ما خفي أعظم لما يدور في الشمال الشرقي السوري وفي العراق ولبنان واليمن والمنطقة برمتها

أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي ……

 

الكل منا شاهد الأحداث الجارية التي إفتعلها ومازال أردوغان على الأراضي السورية بحجة محاربة تنظيم قسد الإرهابي وحفظ الأمن القومي التركي من تلك التنظيمات ولتحديد منطقة آمنة للسوريين كما يدعي، وأيضا نحن نعلم بأن أردوغان كان قبل عدة أيام في قمة العشرين وإلتقى بايدن الذي يحتل بعض الأراضي السورية ويسيطر على بعض آبار النفط السوري وإستخدم تنظيم قسد ودعمه ضد الدولة السورية والعشائر العربية هناك…

ويبدوا أنه قد تم التنسيق فيما بينهم على ما إتفقوا عليه في الماضي البعيد والقريب وهو خلط الأوراق من جديد وإشعال تلك المنطقة لتنفيذ ما عجزوا عن تنفيذه منذ 11 عام مضت، وهو السيطرة الكاملة على آبار النفط السوري والتقاسم فيما بينهم وإقتطاع جزء من الأراضي السورية الشمالية الشرقية وتثبيت إحتلالها وتهجير سكانها الأصلين وإعطائها لمن يطلق عليهم بالمؤارضة السورية المتمثلة بعصاباتهم وأدواتهم التنفيذية مما سمي بالجيش الوطني وهو مجموعة ممن تبقى من جبهة النصرة والدواعش الذين تم إخلاء سبيلهم من السجون الكردية فيما مضى وتم تسليحهم من قبل تركيا بأعتى أنواع الأسلحة ومنها المحرمة دوليا لتنفيذ مخططهم القديم المتجدد ومن ثم إعطائهم تلك المناطق والمدن والقرى ليسكنوا فيها هم وعائلاتهم ويتم ضمها لمحافظة إدلب ويتم تتركيها ويرفع العلم التركي على مؤسساتها وتدرس اللغة التركية كما جري في إدلب سابقا ويتم ضمها بالكامل للدولة التركية عبر آلاعيب وإتفاقات دولية وبتشجيع ودعم كامل من أمريكا كما جرى في لواء إسكندرون في الماضي…

وفي مخططات أردوغان الإستعمارية التوسعية إعادة إحياء الدواعش وتوزيعهم على الحدود العراقية لتنفيذ المرحلة الثانية من المخطط بعد خلط الأوراق في إنتخابات العراق وتهيأت الأجواء العراقية لحرب أهلية لا سمح الله ولا قدر لاقتطاع بعض الأراضي العراقية كالموصل وغيرها من المناطق التي تتواجد فيها آبار النفط والمياه وضمها إلى تركيا…

وبالرغم من أن الدولة السورية ومحورنا المقاوم كان ينبه هؤلاء التائهين بحب أمريكا من بعض المنظمات الكردية كقسد من أن أمريكا تستخدمهم كأدوات لحين تنفيذ مشاريعها وستتخلى عنهم يوما من الأيام ولكنهم لم يعتبروا من سابقيهم الذين تخلت عنهم أمريكا بل وتآمرت عليهم في سبيل تنفيذ مخططاتها ومصالحها في المنطقة والعالم، والآن يبدوا أنها ستخلي المكان لأردوغان وجيشه المتصهين لملئ أي فراغ في حال إنسحابهم من سورية والمنطقة بشكل كامل وللقضاء على حلفائها المؤقتين منظمة قسد الكردية لإنتهاء دورها والتي حاربت دولتها السورية وجيشها لإرضاء أمريكا بايدن ومن قبله من الزعماء…

ويجب أن لا نغتر بالتهديدات السياسية والإعلامية والإقتصادية والعسكرية الأمريكية لأردوغان التي حدثت قبل لقاء قمة العشرين، وأن لا نغتر بالردود السابقة والحالية لأردوغان ومسرحية طرد السفراء وتهديداته لأنه متفق عليها بين الطرفين لحين تنفيذ مخططاتهم ونجاحها في سورية والمنطقة برمتها، ويجب أن لا نغتر بمعارضة بعض القادة الصهاينة على ذلك التدخل التركي المحتمل، ولا نغتر ايضا بأي تصريح يصدر عن الجامعة العربية أو أي إستنكار من بعض دول الخليج كالسعودية والإمارات والبحرين مثلا على التدخل التركي العدواني، فكلا له دور مرسوم في المخطط اليهودي الصهيوني العالمي ومصلحة لتنفيذه في سورية وغيرها بأدوار متبادلة وبفن مطلق لا يستطيع أحد أن يعرف من خلاله من مع محورنا المقاوم ومن هم أعدائنا في الداخل والخارج…

وأيضا ما أتفق عليه بينهم هو صرف نظر محور المقاومة وإيران وروسيا عما خطط لتجديد تنفيذ مخططاتهم للسيطرة على آبار النفط السوري والعراقي وإقتطاع أراضي من سورية والعراق وضمها لتركيا، لأنه يبدوا أن هذا الحوار بين جمهورية إيران الإسلامية والسعودية هو عمليات إلهاء مخطط لها والدليل أن أمريكا والسعودية ورغم الصورة الظاهرة على أنهم مختلفين في بعض الأمور لكنهم متفقين على المصالح وبالذات حماية دولة الكيان الصهيوني من محور المقاومة والمؤامرات السعودية والهجمات الشرسة والمتكررة على لبنان وأحراره وشرفائه بكل تخصصاتهم ومقاومته وكل ما جرى في لبنان منذ 2005 لغاية اليوم هو لحماية دولة الكيان الصهيوني ولتنفيذ مصالحهم في سورية والعراق واليمن…وغيرها من الدول حتى لا تقوم لهم قائمة ويعودون لموقعهم ودورهم الحقيقي في قضايا الأمة والمنطقة والعالم…

لذلك أقول ما خفي أعظم في الشمال الشرقي السوري وعلى الجيش العربي السوري ومحورنا المقاوم التحرك في كل الأماكن السورية وأخذ الحيطة والحذر دائما لإفشال مخططهم القديم المتجدد والذي عجزوا عن تنفيذه منذ اليوم الأول من المؤامرة على سورية ولبنان واليمن والمنطقة لغاية أيامنا الحالية ذهب خلالها الكثير من الضحايا والشهداء الأبرياء من مدنيبن وعسكريين…

والآن يجب إتخاذ كل التدابير والإحتياطات والخطط اللوجستية الكاملة لإفشال تلك المخططات المتجددة وعلى أبناء أمتنا العربية والإسلامية من شرفاء وأحرار الأمة والعالم ومناضليه ومقاوميه من بقاء آياديهم على الزناد لردع التوسع والإحتلال التركي المتجدد وعلى أحرار العالم في روسيا والصين منع ذلك التوسع والعمل على خروج الإحتلالين الأمريكي والتركي ومنع الضربات الصهيونية المتكررة على سورية لأنه بلغ السيل الزبى من كل هؤلاء الذين لا يؤتمن طرفهم أبدا ويجب ان نكون حذرين من كل ما جرى وما زال يجرى حتى نفشل مشاريعهم ومخططاتهم ويتم رميها في مزابل التاريخ كغيرها من مخططات الصهيونية اليهودية العالمية وأعضائها في منطقتنا وفي العالم…

أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي
كاتب وباحث سياسي…

قد يعجبك ايضا