قال الشاعر ” إن غرَّكَ القولُ فانظُر فِعل قائلهِ.. فالفِعلُ فضَّاحٌ لِمن بالزِّّيفِ يَستترُ”

الكاتب الباحث حنا ميخائيل سلامة ….

أكبرُ تضليلٍ يكمن في تصديق كل مَن يقول ” كلّ شيء تمام التمام!
أكبر تضليلٍ يقعُ عندما تقومون بزيارات إلى هنا وهناك وتُعلِنون عنها مِن قبل.. فَيُصار إلى تبييض صورة كل ما سَتَرونَه والتستر على مواقع النقائص أو حيث يقبعُ التقصير والتكاسل والاستهتار والتسيب، ومع هذا تصدقوهم وأنتم تتحلقون حول مآدب باذخِة حين يقولون: كُل شيءٍ تمام التمام!
أكبرُ خِداعٍ يقع عند زياراتٍ تقومون بها عندما يتمُ في حالاتٍ كثيرة تغييبٌ مُتعمدٌ لأصحاب الفِكر والرأي، واستبعادٌ لمَِن سيقدمون انتقادات بناءة للتطوير والتحسين!
أكبرُ مُخادعةٍ عندما يُغرقونَكم حيثما تلتقون بهم، بالثناء والمديح وبكلماتٍ يستتر خلفها لونٌ مِن الرياء والزِّيف ومع هذا تُصدِّقوهم، فتبتسِم وجوهُكم، ومعهم تلتقطون الصور توثيقاً لِودِّهم ورضاهم مُعتبرينَ أنَّ كلّ شيء تمام التمام!
هل يا تُرى مِن غاية الغايات وأولوية الأوليات التركيز على المنتديات الثقافية والأندية الرياضية والمشاغل البسيطة لِحِرَفٍ وغيرها إبَّان زياراتكم – دون الانتقاص من قيمة وعطاء أي منها – أمْ ثمَّةَ ما هو أولى، وأحَق؛ وما هو جوهري وأساسي وحيوي لتتفقدوا ولتتحققوا منهُ، ولتتبينوا وتتأكدوا، بل، ولتوثقوا حتى إذا وقع أي خللٍ أو تكشفت أية سلبيات أو تبيَّن تزييف لِما سَمعتم في زياراتكم حاسبتم وعاقبتم . فلا يَغفَلنّ أحدٌ أو يََشرَُد بذهنه عما سلف ذِكره مطلقاً. والشواهد أمامنا وأمامكم ماثلة والبراهين تتحدثُ بنفسها ولا تحتاجُ إلى شُهود وأدِلَّة إذ أنها أمامَ مَن في وجوهِهِم بصائر فترى وفي أعماقهم ضمائر تَعمل؛ والحمدُ للهِ على نِعمة المَطر!
الكاتب الباحث حنا ميخائيل سلامة

31/12/2025

قد يعجبك ايضا