شارون خطّط لانسحاب أحادي في الضفة الغربية بعد فك الارتباط مع غزة لكنه أصيب بالجلطة الدماغية
وهج 24 : قال رئيس حكومة الاحتلال السابق إيهود أولمرت إن الانفصال عن غزة عام 2005 كان مقدمة لانسحاب إضافي، وأنه خطوة ضمن “خريطة الطريق” التي خطط لها سابقه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرئيل شارون.
جاء ذلك ضمن تحقيق صحافي بعنوان “الانفصال الذي لم يحدث” خاص بـ”إسرائيل اليوم” نشرت موجزا له الخميس وسينشر بشكل موسع الجمعة، وقال فيه أولمرت إنه بعد أسبوعين من تنفيذ خطة “فك الارتباط” عن غزة وإخلائها من المستوطنات قبل 15 عاما كان شارون ينوي تنفيذ خطوة مشابهة وانسحابا أحاديا في الضفة الغربية المحتلة.
إيهود أولمرت القائم بأعمال رئيس الحكومة الإسرائيلي وقتها والذي كان شارون قد أشركه بالمخطط السري حول انسحاب آخر في الضفة الغربية، قال للصحيفة إنه بعد أسبوعين من تنفيذ “فك الارتباط” عن غزة، أبلغ شارون، أنه يفكر بإبلاغ وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس، أن “الانفصال” عن غزة كانت “مقدمة” وأنه ينوي تنفيذ خطة مشابهة في الضفة الغربية.
وخلال الحديث الصحافي قال أولمرت إن شارون “لم يحب الفكرة” لكنه لم يمنع أولمرت من طرح الفكرة وعرضها أمام وزيرة الخارجية الأمريكية، حتى أنه أبلغ شارون عن الاجتماع مع رايس لدى عودته من الولايات المتحدة.
وأفادت الصحيفة التي تعتبر بوقا لرئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو، أن شارون ناقش مع مقربين منه إمكانية تنفيذ نفس الخطوة في الضفة الغربية في حال فشلت خطة “خريطة الطريق” التي كانت مطروحة آنذاك وذهاب المفاوضات مع الفلسطينيين إلى طريق مسدود. منوهة أنه مع ذلك فإن هذه المباحثات لم تتطور إلى قرار.
إضافة لذلك تنقل “إسرائيل اليوم” عن أولمرت قوله إنه في نهاية نفس العام وقبل شهر من دخول شارون في غيبوبة، قام هو ووزيرة القضاء في حينه تسيبي ليفني، بتعيين لجنة خاصة برئاسة المدير العام لوزارة القضاء في حينه أهارون أبروميفتش وفيها نائب رئيس هيئة الاركان الجنرال موشيه كابلينسكي ونائبة المستشار القضائي للحكومة للشؤون الدولية شافيط ماتياس.
وتوضح أن مهمة اللجنة الخاصة هذه تمثلت باستعراض الإطار الأمني، الاقتصادي، القانوني والسياسي في حال تم تنفيذ انسحاب جديد وفقا للاستنتاجات المترتبة من خطة فك الارتباط عن غزة، والتي ستطبق أيضا في الضفة الغربية.
وللتدليل على جدية شارون بتنفيذ انسحاب آخر أحادي الجانب في الضفة الغربية، قال أولمرت إنه بعد إصابة شارون بسكتة دماغية وأصبح هو رئيسا للحكومة بالوكالة عام 2006 عمل أولمرت علانية على مخطط “الانطواء” والذي كان يهدف من خلاله لتنفيذ مخطط انسحاب إسرائيلي أحادي الجانب من مناطق في الضفة الغربية.
ويؤكد ذلك أيضا مدير مكتب شارون في حينه المحامي “دوف فايغسلاس” وأضاف بهذا الخصوص أن “الانفصال من غزة” كان عملية بحد ذاتها، لكنها كانت تهدف إلى الاندماج مع عملية أخرى تأتي بعدها تعتمد على خطة “خريطة الطريق” وعلى الرغبة في تجنب الذهاب إلى طريق مسدود. وتابع: “كان التفكير هو الاستمرار بالعمل بنفس الطريقة أيضا في الضفة الغربية”.
ويصف فايغلاس ما جرى بعد دخول شارون بغيبوبة بـ”فيلم سينامائي قد توقف بسبب انقطاع التيار الكهربائي”. كما ذكرت الصحيفة أن المسؤول السابق في الادارة الأمريكية دنيس روس قد أبلغها أن “شارون خطط بشكل واضح لانسحاب إضافي من الضفة الغربية”.
يشار إلى أن ذلك يأتي على خلفية صدور كتاب مذكرات الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي (زمن العواصف) وفيه يكشف أن رئيس حكومة الاحتلال السابق إيهود أولمرت كان مستعدا للمضي قدماً في عملية السلام مع الفلسطينيين، لكنه أدرك أنه سيخسر الانتخابات، بالتالي لم ير أنه من المناسب تنفيذ خطته.
وفي الكتاب الذي نشرت مقطعا منه صحيفة “معاريف” العبرية الأربعاء، قال ساركوزي إنه خلال زيارته لإسرائيل عام 2012 سمع من أولمرت أنه مستعد لـ”الذهاب بعيدا جدا” باتجاه الفلسطينيين.
ويقول ساركوزي بهذا الصدد إن الأمر كان متأخرا لاقتراب الانتخابات العامة بعدما كان أولمرت قد اضطر لتقديم استقالته بعد اتهامه بالفساد وقتها.
ويتابع ساركوزي: “كان أولمرت مستعدا للتقدم في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين لكنه أدرك أنه سيخسر في الانتخابات التي تمت بعد استقالته في 2009 من رئاسة الوزراء، ولذلك لم يجد من الصائب أن ينفذ خطته”.
المصدر : القدس العربي