تغطية هائلة للإعلام التركي لأحداث فرنسا تحت عناوين “باريس تحترق” و”زلزال في أوروبا”

 

وهج 24 : طغت أحداث “غيزي بارك” التي شهدتها مدينة إسطنبول عام 2013 على تصريحات السياسيين الأتراك وتغطية الإعلام التركي لمظاهرات باريس وما تخللها من أعمال عنف من قبل المتظاهرين وقمع عنيف من قبل الشرطة الفرنسية لهم.

وغطى الإعلام التركي لا سيما المقرب من الحكومة المظاهرات المتصاعدة في فرنسا باهتمام بالغ وتركيز غير مسبوق، رابطين بينها وبين المظاهرات التي نظمتها المعارضة التركية ومنظمات مجتمع مدني في إسطنبول عام 2013 واعتبرتها الحكومة محاولة لإسقاطها بدعم خارجي.

الربط بأحداث “غيزي بارك” في إسطنبول طغى على تغطية  الإعلام التركي لمظاهرات باريس

واحتلت أخبار المظاهرات ومشاهد عنف المتظاهرين وقمع الشرطة الفرنسية لهم الصفحات الأولى لكبرى الصحف التركية والمواقع الإخبارية، كما أفردت الفضائيات الإخبارية مساحة هائلة لتغطية الحدث مع التركيز على حجم العنف والدمار والتخريب الذي تخلل الاشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين.

وأوفدت كبرى الفضائيات التركية مراسلين لها لتغطية الأحداث من قلب باريس، فيما باتت مشاهد الشرطة الفرنسية وهي تقمع المتظاهرين وتنكل بهم لا سيما مشاهد تعنيف طلاب كانوا يحتجون على قانون التعليم المشاهد الأكثر بثاً ومشاهدة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وما بين محاولة إظهار عنف الشرطة الفرنسية في قمع المتظاهرين وانتقاد عمليات الحرق والتخريب التي قام بها المتظاهرون، ركز الإعلام التركي على إظهار ما أسماه “ازدواجية المعايير” التي تتبعها فرنسا والغرب بشكل عام في معالجة الأحداث التي تمر بها تركيا.

ويقول الإعلام التركي إن فرنسا والدول الأوروبية دعمت المتظاهرين الأتراك في أحداث “غيزي بارك” وبررت أعمال العنف والتخريب التي ارتكبوها في البلاد، كما انتقدت محاولات الشرطة التركية لإيقاف هذه العملية، واتهم الإعلام الغربي بمحاولة “تشويه صورة تركيا”.

وفي عددها الصادر الأحد، كتبت صحيفة (ستار) التركية عنواناً رئيسياً على رأس الصفحة الأولى “أوروبا تهتز” فوق صورة ضخمة لأعمال العنف في باريس، وإلى جانب صور أصغر لمظاهرات “السترات الصفراء” في بلجيكا وهولندا، ونشرت عنواناً آخراً على جانب الصفحة بعنوان “الإعلام الأوروبي أغلق الشاشات” ينتقد ما قالت إنه تجاهل الإعلام الأوروبي وعدم تغطيته لأحداث باريس.

وكتبت صحيفة (يني عقد) عنواناً فوق صورة لنيران تلتهم سيارات في باريس: “آهات المظلومين تحرق باريس”، وقالت الصحيفة: “فرنسا الملطخة أيديها بالدماء، فرنسا التي قتلت مليون جزائري وعشرات آلاف الليبيين بحجة إسقاط نظام القذافي، ها هي تحترق اليوم بآهات المظلومين، تحولت باريس إلى ساحة حرب”، وانتقدت ما وصفته بـ”الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين ومهاجمتهم بالغاز والرصاص المطاطي”.

وعلى صدر صفحتها الأولى كتبت صحيفة تركيا “الغاز يمطر باريس” فوق مجموعة صور تظهر قمع الشرطة الفرنسية للمتظاهرين، فيما وضعت صحيفة “يني شفق” على صدر الصفحة الأولى اقتباساً من تصريح أردوغان الذي قال فيه إنهم “سقطوا في البئر الذي حفروه”، في إشارة إلى فرنسا وهو نفس العنوان الذي وضعته صحيفة “غونيش”، كما كتبت تحت عنوان آخر أن “الشتاء الأوروبي حوّل شوارع باريس إلى ساحات حرب”.

كما كتبت صحيفة (أيدينليك) على صدر صفحتها الأولى “الليبرالية الجديدة تنهار”، فيما وضعت صحيفة “الاتحاد الجديد” صورة ضخمة لنيران تلتهم سيارات في باريس على صدر صفحتها الأولى، وكتبت “باريس تحترق”.

من جهتها، كتبت صحيفة سوزجو المعارضة: “دائرة النار تتسع من باريس إلى أوروبا”، كما كتبت صحيفة جمهورييت المعارضة فوق صورة لمظاهرات باريس على كامل صفحتها الأولى “المد الأصفر” مشيرة إلى أن مظاهرات باريس امتدت لتصل بلجيكا وهولندا والمجر.

كما استغل المستوى السياسي التركي هذه التظاهرات لتوجيه انتقادات حادة لفرنسا والغرب بشكل عام بسبب سياسة “ازدواجية المعايير” التي تتبعها تجاه تركيا، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، السبت: “الفوضى تعمّ شوارع دول أوروبية عدة بدءاً بباريس”.

شبكات التلفزيون والصحف تنشر صوراً لسيارات تحترق ومحال تجارية تنهب وردّ الشرطة العنيف جداً ضدّ المتظاهرين” وأضاف أردوغان:: “تركيا ترفض في آن معاً مشاهد الفوضى التي يسبّبها المتظاهرون والعنف المفرط في مواجهتهم”، موضحاً أنّه يتابع الوضع “بقلق”.

وقال أردوغان ساخراً: “أنظروا ماذا يفعل الشرطيون التابعون لأولئك الذين كانوا ينتقدون رجال الشرطة لدينا!” معتبراً أنّ أوروبا “فشلت في مجالات حقوق الانسان والديموقراطية والحريات”.

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي التي غصت بكتابات وصور ومقاطع فيديو متعلقة بأحداث باريس، كتب مغردون أتراك: “أين الإعلام العالمي من أحداث باريس، أين القنوات والوكالات التي غطت أحداث غيزي بارك على مدار ٢٤ ساعة يومياً”، وكتب آخر: “أصبح الإعلام العالمي أعمى أمام عنف المتظاهرين والشرطة الفرنسية، الأمر مختلف لو كانت هذه الأعمال في تركيا”.

وكتب مغرد آخر: “أين الاتحاد الأوروبي، ودول الاتحاد، والمنظمات الحقوقية الدولية التي أصدرت مئات التصريحات والتقارير حول أحداث غيزي بارك”.

المصدر : القدس العربي

قد يعجبك ايضا