من يسعى للفوضى … !!!
نايل هاشم المجالي
هناك مأخذ على كثير من الشخصيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يضمن خطابها العملي او الاعلامي مضامين تجعل الناس في حالة يأس واحباط وخمول ، وعلى ان الحلول للازمات عصية متغاضين عن مدى توفر فرص الاستثمار في كافة المجالات في هذا الوطن اذا ما احسنّا استثمارها واستغلالها بشكل أمثل ، متغاضين عن الجانب المشرق من هذا الوطن ونعمة الامن والامان والاستقرار ، متغاضين عن التكافل والتضامن الانساني والمجتمعي في هذا الوطن معتبرين ان الفرد فيها يعيش حالة انعزالية وانطوائية لاسباب كثيرة .
فهناك وصايا للخالق سبحانه وتعالى ، وهناك قيم منقوشة ازلياً ، فاثبات وجودنا ونجاحنا ومواجهتنا للازمات هو فزع انساني وطني تحتمه علينا المتغيرات والظروف الاقليمية والتحديات الداخلية والخارجية ومدى قدرتنا على الاصلاحات .
فعليهم ان يصوبوا اسهمهم واهتمامهم نحو الجانب السيء من الحياة في هذا الوطن ، لاصلاحه لا لاستثماره ، فالاصلاح المنظم يبدأ من الذات نفسها ، وكل انجاز لا يرتكز على خبرة وتجربة مآله الفشل ، وان الارادة والعزم والتصميم نحو العطاء مقرون بالفهم والتخطيط السليم .
وعلينا ان نعي ان مسؤوليتنا اكبر بكثير مما نستطيع تقديره آنياً وعلينا ان لا نقلق من تردي الاوضاع لان الانسان كائن قلق بطبيعته ، وعلينا ان نجعل اياً كان يؤثر علينا لأن ننفلت عن مسؤوليتنا لمجرد طروحاته وافكاره التي تنسجم مع مصالحه ومنافعه وأهدافه وغاياته .
وعلينا ان نتساءل دائماً ماذا يمكن ان يحدث لو فعل الناس ما تسعى اليه تلك الفئة من تخريب ودمار وتحريض وفتنة ، ولا يعطل القلق الفعل والعمل والانجاز والتحلي بالنزاهة وعدم الكذب ومحاربة الفساد .
فالمواطن ( الانسان ) هو مستقبل الانسان ، لان علينا ان نصنعه بأيدينا وان لا نستسلم للخمول واليأس والقلق ، وان نتخلى عن الوهم الذي يزرعه الاخرون في عقولنا سلبياً بل يجب ان يسود نظام التعاضد ، لان الظروف كانت ضدنا وقدمنا الجواب للدول المجاورة وطنياً وقومياً وانسانياً ، ونستحق افضل بكثير بالدعم مما نحن فيه من حجم الالتزامات وكبر الازمات .
فهناك من يسعى للفوضى وهناك من يعتبر نفسه الخيط الناظم الذي نسترشد به بوعيه وعقلانيتة ، فهناك شيء وانجاز على ارض الواقع تحقق على مدار السنين ، وهذا افضل من ان لا يكون هناك شيء كما هو الحال بالدول التي طالها الدمار الداخلي .
وعلينا ان نصنع نموذجاً مجتمعياً منظماً يحقق وجوده وتماسكه ضد اية تدخلات وآليات تسعى الى ان تفككه ، فهناك معايير قيمية واخلاقية للمجتمع ، وهناك تكيف من جيل الى جيل مع هذه المتغيرات مع حفظ للثوابت الاخلاقية والثقافية ، نتعايش مع التحولات الاجتماعية ومواجهة التمرد على المجتمع ومحاولة اخضاعه لفرضيات دخيلة عليه مقلداً او منساقاً مع جماعة كسباً لودها او متنفعاً منها .
نايل هاشم المجالي
[email protected]