نبيه بري يؤكد رفض لبنان الإغراءات مقابل التخلي عن القضية الفلسطينية
وهج نيوز : تحت عنوان “يوم غزة رمز المقاومة”، أطل رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري ليلقي كلمة في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر البرلماني الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية الذي تستضيفه طهران، وذلك بدعوة من مجلس الشورى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية والأمانة العامة للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية، مجددا “رفض لبنان الذي يرزح تحت وطأة أزمة سياسية واقتصادية ومالية الرشوات المالية والإغراءات شريطة التخلي عن التزاماته تجاه القضية الفلسطينية”، ومؤكدا على “وقف سياسة الاستيطان الصهيوني خصوصا تلك التي نشأت في أعقاب توقيع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لقراره المشؤوم باعتبار القدس عاصمة أبدية للكيان الإسرائيلي المحتل والترويج لما سمي بصفقة القرن”.
وقد استهل بري كلمته بفقرة وجدانية حول غزة قائلا: “في اللغة هي المنعة والقوة، هي الغضب تقاوم ولا تستسلم. هي التي أبت أن تدفن حية هي التي سلخت جلاديها… هي من أخرجت من المشهد مَن تمنى أن يصحو ذات يوم أو ذات صباح ويجدها قد غرقت في البحر. غرق هو وفيه غصة من غزة… وباتت هي كل المشهد والعزة… هي وكما عبر الراحل محمود درويش: لا هي السحر ولا الأعجوبة… هي التي كلما انفجرت خدشت وجه العدو وكسرت أحلامه… هي غزة هاشم… هي وجه القدس وكل فلسطين من بحرها إلى نهرها من تينها وزيتونها وطور السنين”.
وقال “الزمان هناك شيء آخر… الزمان هناك لا يأخذ الأطفال من الطفولة إلى الشيخوخة إنما يجعلهم رجالا في أول لقاء مع العدو… الزمان هناك ليس رخاء هو اقتحام الظهيرة المشتعلة… هناك القيمة الوحيدة للإنسان بمدى مقاومته الاحتلال… وهناك المقاومون فليتنافس المتنافسون. هي غزة بَوحُ الحصار والجراح والسواعد القابضة على جمر القضية وزناد البندقية. لها لكل المرابطين على تخوم الجرح في رفح.. وخان يونس.. والنصيرات… وبني سهيلا وجباليا ودير البلح والزوايدة”.
من بري سلام للقدس والضفة وغزة وتأكيد في المؤتمر البرلماني الدولي على رفض الإغراءات
وأضاف “لكل الفلسطينيين المقاومين في أرضهم… والمحرومين من أرضهم في الشتات… ولكل مقاوم سار على درب فلسطين وقضى شهيدا أو مضى أسيرا أو جريحا من أجلها وما بدلوا وتبديلا. لهم من لبنان من مدرسة الإمام السيد موسى الصدر التي تعلمنا فيها درس المقاومة الأول بأن نكون العين الساهرة على خط التاريخ والجغرافيا دفاعا عن فلسطين وعن لبنان، لهم ولكم أيها الحضور الكريم ألف تحية وبعد”.
وتابع بري “من دواعي سروري أن تتيح لي الجمهورية الإسلامية في إيران مجددا من خلال مجلس الشورى ممثلا بالأخ الدكتور محمد باقر قاليباف والأمانة العامة للمؤتمر الدولي لدعم الانتفاضة الفلسطينية، المشاركة في هذا اللقاء الذي تجمعنا فيه غزة كنهج ورمز للمقاومة والصمود في وجه الحصار ونقطة انكسار للاحتلال وانتصارا لإرادة التحرير والحياة.
