العظماء لا يموتون بل يرتقون
#عفاف_فيصل_صالح …..
في خضم الأزمات والتحديات، تبدو قضية فقدان العظماء كأحد أشد التجارب مرارة. إن فقدان القادة والرموز هو كفقدان نجوم الليل في سماء وطن، وغالبًا ما يكون الألم هو الثمن الذي ندفعه لفراقهم. ولكن، ورغم ذلك، تبقى آثارهم خالدة في قلوب الأجيال، وكأنما يسكنون بيننا، يتنفسون في أحلامنا، وتحيا أفكارهم كلما نادت علينا الأيام.
فقدان الشهداء والعظماء لا ينحصر في الفراق الجسدي فقط، بل يتعداه إلى فقدان الرؤى والأحلام التي حملوها بين جوانحهم. إن هؤلاء الأفراد، الذين كرسوا حياتهم من أجل نصرة دين الله و من أجل قضايا وطنهم، يمثلون قناديل تنير دروب الأجيال القادمة، برشقات من الشجاعة والإصرار. وفي أوقات الشدة، يزداد الحنين إلى كلماتهم, فالذكريات المليئة بالشغف والأمل تغمرنا.
الأعمدة التي أسسها هؤلاء العظماء ليست فقط رموزًا بل هم نماذج حيّة يُحتذى بها نماذج تعلمنا أن النصر يأتي بعد الصبر، وأن التضحيات ليست مجرد كلمات، بل هي سلوكيات يومية تُركِبُ الشجاع على منصة العزة. عندما نتحدث عن قادة عظام، مثل #أبو عبيدة و #أبو إبراهيم، نتذكر كيف جعلوا من قوى الإيمان والعزيمة سلاحهم في مواجهة الظلم. لقد كانت لهم أدوار محورية في صناعة التاريخ، ونشوء مجتمعات متعاضدة وقادرة على البقاء أمام التحديات.
عندما نستحضر أسماءهم، لا بد أن نتذكر #أبو معاذ، الذي حول التصنيع العسكري إلى فن احترافي، يبرز الشهامة الوطنية. إبداعه وإصراره كانا يمثلان بصمة قوة في مسيرة النضال.
#أبو عمر، فكان يتجلى كأحد أقوى دعامات الحركة، بتقديم الدعم والخدمات للجنود البواسل في المعارك، وهو ما يبرز قوة التضامن بين أبناء الوطن.
القادة العظماء هم تجسيد للكرامة الإنسانية، فرحيلهم يدق ناقوس الحزن في قلوبنا، ولكن يعيد أيضًا تقديم العهد بإكمال رسالتهم. فالصورة الذهنية التي رسموها في عقولنا يجب أن تُحمى، ويجب أن لا ننساها. علينا أن نتخذ من ذكراهم شعلة تضيء لنا دروب المقارعة ونشر الحق والعدالة. إن المجتمعات تتضمن تاريخها من خلال أبطالها، وأبطالنا يجب أن يبقوا محل تكريم واعتزاز.
فقدان العظماء يعكس الفقد، لكنه يبعث أيضًا على القوة و الصمود. التأمل في سيرة هؤلاء العظماء يوفر لنا درسًا عميقًا؛ إذ يعلمنا كيف نتجاوز الصعوبات وننظر إلى المستقبل بعيون ملؤها الثقة. كيف يمكن لأي شعب أن يسير في دروب الحق والعدل إذا لم تُقَدِّم له الأمثلة التي تلهمه؟
عظمة البقاء في كتاب الذكريات
غياب هؤلاء القادة ليس نهاية للقصص، بل بداية لعهد آخر مليء بالتحديات والفرص. علينا أن نوقد شمعات الأمل في وجداننا، ونستمر في نشر رسالتهم بعزيمة قوية. ففي ذكراهم، نتعهد بإكمال المشوار، ونعيد كتابة التاريخ بأحرف من الشرف والفخر. فالعظماء لا يموتون، بل يعيشون في قلوبنا؛ هم جسرنا إلى الغد الأفضل، وعلينا أن نحافظ على ذاكرتهم حية، و نقل إرثهم إلى الأجيال القادمة.
فلنحتفِ بالأمل في كل ذكرى وعبرة، ولنجعل من إرتقائهم نقطة انطلاق جديدة نحو تحقيق الأحلام التي حملوها. العمل من أجل صون القيم التي جسدوها هو الطريق الذي سيقودنا نحو الانتصار الحقيقي في ساحتنا الاسلامية . العظماء هم من يجعلون من الفقد دافعًا لمواصلة الكفاح، وتجديد العهد بالحرية والصمود .
#عضو_الحملة_الدولية_لكسر_حصار_مطار_صنعاء_الدولي
الكاتبة من اليمن