رغبات القادة أوامر فماذا عن الوعود الملكية

بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي .……….

 

لا أعرف من اين أبدأ مقالتي هذه ، ولكنها تتمحور حول واقعة يشهد عليهما شخصيات اردنية قبل حوالي عشر سنوات عندما زار جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه جامعة مؤتة من اجل تخريج فوج ضباط من افواجها ، وفي تلك الزيارة تم الطلب و الرجاء من جلالة الملك أن يأمر بتحويل كلية الزراعة في لواء القصر الى جامعة تقنية زراعية وذلك بسبب بُنيتها التحيتية وإمكانياتها التعليمية وتاريخها الذي ابتدأ من خلال مدرسة زراعية وحيدة في المملكة تنتج كل انواع المزروعات وتربي كل انواع الحيوانات المفيدة من ابقار وأغنام ودجاج ومشتقاتهم ، وكذلك أيضا بسبب جوارها إلى مركز البحوث الزراعية التابع للأمم المتحدة .
وشاءت الظروف والصدف أن الذي تقدم بهذا الطلب والرجاء لجلالة الملك هو عبدالهادي باشا حيث شرح أهمية وجود مثل هكذا جامعة يحتاجها الوطن والقطاع الزراعي والصناعي ، حيث شرح أيضأ اهميتها للمجتمع المحلي الذي يحتوي على اغلبية كاسحة من المزارعين قد تقطعت بهم السبل بسبب البعد عن مركز العاصمة وتحولت اراضيهم الزراعية الى اراضي عمرانية او الى اراضي بور قاحلة نتيجة قلة الاهتمام بها من قبل المزارعين الذين كانوا بالماضي ينتجون ربع محصول المملكة من الحبوب والبقوليات ، اضافة الى ارتفاع مستويات البطالة باللواء بين الشباب مما أدى الى انتشار أفة المخدرات وتوجههم لإعتناق الفكر الارهابي المتطرف الذي يؤدي الى تربية الحقد والكراهية للدولة وأنظمتها وأجهزتها .

وللأمانة عندما سمع جلالة الملك هذا الشرح قام بإعطاء وعد لعبدالهادي باشا وأصدر أوامره الى رئيس الحكومة ورئيس الديوان الملكي بتحويل الكلية الزراعية الى جامعة تقنية زراعية ، وحتى لا يتم تناسي هذا الأمر الملكي طلب الباشا عبدالهادي من جلالة الملك بأن يعتبر هذا الأمر والوعد هو بمثابة إرادة ملكية واجبة التنفيذ ، فكان الجواب من جلالة الملك حفظه الله ورعاه بالموافقة حيث تم تكليف معالي وزير الداخلية آنذاك حسين باشا هزاع المجالي بالمتابعة ما بين الديوان والحكومة لتنفيذ الإرادة الملكية والوعد الملكي .
ولمزيدا من الإيضاح عن هذه الكلية التي لا يستفاد أي شيء من وجودها على مستوى المجتمع المحلي سوى أنها حرمتهم من 400 طالب يدرسون بها إبان أن كانت مدرسة حيث كانوا يبيتون بسكنها الداخلي مما يؤدي الى تنشيط الحركة التجارية باللواء .
أما آن الآوان وبعد عشر سنوات ان يتم تنفيذ الإرادات والوعود الملكية التي أمر بها جلالة الملك سواء كان بتغطية نفقات معالجة المتقاعدين العسكريين الذين حاولوا ان يتعالجوا بالوطن ولكن امكانيتنا الطبية لم تسمح بذلك ، او الأمر الملكي بتحويل الكلية الزراعية في لواء القصر الى جامعة يحتاجها الوطن والمجتمع العلمي وتؤدي إلى التقدم والتطور والاكتفاء الذاتي من منتوجاتنا الزراعية ، وخصوصا أننا نمر في زمن كثرت به الأزمات الوبائية وسادت به الحروب واللجوئات الإنسانية وقلة به الإنتاجات الزراعية والغذائية ، وأنعدمت به أيضا المساعدات التضامنية مابين الدول العربية والصديقة .

ولهذا إذا كانت رغبات القادة أوامر ويجب أن تنفذ ، فماذا نقول عن الوعود والارادات الملكية التي صدرت من حضرت صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه.
والباقي عندكم .

قد يعجبك ايضا