الاستثمار في النفايات الى اين !!!

المهندس هاشم نايل المجالي .. …..

 

ان ازدياد عدد السكان وارتفاع مستواهم المعيشي والثقافي من منطقة الى اخرى ، قد زاد من حاجات الفرد من كميات النفايات الصلبة ، التي لوثت بشكل كبير عناصر البيئة من ارض وهواء وماء ، خاصة انها تحتوي على مواد لا تتحلل او تتحلل ببطء .
اي ان عناصر الطبيعة لا تستطيع هضمها بسهولة مما يجعلها لفترات زمنية طويلة كالمواد البلاستيكية او الزجاج وغيرها ، اي ان الحجم الاجمالي للنفايات بالمدن الكبرى خاصة يزداد باستمرار سنوياً ، حتى اصبح هناك ملايين من قطع التجهيزات الفنية والتكنولوجية مهملة من ضمن النفايات ، خاصة ان كثيراً من المصانع العالمية تنتج بضائع وتجهيزات ذات جودة متدنية لغاية زيادة الاستهلاك ، اي ان عمرها الزمني العملي قصير حتى يتم استبدالها بدلاً من اصلاحها .
كذلك فان كثيراً من البضائع نشتريها مغلفة بمواد من اجل حمايتها اثناء النقل تتحول الى نفايات ، كذلك الاطعمة المعلبة ووجبات الطعام السريعة تضاف فيما بعد الى اكداس النفايات والمخلفات .
الدولة المتحضرة وكثير من دول العالم الثالث ايضاً بحثت عن افضل الطرق للتخلص الآمن بيئياً من هذه النفايات من خلال اعادة تدوير النفايات الصلبة ، حيث ان تعفن المواد العضوية التي تحويها القمامة يؤدي الى انتشار الغازات السامة وتصاعد الروائح الكريهة وانتشار الاؤبئة والامراض ، وتكاثر الذباب والقوارض وتلوث المياه الجوفية ، وتأثر الناحية السياحية والجماعية للمدينة بسبب الاكوام المتراكمة من النفايات وانخفاض اسعار الأراضي حول مكب النفايات .
فهناك نفايات عادية ونفايات صناعية ونفايات خطرة ونفايات خشبية وغيرها ولقد اصبحت آلية استغلال هذه النفايات باستخدام التكنولوجيا الحديثة للتخلص منها ، بمثابة استثمار سواء للدولة او للمستثمر في هذا المجال حيث يستطيع ان يولد منها طاقة كهربائية او طاقة حرارية ، بعد ان يتم فصل النفايات وتدويرها وتحويل جزء منها الى سماد ، والرماد يستخدم في الطرق والتشييد والبناء ن ويتم فصل المعادن واعادة استغلالها ، كذلك الزجاج بعد فصله يتم اعادة استثماره بالعواكس الارضية للطرق وغيرها ، ففي اليابان والصين يتم بناء مصانع تعتمد على الصهر المباشر للنفايات الصلبة في قاع مميع ، حيث يوجد في الصين خمسون مصنعاً لتوليد الطاقة من النفايات ووفق تقنيات حديثة ، والكثير من الاستثمارات في هذا المجال .
والسؤال الي يطرح نفسه انه منذ سنوات طويلة وكافة الجهات المعنية في البيئة ووزارة البلديات ووزارة الطاقة وغيرها كذلك المنظمات الاهلية الدولية ، يعقدون المؤتمرات والندوات والدراسات للاستثمار في هذا المجال ، فتستطيع اي بلدية توليد الطاقة الكهربائية بقدرات مختلفة تتناسب وحجم النفايات التي تجمع من البلديات .
وبالتالي تغطي متطلباتها من الاستهلاك الكهربائي خاصة انارة الطرق والخدمات المختلفة وغيرها ، وبالامكان بيع الكهرباء بأسعار رمزية خاصة للمجمعات الحكومية ، كذلك اقامة بعض الصناعات الخفيفة بعد فرز النفايات من قبل المستثمر لخلق فرص عمل كثيرة ، والاسمدة يتم بيعها للمزارعين باسعار رمزية وهكذا .
اي اننا اصبحنا على بوابة استثمار كبير اذا نجحنا في تذليل الصعوبات امام ذلك ، وحولنا الدراسات والابحاث التي استهلكت المال الكثير الى عمل وانتاج .
فالدول المجاورة الان تستثمر في هذا المجال بشكل حضاري ومميز ، فهل سنلحق بهذا التطور ام سنبقى مستمرين بالمحاضرات والندوات والمؤتمرات عن كل ما يتعلق بالنفايات الصلبة دون أخذ المصلحة الوطنية بعين الاعتبار .

المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]

قد يعجبك ايضا