ما فحوى الرسالة التي تركها ترامب إلى بايدن يوم التنصيب
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي …
نحن نعلم بأن السياسة الخارجية الأمريكية ثابته وبالذات إتجاه منطقتنا وذلك لسيطرة الصهيونية اليهودية العالمية على الدولة العميقة الأمريكية وبكل مجالاتها، لكن كنا نرجوا بعد سقوط ترامب وهزيمته وفوز بايدن وما سمعناه في خطاباته أثناء الإنتخابات وبعد فوزه ويوم التنصيب بأن يكون هناك تغيير جذري إتجاه منطقتنا….
لذلك طالبنا وفي عدة مقالات من دول محورنا المقاوم بالتهدئة مع بايدن وإدارته الديمقراطية خلال فترة الأربعة سنوات القادمة لإحلال السلام في كل دولة أوقدت فيها الحرب الفتنوية من قبل عصابات اليهود الصهاينة وقائدها نتنياهو وإخوانه بفكر العصابات بني سعود والذين عاثوا بدول وشعوب الأمة فسادا وقتلا وتهجيرا ونهبا وسلبا نيابة عن عصابات نتنياهو حروب بالوكالة شهدناها ولم نصمت يوما عن قول الحق ومهما تعرضنا من ضغوطات وقطع للأعناق والأرزاق، فمن سفك دماء الأبرياء في العراق وسورية واليمن وليبيا …وغيرها من الدول المناهضة والمقاومة للهيمنة الصهيوأمريكية هم عصابات نتنياهو وإخوانهم بفكر العصابات بني سعود وبني زايد وبدعم الصهيوجمهوريين الأمريكيين لتنفيذ مخططات فكرهم التلمودي الشيطاني والقاتل للأمة والإنسانية جمعاء بمسلميها ومسيحييها…
وبالرغم من أن بايدن فور إستلامه قام بتوقيع عدة قرارات تلغي ما إرتكبه ترامب سابقا لكن التهديد بشن حرب ضد إيران ومحور المقاومة لم يتغيير أي إتجاه العراق وسورية بالذات فعودة الدواعش ليس مجرد صدفة بل هي أوامر عليا من الصهيوأمريكيين لخلط الأوراق وبقاء الجيش الأمريكي بالعراق بعدده وعتاده دون أن ينفذ ما إتفق عليه سابقا مع الحكومة العراقية بتخفيض العدد وأنا ذكرت بمقالات سابقة بأنهم لم يكونوا موافقين على قرار ترامب بتخفيض العدد في العراق لكنهم قبلوا بذلك القرار خوفا من أن ينقلب عليهم وهذا ليس مديحا لترامب الشرير وإنما لتوضيح الصورة بشكلها الكامل…
وفي سورية المقاومة لم يتغير شيئ أبدا بل بالعكس أن بايدن وإدارته لم يذكروا أي قرار بالنسبة لتواجد قواتهم المحتلة لبعض الأراضي السورية ونهبهم للنفط السوري من قبل تلك القوات أو العصابات الأمريكية، وضغوطاتهم لعدم عودة المهجرين إلى وطنهم السوري هذا غير التواجد التركي المحتل لإدلب وبعض أرياف حلب والتغطية على تواجد عصابات النصرة والذين إرتكبوا بحق أهالي إدلب وغيرها من المحافظات السورية أبشع أنواع الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية….
وفي اليمن لم يفي بايدن بإنهاء الحرب الظالمة على اليمنيين بل زادت الضربات الجوية السعودية أكثر من السابق وحرق أطفال ونساء وشيوخ وبنات ورجال اليمن بكل أنواع الأسلحة وحتى المحرمة دوليا وعلى مرأى من العالم الحر المنافق والسفيه والساذج والكاذب، بالرغم من أن بايدن تراجع وألغى قرار ترامب عن وصف الحوثيبن بمنظمة إرهابية، لكن بعد إطلاق الصاروخ المفتعل والذي لا تخلو آيادي الخبث والشيطنة صهاينة نتنياهو وإخيه بالفكر محمد بن سلمان من تلك العملية وأتهم بها الحوثيبن وهي نفس الشماعات المتكررة التي يتم إتهامها للتغطية على جرائمهم بحق الشعب اليمني وكأن صنعاء وغيرها من المدن لا يوجد فيها إلا الحوثيبن فقط والجيش اليمني والشعب اليمني الذي يبلغ تعداده 24 مليون نسمة وعند عميل بني سعود هادي والمجلس الإماراتي الإنتقالي فقط 6 ملايين مقسمين بين السعودية والإمارات ويوميا تحدث بينهم صراعات على المناصب والمكاسب ويذهب ضحيتها المئات من المدنيبن اليمنين في عدن، وشعب عدن يوميا يخرج بمسيرات مناهضة لهم، وبالرغم من أن بعض النواب الديمقراطيين طالبوا بايدن بمنع بيع السلاح إلى السعودية والإمارات إلى أن تصريحات بلنكن وزير خارجية بايدن الأخيرة إتجاه صنعاء لا تطمئن أبدا….
