بلومبيرغ: دبي تنزف ببطء وتفقد بريقها.. وصراعات أبوظبي أضرت بها

 

وهج 24 : قالت وكالة بلومبيرغ الأمريكية، إن إمارة دبي تنزف ببطء، بعد ان كانت تتراوح بين الازدهار والكساد.

وأضافت في تقرير للصحافية زينب فتاح، أن ارتفاع تكاليف المعيشة وتكاليف ممارسة الأعمال التجارية، يدفع المغتربين، الذين هم شريان حياة دبي، لحزم أمتعتهم والعودة إلى بلدانهم، الأمر الذي يثير تساؤلات حول من سيعمر المساحات الجديدة من المكاتب والمحلات، مع قلة اكتظاظ المراكز التجارية والمطاعم، بالإضافة الى تراجع أرباح الشركات الرئيسية في الإمارة وتراجع بورصتها ليصبح بذلك العام الحالي أسوأ عام لها منذ 2008.

من جهتهم أرجع كبار رجال الأعمال في دبي، في لقائهم مع حاكم الإمارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أبريل/نيسان الماضي، سبب التململ الحالي في أوساط المستثمرين، إلى الرسوم الحكومية الضخمة، والقواعد الصارمة بشأن التأشيرات، الأمر الذي دفع لمجموعة قرارات لم تنفذ بعد، رغم أن الإصلاح قد يكون أصبح خارج إرادة حاكم دبي التي قد تكون تغيرت إلى الأبد، وفقا لزينب فتاح.

وأرجعت فتاح ما حل بدبي إلى أن الخليجيين لم يعودوا يتدفقون للإمارة بعد تراجع أسعار النفط، بينما أصبح السياح الصينيون والهنود أكثر إدراكا للتكاليف.

وأضافت الكاتبة أن إحجام السعوديين عن التدفق على دبي، يعود إلى فرض حكومتهم التقشف المالي ومصادرة الثروات الخاصة، بالاضافة إلى العقوبات الأمريكية التي ستلزم دبي بوقف التجارة مع إيران المجاورة. منوهة إلى أن صورة دبي كـ”سويسرا الخليج”بوصفها مكانا حصينا في وجه الصراعات التي تشهدها المنطقة، قد تضررت كثيرا، بسبب دور الإمارات في الحرب في ليبيا واليمن وحصار قطر.

ونقلت فتاح عن جيم كرين صاحب كتاب “مدينة الذهب: دبي وحلم الرأسمالية”، قوله: “إن دبي وجدت نفسها في وضع لا تحسد عليه دون أن تكون هي السبب فيه”، وأضاف: “مع جيرانك إما أن تدخل في الحرب أو في الصفقات التجارية، لكن من الصعب جدا الجمع بين الأمرين”.

وأضافت زينب فتاح أن إصدار أوامر للمواطنين القطريين بمغادرة الإمارات، شكل صدمة للشركات التي كانت تخدم المنطقة من مقراتها الرئيسية في دبي، الأمر الذي أكدته باربرا ليف السفيرة السابقة للولايات المتحدة في الإمارات، قائلة إن المديرين التنفيذيين الأمريكيين كانوا قلقين بشكل خاص بشأن احتمال إجبارهم على اختيار هذا الطرف أو ذاك، مضيفة أن أزمة قطر “ألقت بظلالها على دبي، إذ مثلت مفاجأة غير سارة للشركات التي تتخذ من دبي مقرا لها، والتي وجدت نفسها بين عشية وضحاها غير قادرة على شحن البضائع -لا جوا ولا بحرا- مباشرة إلى الدوحة”.

ولم تكن تلك هي النكسة الوحيدة التي تعرضت لها دبي بعد وقوفها إلى جانب السعوديين، بحسب الكاتبة، فعندما ألقى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان القبض على العشرات من كبار رجال المال والأمراء السعوديين في فندق ريتز كارلتون في حملة قمع قيل إنها ضد الفساد، طلب البنك المركزي الإماراتي من المؤسسات المالية في البلاد تقديم معلومات عن حسابات بعض الأشخاص المحتجزين، الأمر الذي جعل المستثمرين يشعرون بقلق حقيقي، إذ لا ينبغي “أن يكون بمقدور الحكومات الوصول إلى الحسابات في البلدان الأخرى بناء على طلب بسيط”، بحسب تعبيرها.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا