لنتفق على ان لا نتفق !!!
المهندس هاشم نايل المجالي….
هناك الكثيرون ممن يتفقون او يختلفون معي على اننا في مجتمع سياسي واجتماعي اتفقنا على ان لا نتفق في كثير من القضايا التي يجب ان يكون عليها اجماع وطني ، كونها تحقق المصلحة العامة والمصلحة الوطنية قبل كل شيء ، رغم كثير من المحاولات للبعض الخجولة لنفيها في كثير من الاحيان مع انها واقع نعيشه ونعاصره كل فترة ، ولعل لجان الاصلاح والتغيير وما يعانونه من تقلبات واستقالات واراء فيها كثير من المزاجيات لخير دليل على ذلك .
فأين المكان الذي يجب ان نلتقي فيه حيث لا مكان لحقد او ضغينة ، حيث الاتفاق لا الاختلاف وحيث العطاء لا الانانية وحيث الحب لا الكره وحيث الاعتراف بالخطأ والرغبة في تصحيح اخطاء الماضي ، حتى نرضى عن انفسنا وكل واحد يعرف واجباته اتجاه مجتمعه ووطنه والاحساس بالواجب .
فان من الصحيح ان ما بيننا اقوى من ان نفكر في شيء اسمه الاختلاف لدرجة الفراق والتقادم والتشهير ، كون ظروف الحياة قاسية على الجميع ولا ترحم ولا احد يستطيع ان يتنبأ بما هو قادم .
فعلينا التفكير سوياً في مستقبلنا ونتحدث بلغة مشتركة وان نحافظ على هذا النسيج الوطني الاجتماعي وان نضع أيدينا بأيدي بعض حتى يشعر الجميع بالقوة .
فهناك من يدعي المثالية الزائدة ولا نملك اجابة شافية للرد عليه ، فلا زلنا في بداية الطريق حتى نصل الى نهايته بكل عزيمة واصرار للاصلاح نحو الافضل ، وان نرى المستقبل الواعد دون وسطاء .
اي اننا ننطلق بالتوافق والتشارك الوطني من استشراق المستقبل الى المشاركة في صنعه ، مع المشاركة في تقديم الحلول للازمات لا لخلق الازمات ، ودعم صانع القرار بتلك الرؤية الجماعية والاصلاحية بكل شفافية ، وخلق الافكار الابداعية على ضوء المتغيرات والتطورات الحاصلة محلياً واقليمياً وعالمياً ، والتي تتطلب قراءة علمية استباقية وتحليلاً استشراقياً للازمات المتوالية والفرص والتحديات ، وللمراكز البحثية والعلمية ان تشارك في صنع المستقبل عبر دعم صناع القرارات والسياسات بالتوجيهات والافكار الجديدة المبتكرة التي ترسم ملامح الحضارة والنهضة ، لاحداث تغيير ايجابي ملموس بوجود ثقافة مجتمعية داعمة للتغيير الايجابي ، لنكون جميعاً تحت مظلة ما يسمى ( بالاستشراق الاستراتيجي التشاركي ) .
المهندس هاشم نايل المجالي
[email protected]