الوهم السياسي !!!

المهندس هاشم نايل المجالي …. .

 

كثير من الشخصيات السياسية او القوى السياسية يتولد لها شعور واحساس بتصورات وافكار أنه من الممكن تحقيقها ويصرح بها ، وهي بعيدة كل البعد عن الواقع الحقيقي ، ليكتشفوا فيما بعد انها غير قابلة للتحقيق .
كل ذلك مبني على الخيال الذي يرسمونه في مخيلتهم ، فالخيال قوة عقلية مبدعة تتجاوز الواقع عبر تفكير يرسم صورة امكانية تحقيق ذلك الخيال عبر الواقع ، هذا هو الوهم السياسي الذي يراود كثيراً من الشخصيات السياسية التي تسعى الى تشكيل تكتلات ومجموعات لتغيير الواقع كما يعتقدون .
أي تفكير خارج حدود الممكن ، فلن يشكل الواقع على هواهم وفكرهم المزيف حتى وان اقنعوا البعض بذلك ، بل سيكون هناك انعكاسات سلبية لا يعرف ابعادها الشخصية او الجماعية ، بل من الممكن ان يؤدي ذلك الى العبث بالمجتمع ، وفوضى اعلامية لتتناولها مواقع التواصل الاجتماعي على انها حدث مهم من الممكن تحقيقه .
ان الخيال السياسي لأي شخصية سياسية او مجموعة سياسية تطرح مشروعاً تجمعياً تكاتفياً خلاقاً ، يجب ان يبنى وفق القيم والمباديء القيمية الاخلاقية والوطنية ، ويتناسب وشروط الواقع الموضوعية ، وان يكون قابلاً للتطبيق .
واي حلم لأي شخصية سياسية يجب ان يكون ذو طبيعة استراتيجية ، بمنظومة تشاركية وطنية تراعي كافة الاطياف والمجموعات الوطنية الاخرى ، لتحقيق الهدف المنشود بفكر مشترك ووعي متآلف وجهد جماعي مكمل لبعضه البعض ، يحافظ على النسيج الاجتماعي ويعزز الولاء والانتماء .
فعند تشكيل حزب معين مهما كانت غاياته او اهدافه ، يجب ان لا يصور لاعضائه انه سيكون الحزب الامثل والاقوى والاصلح ، بل سيكون ضمن منظومة الاحزاب التي ستعمل مع بعضها البعض تشاركياً وتضامياً لتحقيق الاهداف والغايات الوطنية ، وان يكون واقعياً واقرب الى عامة الشعب ويلبي طموحهم ويسعى لترجمة افكارهم على ارض الواقع بموضوعية .
فالاصلاح لا يتم وليدة لحظة ، وحل مشكلة البطالة والفقر يحتاج الى تضافر كافة الجهود بين كافة الاحزاب والقطاعات الاخرى .
وكذلك رسم السياسات وتقديم الدراسات والابحاث يحتاج الى تشاركية مع قطاعات مختلفة ، اي ان الحلقات يجب ان تتماسك مع بعضها البعض لتحافظ على النسيج الوطني السياسي والاجتماعي .
فمختلف الازمات والقضايا لن تحل بجهد فردي او جماعي منعزل ، بل بجهد جماعي تشاركي يساهم فيه الجميع بكل وفاء واخلاص .

المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]

قد يعجبك ايضا