وبالرغم من إيران أعلنت مرارا وتكرارا بأنه في حال عودة بايدن وإدارته وباقي الدول إلى الإتفاق النووي بدون شروط مسبقة سيتم تخفيض التخصيب لليورانيوم إلى ما إتفق عليه عام 2015 وكذلك أكد بايدن ووزير خارجيته عدة مرات بأنهم سيعودون للإتفاق النووي الإيراني وقبل عدة أيام صرح وزير خارجية إيران جواد ظريف في موسكو بعودة إيران إلى ما إتفق عليه سابقا إذا رجعت أمريكا وباقي الدول للإتفاق ونفذوا بنوده ورفعوا العقوبات وقد أكد ذلك وزير الخارجية الروسي المخضرم سيرغو لافروف….
وما نشاهده عكس ما قاله بايدن وإدارته يوم التنصيب فالطائرات الأمريكية ب 52 تحوم في أجواء منطقتنا وتهديدات نتنياهو وقادة عصاباته بضرب إيران سمعها كل العالم، وإيران لم ولن تخاف يوما من تلك الطائرات وتلك التهديدات وقد صرح قادتها بأن أي مغامرة من قبل نتنياهو وعصاباته فسيتم مسح تل أبيب كاملة عن وجه الأرض…
فإلى أين يجر نتنياهو وحلفائه بني سعود المنطقة إلى حربا لا تبقي ولا تذر وصدق الله العظيم حيث قال في كتابه الكريم ( كلما أوقدوا حربا أطفأها الله….) وهذا كلام الله عنهم، فهل طلعات الطائرات الأمريكية يوم أمس هي لمنع أية مغامرة من قبل نتنياهو إتجاه إيران لأنها تعلم قوة إيران ومحورها المحيط بعصابات الصهاينة المحتلة لفلسطين والجولان ومزارع شبعا، وإذا كانت كذلك لماذا لا يلجم بايدن وإدارته نباح كلبهم المسعور نتنياهو وتوقفه عن حتى التهديد لإيران لأنه ليس له قدرة على مواجهة مقاومة حزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية في غزة هاشم وتقاريرهم تشهد على هزائمهم المتتالية، فكيف بقوة إقليمية كإيران، وهم يعلمون بأن نتنياهو جبان ووقح ووقاحته وتهديداته هذه لا يستطيع قولها لولا أنه مرتكز ومختبئ وراء قوة أمريكا أو حتى التفكير بها إذا لم يجد دعما من أمريكا وبالذات بعد قرار ترامب بضم دولة عصابات إسرائيل لجيوش المنطقة الوسطى الأمريكية، لذلك إذا آراد بايدن أن يلجمه حقا فيجب إلغاء ذلك القرار حتى لا يرتكب أية حماقة هنا أو هناك تجعل الهيبة الأمريكية في الحضيض أكثر من السابق بعد هزيمتها من إيران ومحورنا المقاوم في أية حماقة ومغامرة قد ترتكب بحجة منع إيران من إمتلاك السلاح النووي….
فإيران ومحورنا المقاومة قوة يجب أن لا يستهان بها أبدا وهو محور موحد والتنسيق بينهم على كافة المستويات وفي كل لحظة وليعتبر بايدن من سابقيه من قادة أمريكا ومن هزائمهم المتكررة من قبل محور إيران خلال سنوات مضت وفي كل الميادين….
