نادية لطفي بخير لكنها غاضبة ممن لم يشاطروها العزاء في روحها
وهج 24 : لم أضحك على خبر، «كما ضحكت على خبر رحيلي»، أول جملة تفوهت بها نادية لطفي لـ«القدس العربي»، مؤكدة «أجمل ما في شائعة وفاتي أنها كشفت لي عن حجم حب الناس لي «متابعة» أدركت كم أنا مهمة «بل وملهمة» للآخرين، حتى ذلك الاتهام الذي يلاحق الفنانين بأنهم أنانيون ولا يسألون عن بعضهم أسقطته شائعة وفاتي، حيث بات تليفوني وتليفون الغرفة في المستشفى مشغولين طول الوقت.
وفي لمح البصر وعقب انطلاق شائعة وفاتها كان مستشفى المعادي العسكري، حيث تعالج الفنانة يشهد توافد العديد من الفنانين، الذين هرولوا للتأكد من صحة الخبر. كما توافد عدد من جيرانها. المدهش أنه وفي اللحظة التي كانت صديقة نادية المقربة الفنانة دلال عبد العزيز تقرأ عبارات العزاء عبر هاتفها وعيناها تذرف الدمع، كانت بطلة أفلام «الخطايا» و«النظارة السوداء» و«المومياء»، وعشرات الأفلام التي لا تنسى تشاهد فيلم «لا تطفئ الشمس»، حسب تصريح أحد المرافقين لها لـ«القدس العربي»، لم يستغرق الأمر كثيراً من الوقت حتى تتحول غرفة الفنانة لمزيج من أصوات يختلط فيها النحيب بالضحك، أبرز الباكيات كانت دلال عبد العزيز ونهال عنبر والست رضا، وهي المرافقة للفنانة التي قدمت العديد من الأعمال الملهمة ومنها «قصر الشوق»، «الخائنة»، «الناصر صلاح الدين»، «السبع بنات»، «السمان والخريف»، «منزل العائلة المسمومة»، «لا تطفئ الشمس»، «الباحثة عن الحب»، «عدو المرأة»، «رجال بلا ملامح». أما آخر أعمالها الدرامية فكان مسلسل «ناس ولاد نــاس».
ولدت عام 1937 في محافظة سوهاج جنوب القاهرة على بعد خمسمئة كيلو متر وتزوجت للمرة الأولى قبل أن تبلغ العشرين عاماً من جارها «عادل» الضابطً البحري، الذي كان يحبها بجنون، ولكن زواجهما لم يستمر طويلاً بســـبب هجرته إلى أستراليا، وهو ما تسببت في نشأة فراغ عاطفي بينهما، فطلبت الانفصال عنه، وتفرغت لتربية ابنها بجانب عشقها للفن، ثم التقت بالمهندس إبراهيم صادق، شقيق حاتم صادق زوج هدى ابنة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي اقترنت به بعد مرور 6 سنوات على انفصالها عن زوجها الأول، وقد طلبت الطلاق منه بسبب تسلل القلق لقلبها إثر غموض انتابها ومخاوف جعلتها تصل لحد الريبة، حينما اكتشفت وجود جهاز تنصت وضعه رجل المخابرات المصرية القوي صلاح نصر في منزلها، وحاولت أن تعرف هل هو لزوجها أم لها، وظلت في حيرة مما دفعها لطلب الطلاق، وانـفصلت بعد أن باتت تمتلك المزيد من التجارب التي تعينها على تلقي الصــدمات النــفسـية.
أما آخر من اقترنت بهم فكان المصور الكبير محمد صبري، رائد مصوري مؤسسة دار الهلال، والذي التقته خلال تصويرها فيلم «سانت كاترين» واعتبر زفافهما الأسرع بين الفنانين، حيث عرض عليها الزواج فوافقت على الفور غير أنه بعد أيام قلائل اكتشفت أن اختيارها لم يكن موفقاً بالمرة، حيث اندلعت المشاكل بينهما وهما في شهر العسل، وانتهى الأمر بانفصالهما وعادت لتتفرغ لأبنها وفنها وظلت تعـــيش في شقتها في «غارد سيتي».
المصدر : القدس العربي