الاخلاق بين الثابت والمتغير !!!
المهندس هاشم نايل المجالي ………
الانسان كونه كائن اخلاقي فانه يعطي اعتبارات كثيرة وكبيرة لمعايير مبنية على اسس دينية وقيم ومباديء ينبغي ان يكون عليها السلوك الانساني ، كون الانسان يحمل جوهر العقل والفكر والاحساس والذي يفرض عليه السلوك والتصرف بحكمة .
أي ان هناك اسس ومباديء تبنى عليها القيم الاخلاقية ، والتي يجب ان تكون ثابتة من منطلق ديني اولاً حسب الشرائع الدينية حيث يتم التفرقة بين الصالح والطالح بعيداً عن النزعة العقلية وبعيداً عن الشهوانية .
أي ان الانسان الذي يتمتع بالاخلاق الحميدة ، تكون بمثابة الريح الطيب الذي يرافق صاحبه ليجذب الناس ومحبتهم اليه وتحمله ليرتقي به مكانة مرموقة ، قال رسول الله صلى الله عيله وسلم ( ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق ) رواه الترمذي .
وصلاح الفرد يصلح المجتمع في صدقه وعدالته وتسامحه وسلوكه ، وهذا يعني ان الجميع يجب أن يعملوا في منظومة واحدة لمواجهة الازمات وبناء المجتمع على اسسس وقواعد اخلاقية .
ولقد اصبح هناك مراقبة لسلوكيات المسؤولين ومتابعة لأخطائهم ، فهناك من يتصيد لتلك الاخطاء لينشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها ، والشواهد كثيرة لتلك الاخطاء لتجعل منه محط تساؤلات وشتائم وغيرها لا تليق بالمنظومة الاخلاقية السياسية والمجتمعية .
وكأننا بحاجة هيئة رسمية للارتقاء بالمنظومة الاخلاقية للمسؤولين وتجنب الاضطرابات السلوكية ، ولا يوجد مجتمع بلا ثقافة ولا مجتمع بلا قيم والقيم غالبيتها متوارثة ، فهناك الخلق الديني قائم على قاعدة ( لا ضرر ولا ضرار ) .
فهناك من المسؤولين بتجاوزاتهم الاعلامية ، عندما يصرحون عن حدث ما او ازمة ما ولم يكن متمكن من ذلك يجد نفسه وقع في مصيدة العديد من ابناء المجتمع ومن المغرضين نقداً وقدحاً وعندما يقدم طرحاً ، ما عن مواقفة الاخلاقية يجب ان يعلم ان هناك من درس وحلل ماضيه فتغير مواقفه من الاسود الى الابيض ، لا يمر اعتباطاً على جمهور الصحافة المجتمعي والمنزلي ، فكل شيء موثق فتقلب المواقف اصبح ملموساً عند الكثيرين تحت شعار اللهم نفسي واين هي مصلحتي او انا وما بعدي الطوفان فتلك المواقف والفيديوهات لم تكن سوى تحرش للصعود على السلم مخالفاً للمنظومة الاخلاقية ذات المباديء الوطنية والسلوكية ، فهل هذه المتغيرات تقع في خانة المنظومة اللااخلاقية ام سيعيش في حالة عزلة ليغيب عن لغة الحوار القيمي .
فعلى المسؤولين توخي الحذر في سلوكياتهم وافعالهم واستثمار مصالحهم الشخصية لتحقيق المكاسب المادية او المواقف المجتمعية دون اسس سليمة ، والمسؤول قدوة للموظف وقدوة لابناء المجتمع وعليه ان يبعد نفسه عن الشبهات حتى لا يفقد هيبته ومكانته الاجتماعية ، ولا يصل الانسان الى المنزلة العليا الا بالاخلاق الحميدة والسلوك الصحيح .
فنجد احياناً بعض المسؤولين قد تحولوا الى القضاء لشبهات فساد او اختلاس الاموال او تجاوز الصلاحيات وغيرها ، هذه ظواهر باتت تحتاج الى تحليل وتقييم ومعالجة في ظل تطور كبير لوسائل المكاشفة داخلياً وخارجياً .
فلم يعد هناك ادراج مغلقة ولا اسرار مغلقة ولا مكانة لرجال متلونين يحملون العديد من الاقنعة ، نحن بحاجة الى مسؤولين لهم مكانتهم الوطنية والاخلاقية الثابتة النابعة من ايمانهم ومن وجدانهم ليكونوا قدوة بالعمل والسلوك والعطاء والولاء والانتماء .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]