“فيضانٌ مِنْ ألم”

عفاف غنيم

 

على بساطي يفيض الموت والقصفا
ومن صراخي يئِنُّ البحر والمرفا

معنّفٌ في دروب القهر ملهمتي
من كلِّ نافذةٍ استذكر الشُرَفا

والدمع في أعيني يسري، وذا قلمي
في موطني يرتجي أن يوقف النزفا

مخالب الغدر تعدوا فوق خارطتي
تبيد شعبا ومن ينجوا له القَصْفا

أطفالُ بين رصاص الموت تندهني
أنا المُثَنّى الذي قد واصل الزحفا

نَظَرْتُها والنوى يرثي مآذنها
والصوت من جمرها يستهجن العنفا

كنجمةٍ من رموش الغيم تُعلمني
أنّ العيونَ لها تراقب الحُلَفا

هذي بلادي تنادي نبض محبرتي
صحيفةٌ قاوَمَتْ في حرفها الندفا

كلُّ العصاة على ديني تقايضني
وتبتليني حزاما يقصف العرفا

انا الذي قد سعى دربا بلا عَنَتٍ
وذا نسيمي سباه عبوة القذفا

حتى المفاتيح في أبواب معتقلي
قد أعلنت وجعي من قسوة القصفا

أقاوم الريح، أشدو حِفظ خارطتي
فقبلتي في عيوني نورها أوفا

ما زلتُ اشدو لعلّي حين أُنشِدها
خيطاً بثَغْرِ شموسي يُمسكُ الكفّا

عباءةٌ من شذى الإسلام تُنعشني
إني على أرضِها أستعذب الحتفا

لمحتها والسما تروي ضفائرها
والنجم في ليلها يستقطب الزحفا

فإن أموت أمُتْ حُرْا وذا شَرَفٌ
إني على مُهرتي أقاوم العصفا

أعدو بخطوي سريعا رافعا علمي
في موطني ، راجيا أن أقهر العنفا

حتى الرياحين في أغصان ناصيتي
قد عاتبت أمماً من كبوة السيفا

ليت المعايير في ألوان ساريتي
تعيد شمسا لدارٍ سقفها خُسِفا

أوجاع منذ سعال فجري ترمقني
ناح النسيم وحبر حرفي منكسفا

وا لهفتي ! ابرياء! من يُلبّي الندا !!؟؟
مات السلام ودين الحقّ لم يُنصَفا !!!

….عفاف غنيم….

قد يعجبك ايضا