عندما يغيب الانتماء !!!
المهندس هاشم نايل المجالي ………
لقد اصبحنا لا نتكلم الا عن النواقص ، ونسينا الواجبات وما يسودنا من عادات جديدة وما يراودنا من افكار جديدة تلغي قيم الجمال والاخلاق ، وكثير من النواقص التي تعتري الكثيرين اذا ما تعمقنا في مشاكلنا المجتمعية والذاتية والوقوف على جوهرها دون التركيز على المظاهر ، رافضين منطق التساهل الذي اعتنقه الكثيرون في رد مشكلات الوطن الى الازمات المختلفة ، حيث نضع تصوراتنا في تشخيص المشكلة في اطار سياسي او اقتصادي او اجتماعي .
فالبعض يرى ان الفقر هو المشكلة الاساسية ولا ننظر الى الأموال المكدسة لدى فئة من الطبقة العليا من الاثرياء الذين لا يستثمروا جزءاً منها لانعاش الاقتصاد وخدمة المجتمع ، بل يستثمرها في البذخ والترف الزائد لتكون المشكلة مزدوجة .
فبالاضافة الى الفقر تبرز القيم الفاسدة المصاحبة على الاستحواذ الغير مشروع ، وهنا تصبح مشكلة الوطن في الجهل عندما يتم السكوت على ذلك لتتفاقم الامور ويتمادى الاخرون ، فمن ابرز شروط النهضة التغلب على الازمات والعراقيل .
حيث ان المشكلة الاساسية تكمن في ذلك الجهاز الاجتماعي الاول المسمى بالانسان ، الذي كثيراً منهم غاب عن اثبات الوجود او الفاعلية فغاب عن التأثير في الواقع الاقتصادي والاجتماعي ، فهناك فقط من يتحدثون عن حقوقهم المهضومة ويغضون ابصارهم عن الواجبات التي تقع على عواتقهم ولم يقوموا بها .
فالفرد ايضاً مهما كانت مكانته الاجتماعية ولا يتشبع بالقيم الحضارية الايجابية لن يضع القمامة في سلة المهملات المخصصة لذلك ، بينما الفرد الفعال نجده يبحث عن مكان المخلفات ويضع النفايات .
واسهل واقرب السبل لاعداد الفرد والتنمية البشرية والفكرية والتوعية والارشاد والتدريب والتأهيل ، هو من خلال الاسرة والمجتمع والجهات المعنية في الحكومة والقطاعات الاهلية لصياغة الفرد ايجابياً وحضارياً .
فاننا لا نلقي الكرة في ملعب الافراد وننزع المسؤولية عن اكتاف تلك الفئة من الطبقة العليا التي ادارت بظهرها لوطنها ولمجتمعها وافراده .
ولكن تبقى مسؤولية الاصلاح والتغيير هي مسؤولية الجميع ، لتحرك المجتمع مسؤولين ورجال اعمال وافراد وعمال وغيرهم في وطن الخير والعطاء .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]