أمية العلم في عصر التكنولوجيا !!!
المهندس هاشم نايل المجالي ….
تعد المعرفة والعلم والثقافة المحرك الاول لكل تفكير حر ، كمنبع للابداع والاجتهاد واساس لكل رؤية جديدة تسهم في التطور والتقدم في العديد من المجالات المختلفة واذا كان هناك امية علمية وثقافية ومعرفية فهي من معوقات التحضر والتفكير السليم ، ولا يمكن ان يتم اتخاذ قرار سليم بشأن اي تطور علمي وتكنولوجي واختراع جديد يلغي مصالح اصبحت قديمة لا تخدم الصالح العام الحضاري .
فصناعة السيارات الكهربائية ادت الى الاستغناء عن ، محطات الوقود التي اختصر دورها على السيارات التي تعمل بالوقود ( بنزين او ديزل وغيرها ) .
كذلك فان الهاتف الخلوي ادى الى الاستغناء جزئيا عن الهاتف الارضي ، لكنه لا يلغيه لان هناك من يستخدمه .
كذلك فان الطاقة المتجددة اصبحت تتطور بشكل كبير لتوليد وتخزين الكهرباء بوسائل متعددة ، لكنها لا تستغني كليا عن مصادر الكهرباء التقليدية لكنها مؤثرة في التقليل من فاتورة الكهرباء منزلية او صناعية وللمنازل الريفية وغيرها .
لذلك لا تستطيع الدولة ان تقف عائقاً في طريق هذا التطور التكنولوجي ، الذي يفرض نفسه وحضوره في جميع الدول دون استثناء ، ولا يصح ان تفرض الدولة معوقات كثيرة لحماية شركات مساهمة ذات مصالح متنفعة من بقاء الوضع على ما هو عليه من تقنيات قديمة ، فهذا اجحاف بحق المواطن ورجل الاعمال والمصانع غيرها .
فالعالم يتطور والاسواق مفتوحة فالدول التي تعارض ذلك اصبحت من الدول الامية او الجهالة في الشيء ، اي انخفاض مستوى المعرفة العلمية عن المستوى المطلوب ، اي غياب المعرفة في مدى تطور كثير من المجالات على حساب حماية مصالح اخرين وهذه امية علمية وفكرية ، فالتعليم عن بعد لا يلغي التعليم الاكاديمي في المدارس او الجامعات ، لكن هناك ضروريات فرضية واصبح معمول بها ومعتمدة رسميا ويجب التأقلم معها .
واصبح هناك مدارس وجامعات افتراضية عالمية ، وكثير من الاعمال اصبحت تدار من المنزل عن طريق موظفين او مسوقين وغيرها. فهل تستطيع اي دولة مواجهة التطور التكنولوجي او عدم الاخذ به ، اذا كان يحقق مصالح فردية او جمعية او اقتصادية لحماية مصالح اخرى منتفعة .
والعالم اصبح قرية بالمعلومات ونقل لاخر الاختراعات وتسهيل المعاملات ، فهناك وعي بضرورة التطور في هذه المجالات وما خلق كثير من المعوقات الا هو امية علمية غير حضارية لاحتكار شيء لحماية مصالح الاخرين الشخصية .
فلا بد من تحديد وتسهيل الحصول على استخدام تلك التقنيات الحديثة ، التي توفر على الناس الشيء الكثير من انفاق المال .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]