القوة لا تصنع حقاً !!!
المهندس هاشم نايل المجالي ……
دائماً نجد ان كثيراً من القضايا المجتمعية والسياسية والاقتصادية تكون لصالح الجانب الاقوى ، فهل الحق دوماً للاقوى وهل هناك من يستغل القوة للسيطرة على الاخرين .
ان الخبراء يعتبرون ارادة القوة هي عملياً نقيض كلي لمفهوم السيطرة ، لان الرغبة بالسيطرة على الاخرين او التسلط هي نتيجة الاحساس بالنقص ، ويريد منها الشخص اثبات وجوده ومكانته وانه انسان يتمتع بالقدرة والقوة ويسعى لاثبات ذلك عبر سلوكيات وادوات مختلفة ، لذلك فالانسان الذي يشعر انه قوي يسعى لتفجير كل الطاقات الكامنة داخله فارادة القوة عند اي شخص هي أمر شخصي فردي وكما قيل عن الحكماء ( الشخصية القوية لا تعني ابداً التلفظ بالالفاظ السيئة فالقوة حكمة وليست وقاحة ) سقراط .
والقوة لا تصنع حقاً لكن الحق هو الذي يصنع قوة ، والحق دوماً يحتاج الى قوة والقوة بدون حكمة وعقلانية واتزان تدمر صاحبها ، وليس العنف شيئاً سوى شكل من اشكال استخدام القوة لفرض الارادة ، وهي وسيلة يمتد فعلها وتأثيرها على كثير من الناس يتعاطفون معها ، والقوة لا تصنع شرعية بل تؤثر على كثير من الناس كقبول طوعي للاعتراف بها وبطروحات الشخص الذي يمارسها .
فهناك فرق بين قوة الشيء والقوة على الشيء، فقوة الشيء توجد مع الشخص ، والقوة على الشيء لا توجد معه وانما توجد مع من يحمل قوته ، بحجج مستندة على بطلان واوهام ومعطيات لا تستند على حقائق ، انما لاثارة الفتنة وزعزعة الامن والاستقرار .
فهناك كثير من الشخصيات يسيء استخدام الصلاحيات لمنصبه ومكانته ، ليثبت مكانته بممارسات وسلوكيات سلبية تنعكس عليه اولاً وعلى أبناء الوطن ثانياً ، وتزعزع الامن والاستقرار المجتمعي والوظيفي .
حمى الله هذا الوطن في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]