عقلنة انانية الفرد !!!
المهندس هاشم نايل المجالي …
نعيش أوضاعاً جراء جائحة كورونا وما يتعلق بها من قوانين واجراءات ، أثرت بشكل مباشر على الاقتصاد وعلى المجتمع بعلاقاته ونشاطاته ، وهذه الجائحة عرت الفردانية التي استسلمت امام التدخلات الرسمية والقرارات الصارمة من قبل الجهات المعنية ، بغية حفظ الصالح العام من الهلاك اتجاه الفرد وارادته ومصلحته ، التي يصفها الكثيرون دائماً في الدرجة الاولى ، اي ان مصلحة الفرد الخاصة تتعارض وتتناقض مع المصلحة العامة فهي ليست على علاقة تفاعل وانسجام ، اي ان الحجر الصحي يضر بمصلحة الفرد الخاصة بشكل او باخر ، وذلك من اجل المصلحة العامة حتى ولو كان ذلك ضد ارادة الفرد ورغباته المتعددة والمتنوعة وضيقت على حرياته ، الا انه لفترة مؤقتة لمواجهة هذه الجائحة .
فالنظرية الاخلاقية لهذا الاجراء هي نظرية نفعية او السلوك والاجراء الصائب ، والذي يؤدي الى نتائج نافعة تشمل قطاع كبير من الناس بينما السلوك الخاطيء هو الذي يذهب الى عكس ذلك ، فكل مصاب بالكورونا مخالط لمجموعة من الناس سيؤدي الى كارثة صحية مجتمعية لا يمكن السيطرة عليها ، حتى وان كان الفرد يبحث بشكل اناني عن مصلحته الفردية بعيداً عن البعد الصحي الاجتماعي ، وبالتالي نحن امام عقلنة انانية الفرد وتحويلها الى منفعة تصب في الصالح العام ، اي اكبر حرص واكثر صحة وسعادة لاكبر عدد من الناس .
والمجتمع مجموع مصالح افراده الذين يشكلون نسيجاً متكاملاً من الترابط ، فعلى الفرد احترام الحجر الصحي ويلتزم به وهذا الالتزام بمثابة حفظ النفس من الهلاك وسلامة غيره .
اي تحقيق المصلحة العامة ليشمل المسائل الاجتماعية من افراح واتراح وواجبات ، واي شخص يسعى الى خرق الحجر الصحي من منظور نفعي عليه ان ينظر الى النتائج المترتبة على ذلك ، فاشباع الشهوة والرغبة اللحظية لخرق الحجر الصحي لتحقيق منفعة آنية سيؤدي الى عواقب سلبية ، حيث سيؤدي الى احتمالية الاصابة بالكورونا وهلاك الفرد واضرار غيره واسرته .
وعلى الفرد مقاومة هذه الرغبة والشهوة او المتعة لفترة لاحقة يسمح بها بذلك ووفق الشروط المنصوص عليها ، فالصدق هو النافع الوحيد الذي يجب ان يكون في طريقة تفكيرنا وطريقة سلوكنا وعلى المدى البعيد .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]