الايماءات والايحاءات رسالة غير شفهية !!!
المهندس هاشم نايل المجالي …
لقد اثبت العلماء والخبراء وعلم النفس ان نسبة كبيرة من حالات التواصل والتخاطب بين الناس تتم بصورة شفهية عن طريق الايماءات والايحاءات والرموز والحركات اللاشعورية ، التي تعبر عن تلك الحالة النفسية والعملية والسلوكية والذهنية لا عن طريق الكلام ولغة الحوار ، فحركة الجسد للمتحدث تعطينا مؤشرات كثيرة لقراءة الافكار وتحليل الكلمات التي تقال سعياً لمعرفة مغزاها .
فهناك لغة الايماءات والايحاءات تعطي مدلولاً لفك الجدل التقليدي ماذا يقصد حتى ندرك مغزى الابتسامة المزيفة التي تظهر بوضوح في عضلات زاويتي فمه التي تشد وترخي في اتجاهات مختلفة ، أما الابتسامة الحقيقية يتم تمييزها لانها نابعة من القلب والوجدان ، كذلك انحناء الرؤوس عند الاستماع دليل قبول واعجاب وتأييد يبسط فيها المتحدث ، بينما يشير تشابك الذراعين الى الملل وهكذا .
اي ان لغة الجسد تعتبر الجزء الاهم لنقل رسالة من شخص لآخر ، حتى يتم من خلالها نقل معلومات لا يفهمها الكثيرين من الحضور ، فهي رسالة غير شفوية منقولة حتى ولو كانت معقدة نوعاً ما لكنها تحمل تعابير في الوجه والحركات وبالنظرات وحالات التوتر والانفعال .
فهناك من الحضور او المشاهدين من يملك الخبرة في كيفية وآلية تحليل واكتشاف تلك الاشارات للغة الجسد بالانتباه الواعي ، لذلك وحدها العيون التي تتخطى كل اللغات وتغزو كل الحصون فتلتقي في لحظة لتحكي ما يعجز عنه اللسان .
( فالعين مغرفة الكلام ) تقول كلماتها الخاصة صدقاً او غيره فهي لغة لا تعرف الكذب فهي مرآة صافية تعكس مباشرة كل المشاعر وتبوح بالاسرار ، وهي اكبر مفاتيح الشخصية التي تدلك بشكل حقيقي على ما يدور في عقل من امامك وما يفكر ، به فاتساع البؤبؤ دليل على شيء مبهر صدر منك يسعده ، وضيق البؤبؤ عكس ذلك ، كذلك حركة الحاجبين فهذه اشارات تعطيك فكرة عن لغة الجسد ومدى قوة الشخصية المتحدثة وما تفكر به .
فانظر في تمعن الى خطابات المسؤولين في المجالس وعلى وسائل الاعلام وحلّل ما تستطيع ان تحلله من حركة الجسد والنظرات او الانفعالات ونبرة الصوت ، لتميز بين صدقهم وكذبهم ، بين اقوالهم وافعالهم ، بين قدراتهم على الخداع وقدراتهم على الفعل والعطاء .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]