واسمحوا لي في هذه العجالة أن أجدد من لبنان الذي يرزح في هذه المرحلة الراهنة تحت وطأه أزمة سياسية واقتصادية ومالية ومعيشية وصحية هي الأخطر في تاريخه، ناهيك عن عقوبات وحصار غير معلن جراء التزامه بثوابته الوطنية وتمسكه بعناوين قوته المتمثلة بالمقاومة وبحقوقه السيادية على أرضه وحدوده وثرواته في البر والبحر، ورفضه الرشوات المالية والإغراءات شريطة التخلي عن التزاماته تجاه القضية الفلسطينية وتبني حقوق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى أرضه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف”.
وجدد رئيس المجلس من موقعه الرسمي والشعبي التزامه بالعناوين الآتية:
أولا: بذل كل جهد من أجل تصليب الوحدة الوطنية الفلسطينية التي يجب أن تشكل حجر الزاوية الذي يرتكز عليه المشروع الوطني الفلسطيني في المقاومة والتحرير والعودة وبذل كل جهد مستطاع من أجل تحسين الظروف المعيشية لأشقائنا في مخيمات الشتات. وفي هذا الإطار، ونحن على مقربة من إصدار الرئيس الفلسطيني الأخ محمود عباس “أبو مازن” للمراسيم التي سوف تحدد موعد إجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية، أنتهزها مناسبة لأدعو الأخوة في كافة الفصائل الفلسطينية إلى التمسك بخيار المقاومة وإلى الاتجاه ليس للصراع على السلطة بل لبناء مجتمع المقاومة الذي سيجد كل واحد منكم نفسه ممثلا في مواقع النضال والكفاح المتنوع في المجلس الوطني كما في المجلس التشريعي كما في الحكومة والإدارة وفي الأساس وقبل أي شيء آخر في موقع المقاومة قبل مواقع السلطة.
ثانيا: إيمانا منا بأن إسقاط حق العودة يمثل مدخلا لإسقاط القضية الفلسطينية وطمس هوية الشعب الفلسطيني الذي أخرج من دياره بغير حق، نؤكد باسم الشعب اللبناني رفضنا ومقاومتنا أي محاولة لفرض التوطين تحت أي عنوان من العناوين، وفي هذا الإطار ندعو كافة الاتحادات البرلمانية الدولية والقارية كما العربية والإسلامية إلى التأكيد على القرارات الدولية والبرلمانية المتصلة بقضية الشعب الفلسطيني وحقوقه في مواصلة الضغوط لوقف الاستيطان الصهيوني خصوصا تلك التي نشأت في أعقاب توقيع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لقراره المشؤوم باعتبار القدس عاصمة أبدية للكيان الإسرائيلي المحتل والترويج لما سمي بصفقة القرن وها هو الكيد يرتد إلى النحر “فللقدس مقاوموها ورب يحميها”.
ثالثا: نحذر من خلال هذا اللقاء من خطورة وتدهور الوضع الصحي على نحو خطير في قطاع غزة جراء تفشي جائحة كورونا والذي يفاقمه الحصار الجائر المفروض على القطاع والأمر نفسه ينسحب على الضفة الغربية والأراضي الفلسطينية المحتلة. إن المجتمع الدولي مدعو للتدخل لتأمين اللقاحات إلى كل المناطق الفلسطينية المحاصرة واعتبار أي محاولة إسرائيلية لاستخدام هذا العنوان الإنساني سلاحا للابتزاز يمثل جريمة إرهابية جديدة تضاف إلى سجلها الإرهابي”.
وبعدما شكر “الجمهورية الإسلامية في إيران قائدا ومجلس شورى وشعبا لإبقائهم فلسطين في القلب والعقل والوجدان وأولوية تتقدم كل أولويات الأمة”، ختم قائلا “نعم هي فلسطين.. هي القدس.. هي الضفة.. هي غزة والقطاع من البحر إلى النهر.. أرض الأنبياء.. ومثوى الشهداء. هي لأهلها لا تحمى ولا تستعاد إلا بالوحدة وبسواعد المقاومة. سلام لفلسطين.. لشهدائنا وشهدائكم وشهداء فلسطين والحرية للأسرى”.
المصدر : القدس العربي