تأثير الفرد في المجموعة !!!
المهندس هاشم نايل المجالي ……..
كثير من الشخصيات ورجال الاعمال يتجاهلون علاقتهم بالمجتمع والوسط الذي يعيشون فيه سواء كان سياسياً او اقتصادياً ، ليسقطوا من حساباتهم حقيقة التأثير المتبادل بينهم وبين هذه الاوساط المحيطة بهم ، ليتردد السؤال في مسمع رجل ما الذي يضر الوطن اذا انا فسدت ونهبت وما انا الا فرد فكيف لي ان اساهم في حل اي ازمة مهما كان نوعها .
ان البعض من اصحاب هذه النظرة عندما يفكرون بالازمات التي تعصف بالوطن لا ينظرون الى انفسهم على انهم جزء من هذا الوطن ، ولا ينظرون الى انفسهم على انهم جزء رئيسي ممن سبب في هذه الازمات والمشكلات ، ويبقى حالهم التنظير واعطاء النصائح والتوجيهات لكل ما من شأنه الاصلاح والتغيير نحو الافضل والاسلم للنهوض بهذا الوطن .
انهم يحسنون لعن الظلام واعطاء وصف تفصيلي لمكامن سوء الاحوال ، ولا يكترثون للقمامة التي تخرج من بيوتهم ، انما يتأففون عندما يشاهدون القوارض والذباب يقع عليها .
وما أكثر من الحكومات التي لم تقدم شيء لهذا الوطن سوى رفع مديونته وهو نتاج فريق وزاري شارك في ذلك ووجدوا في اجتماعهم مناخاً مناسباً للنفع والمصلحة الذاتية ، فمتى ندرك اننا جزء من هذا الخراب الكبير الذي الم بنا ، فكثير من هؤلاء انفصلوا بسلوكهم عن مجتمعهم وكأن ليس لهم اي تأثير على ما يجري .
فكيف لنا ان نصنع قارباً من خشب قد اصابه السوس والتعفن ونتناسى الكثير من قاعدة الاصلاح في عهد النبوة وهي الاهتمام بالافراد واصلاح حالهم وتقويمهم ، قبل ان تكون هناك دولة لتكون مظلة لهم .
اي ان الشخص الفاسد لا يعيش في كبسولة تعزله عن واقعه والمحيط الذي يعيش فيه ، ولا احد يستطيع منع تمدد فساده ان لم ينردع منذ البداية ، وهو مفسد بالعدوى لكل من سيعمل معه ، اي انه سوف يروج للفساد وليصبح الكثير منهم من هو اساس في المشكلة ، فكيف سيكون التغيير والاصلاح ، ومتى سنكون جزءاً من الحل بحكومات الجباية .
فعلينا ان ندرك مدى اهمية الجهد الفردي الصالح والسليم ومدى تأثيره في حل الازمات ، والامم لا تبنى الا بجهد الافراد اذا ما شعروا بالمسؤولية ووظفوا طاقاتهم واماكنياتهم ، منطلقين بدافع ذاتي صنعته منظومة القيم التي يعيشون فيها .
انها دعوة لكل شخصية سياسية او اقتصادية او اجتماعية بأن نترك التعويل ونركز على الاصلاح والتغيير ، من اجل تحقيق نهضة الوطن بسواعد فتية ذات ولاء وانتماء ، بقيادة هاشمية حكيمة ترعى هذا الاصلاح وهذه المسيرة مبتعدين عن آثار القنوط واليأس الذي رافق الكثيرين .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]