وفي لبنان تبدأ مظاهرات جديدة ويتم اللجوء للشارع لفرض أمر واقع ويوميا يشتبك المتظاهرون مع جيشهم اللبناني لزيادة الفتنة وإشعال حرب أهلية لا تبقي ولا تذر لا سمح الله ولا قدر بحجة تشكيل الحكومة اللبنانية والتي لم تشكل منذ أربعة شهور للتدخلات الخارجية في لبنان والتي لا تريد للشعب اللبناني أن يبقى موحدا بقيادته وجيشه وشعبه ومقاومته، ونرجوا أن تنتهي الأحداث المفتعلة في لبنان الشقيق على خير…
وفي الجزائر يتم تهديد الدولة الجزائرية والجيش الجزائري بإغراقهم بالدواعش إذا لم يطبعوا مع عصابات الكيان الصهيوني، ويرد قائد الجيش الجزائري على تلك التهديدات بالحزم بأننا جاهزون لأي سيناريو قادم على حدودنا وداخل مدننا لرفضنا على التطبيع مع الكيان الصهيوني…
وفي تونس يتم وضع الصعوبات من قبل بعض الأحزاب الليبرالية والإنتهازية والمتسلقة أمام حكومة المشيشي وتعود المظاهرات مرة أخرى ويشتبك الجيش مع المتظاهرين ويتم تعديل وزاري جديد على تلك الحكومة ويوافق عليه مجلس النواب، وبالأمس يتم محاولة تسميم الرئيس التونسي المقاوم قيس سعيد لولا لطف الله وحمايته لعباده الصالحين والمقاومين لأنه رفض التطبيع مع عصابات الكيان الصهيوني ويطالب بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر….
وكل تلك الأفعال الشيطانية معروف مصدرها ومن ورائها في كل تلك الدول المقاومة والرافضة للهيمنة والسيطرة والإستسلام والتطبيع ولأنهم يحاربون الفكر التلمودي اليهودي الصهيوني وحملة ذلك الفكر في أمريكا وفي منطقتنا، والله على نصرنا لقدير إنه نعم المولى ونعم النصير…
فهل رسالة ترامب يوم التنصيب والتي وصفها وقال عنها بايدن بأنها رسالة ودودة هل هي حقا ودودة؟!! والمتابع لشخصية ترامب وتصريحاته منذ ترشحه للإنتخابات وخلال أربعة سنوات مضت يعلم جيدا بأن الود لا يصدر من فمه ومن كلماته وتصريحاته بل هي رسالة تهديد لبايدن وعائلته فحواها أنه إذا لم تسير وفقا لخططنا التلمودية اليهودية الصهيونية بتدمير الأمة العربية والإسلامية وبالذات إيران ومحورها المقاوم فإننا سنحرق أمريكا بحرب أهلية لا تبقي ولا تذر وبالتالي سيتم إغتيالك وعائلتك وسنعود للبيت الأبيض بطريقة أو أخرى، وكما قال في خطاب الوداع لمؤيديه بأنه سيصمت وسيرى ويتابع ما تقوم به الإدارة الأمريكية الجديدة وسيتم إتخاذ اللازم في الوقت المناسب وأكد لمؤيديه بأن حركتهم لم تنتهي لأنها بداية جيدة سيتم البناء عليها في السنوات القادمة وسنعود بطريقة أو بأخرى….
فهل رضخ بايدن وإدارته وحزبه الديمقراطي لتلك التهديدات السابقة واللاحقة وبدأ بمتابعة منهج سلفه أوباما حينما رضخ لضغوطات الجمهوريين ودولتهم العميقة الصهيوأمريكية أم أنه حقا يريد كبح وتقييد نتنياهو وقادة عصاباته وإخوانهم بالفكر في السعودية من القيام بأية مغامرة قد يرتكبونها في المنطقة…
ومحور المقاومة ينتظر ويتابع الأحداث والأفعال والتصريحات والتهديدات والأيام والأسابيع والأشهر والسنوات القادمة وأحداثها ستجيب على تلك الأسئلة، مع العلم أن محورنا المقاوم مستعد لأي سيناريو قادم وآياديه على الزناد للرد المدوي والموجع والمدمر على أية حماقة متهورة وحرب قادمة قد ترتكب بمنطقتنا وعلى مستوى أي فصيل من فصائل محور المقاومة فكيف إذا كان المقصود إيران والتي هي قوة إقليمية ومعها محور عالمي قوي جدا كروسيا والصين….وغيرها من الدول الحليفة والمقاومة في منطقتنا والعالم…
الكاتب والباحث..
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي…