط أحمر” واذا تمّ الاصرار عليه فليفتّشوا على غيره.
في ظل محاولات لفكفكة تحالف الحريري والقوات وجنبلاط
وكانت الانظار تركّزت على العقدة المسيحية المتمثلة بتمثيل القوات اللبنانية والسجال الدائر حول الاحجام مع التيار الوطني الحر الأمر الذي تلطّى خلفه البعض ليصوّر المشكلة على أنها مسيحية بين القوات والتيار. غير أن قرار رئيس حزب القوات سمير جعجع بالدخول إلى الحكومة والذي وصفه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي بأنه “قرار حكيم” كشف أين تكمن العقدة الحقيقية وأن لا مصلحة لحزب الله بتأليف الحكومة حالياً في انتظار جلاء تطورات اقليمية ودولية وما تخبئه العقوبات الاميركية. وبدا أن التحجيم الذي تعرّضت له القوات في الحقائب ونوعيتها كان محاولة لإحراجها فإخراجها وفكفكة التحالف القائم بينها وبين الرئيس المكلف سعد الحريري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط بعدما أكدوا أننا ندخل الحكومة معاً أو نبقى خارجها معاً.
وبعد فصل مسار الزعيم الدرزي عن الحريري و”القوات” من خلال إعطائه وزارتي التربية والصناعة ووعده بتعيينات عسكرية وقضائية، جرت محاولة لفصل القوات عن الحريري كي يكون وحيداً في المواجهة داخل الحكومة لكن هذه المحاولة لم تنجح.
وكان النواب السنّة الحلفاء لحزب الله جالوا على عين التينة وحارة حريك حيث التقوا كلاً من رئيس مجلس النواب نبيه بري والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله. وبعد زيارة بري قال النائب الوليد سكرية “رئيس المجلس يصرّ على تمثيلنا والمسألة عند الرئيس الحريري ليوجد الحلول لذلك”، مضيفاً “لا بدّ من تمثيل اللقاء المستقل بوزير في الحكومة”. وقال “تيار المستقبل” يُريد إلغاء الاخرين ومن حقّنا الحصول على مقعد سنّي في الحكومة من أصل 6 ونحن ندافع عن حرية ناخبينا “.
وبعد لقاء معاون حزب الله، شكر النائب فيصل كرامي السيد نصرالله وحزب الله بالوقوف إلى جانبهم للتمثل في حكومة الوحدة الوطنية. وقال: “نحن متفائلون بأن الكل سيعمل بسرعة لتذليل العقبات وتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن”. واضاف “تشعّبت الأمور ومن الأساس حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية لم يخفوا سراً وكان المطلب من الأساس”. وتابع “نحن لا نسمّي انفسنا عقدة، فمن الأساس الكل تكلم مع رئيس الحكومة المكلّف ورئيس الجمهورية”.
بدوره، أشار حسين الخليل إلى “أنّ مطلب النواب السنّة محق ونحن ندعمهم و”حزب الله” كان أكثر المسهّلين لتشكيل الحكومة برئاسة الحريري”. وأكمل “لا علاقة لأي استحقاقات خارجية بموقفنا، والمعنيون يعرفون ان حزب الله منذ بداية المشاورات يطالب بتوزير سنّة المعارضة”.
وعن التراجع عن تكليف الحريري قال الخليل: “ليس وارداً عندنا التراجع عن تكليف الحريري والا لاختلف الوضع “من زمان”.
تزامناً، أفادت أجواء القصر الجمهوري قبيل زيارة الرئيس الحريري إلى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون “إن عقدة تمثيل السنّة من خارج تيار المستقبل بيد الرئيس المكلف سعد الحريري، وكما قام بحلّ عقدة “القوات” يمكنه أن يأتي بحلّ لتمثيل سنّة المعارضة “. وذكرت “أن رئيس الجمهورية ينتظر جهوزية الحريري للتشاور معه بشأن صيغة مقترحة عندما يصبح جاهزاً”.
في المقابل، ذكرت أجواء بيت الوسط “أن الحريري لن يقبل التنازل لسنّي من خارج تيار المستقبل”، واستغربت مصادر بيت الوسط ما يتم الحديث عنه عن “أنّ النواب السنّة المستقلين حصلوا على 40 في المئة من الأصوات التفضيلية السنية”، واصفة إياها بالكذبة الكبرى و”إذا جمّعوا بعض يحصلون على 8 في المئة من الأصوات”، وقالت “الحريري منذ اليوم الاول قال ان مسألة توزير أحد السنّة المستقلين خط أحمر بالنسبة اليه”.
وأوضحت مصادر المستقبل أنه “حسب النتائج الرسمية حصل النواب الستة على الأصوات التفضيلية السنية الآتية: فيصل كرامي: 6564 صوتاً سنياً، جهاد الصمد: 10114 صوتاً سنياً، عبد الرحيم مراد: 10640 صوتاً سنياً، عدنان طرابلسي: 11425 صوتاً سنياً، قاسم هاشم: 3504 صوتاً سنياً، الوليد سكرية: 1053 صوتاً سنياً، أي ما مجموعه 43300 صوتاً تفضيلياً سنياً من أصل 481680 المجموع العام للأصوات التفضيلية السنية في كل الدوائر. أي ما يعادل بالنسبة المئوية: 8.9 في المئة”، وسألت “فمن أين جاؤوا بنسبة الـ 40 في المئة من نسبة الأصوات السنية؟”.
المصدر : القدس العربي