ما هو هدف الحكومة البريطانية من حظر حماس في بريطانيا وإعتبارها حركة إرهابية؟

أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي….. 

 

منذ عقود كثيرة مضت عاثت بريطانيا العظمى آنذاك قتلا وتدميرا في شعوب أمتنا العربية والإسلامية بل وجلبت لمنطقتنا الإستعمار والتقسيم عبر وعود كاذبة كوعد بلفور وأسست الأفكار المندسة على عروبتنا وقيمها ومبادئها والأفكار الصهيونية الوهابية على ديننا الإسلامي الحنيف وصدرت لنا العصابات اليهودية الصهيونية ودعمتهم بكل أنواع الأسلحة وسهلت لهم بإحتلال فلسطين ومحاولات التوسع في المنطقة برمتها لتحقيق فكرهم التلمودي بإسرائيل الكبرى أولا ومن ثم حكم الأرض وما عليها لأنهم وحسب أكاذيبهم شعب الله المختار، فهذه هي بريطانيا والتي لم ولن تعتذر أبدا للشعب الفلسطيني ولشعوب الأمة العربية والإسلامية عما إرتكبته بحقهم منذ عشرات السنين..

والصهيوبريطانيين وعلى مر التاريخ الإنساني كانوا وما زالوا يتلاعبون بدول وشعوب أمتنا والأمم الأخرى وينشرون فكرهم وفسادهم وعنصريتهم وفتنهم وأكاذيبهم وأمراضهم النفسية على العالم أجمع، فشعارهم المعروف كان وما زال (فرق تسد) وكل خلاف وفرقة بين الدول والشعوب كان وما زال سببه بريطانيا لأنها أسست وثبتت ذلك الأمر لتبقى الأمة في خلاف مستمر وزرعت عصابات الفكر الوهابي الصهيوني في منطقتنا ورسخت عصابات الكيان الصهيوني في قلب الأمة ليؤججوا هذه الخلافات وقتما يريدون لتنفيذ خطط ومشاريع متجددة للسيطرة على ثروات الأمة من قبل عصاباتهم وهذا ما تمر به الأمة وهذا ما جعلها تائهة ضائعة تسير وراء سراب لا تعلم الصالح من الطالح ومن هو على حق ومن هو على باطل لأن أعدائنا موجودين داخل أمتنا وخارجها…

ومنذ ان وصلت أول سفينة غربية محملة بعصابات اليهود الصهاينة وقطعان المستوطنين إلى شواطئ يافا عام 1882م وبريطانيا واليهودية الصهيونية العالمية تخطط وتدرب وتجهز وتنفذ،ولم تنتهي خططهم ومشاريعهم وتجهيزاتهم وتدريباتهم وألآعيبهم الشيطانية إلى أيامنا الحالية،لأن حكام بريطانيا المتصهينين …وغيرها من الدول الغربية المتصهينة في الماضي وبعدهم حكام أمريكا واليهود الصهاينة في الصهيونية العالمية لا عهد لهم ولا ميثاق ولا ذمة وهم يعملون ليلا ونهارا على تدمير الأمة العربية بمسلميها ومسيحييها وعلى أنبيائها وأتباعهما الذين نبذوهم لسوء أعمالهم الشريرة والمتوحشة وفكرهم المجرم القاتل للبشرية كيف لا وشعارهم حسب معتقداتهم وأحلامهم الهستيرية بأنهم (شعب الله المختار) وباقي الشعوب مسلمين ومسيحيين هم خدم لهم ولأحلامهم حتى لو تم إبادتهم جميعا…

فشعار تلك الدول الغربية وربيبتهم إسرائيل تغيير الحق إلى باطل وتزيين الباطل في أعين الأغبياء من القادة والحكومات والشعوب ليصبح حقا بمعادلتهم المعروفة عنهم دائما إكذب…إكذب…إكذب حتى يصدقون كذبهم ويعملون ليلا ونهارا على ترسيخ تلك الاكاذيب في عقولهم وفي عقول البشرية جمعاء ليصدقوها ومن ثم ينشروها على العالم لتنفيذ خططهم ومعتقداتهم المزورة، واليهود الصهاينة أقنعوا الكثير من المسيحيين والمسلمين بفكرهم و معتقداتهم التلمودية المزورة وإتبعوهم وصدقوا أكاذيبهم والكثير من زعماء الغرب ومن زعماء منطقتنا اصبحوا صهاينة أكثر من الصهاينة أنفسهم ولهم مقام رفيع في الصهيونية العالمية وبعض هؤلاء القادة من أصول يهودية صهيونية نصبتهم بريطانيا العظمى قديما على الشعوب العالمية والعربية وهم الآن يقومون بحروب نيابة عن الصهاينة في منطقتنا وفي العالم وينهبون خيرات وأموال شعوبهم وأموال الأمة ويسلموها للصهيونية العالمية لتدمير الدول والشعوب المقاومة ولتتحكم بالأرض وما عليها وتبقى المسيطرة على المنطقة برمتها…

وزعماء بريطانيا وأمريكا سابقا وحاليا هم يتحدثون نيابة عن الصهيونية العالمية وينفذون مخططاتها وأحلامها ومعتقداتها الهستيرية في فلسطين المحتلة وفي دولنا وفي العالم أجمع، وهم مؤسسي العصابات المسلحة ويعتمدون عليهم لتنفيذ خططهم ويدعمونهم بكل انواع الأسلحة حتى المحرمة دوليا ويضعونها تحت تصرف القتلة والمجرمون والسفاحون الذين لا يتركون بشرا ولا شجرا ولا حجرا، ليس لأنهم أقوياء لا فهم أجبن خلق الله، ولكن لأنهم يختبئون وراء قوى عالمية ودول كبرى وقادة وحكام داعمين لهم ونصبوهم على الشعوب وسيطروا على قرارهم السيادي وعلى عقولهم وجعلوهم يعملون لديهم وينفذون كل ما يأتمرون به، هذا غير ترسانة الأسلحة الأمريكية والأوروبية والمحرمة دوليا والتي يستخدمونها لشن الحروب على كل من يقاوم مشاريعهم ويفشل مخططاتهم ويكشف زور معتقداتهم…

وبالرغم من كل ذلك الدعم السياسي والمالي والعسكري والإعلامي…وغيره، إلا أن ولله الحمد إستطاعت مجموعات مقاومة صغيرة هنا وهناك وبعض الدول والقادة والجيوش المقاومين من هزيمتهم وإفشال خططهم ومشاريعهم وبكل المجالات والميادين وبكل ما تعنيه الكلمة من هزيمة وفشل، ويكفينا فخرا بأن المقاومة في لبنان وفي فلسطين منعتهم من التوسع ولا تجعلهم يشعرون بالأمن والآمان ولو وقع معهم المتخاذلون والمنبطحين والمطبعين المتصهينين ممن يدعون بأنهم زعماء هذه الأمة كل إتفاقيات التطبيع المشؤومة ووافقوا على صفقات مشبوهة ليبقوا على عروشهم إلى يوم الدين، وأيضا فإن هزائمهم متلاحقة بالرغم من مشاريعهم التي تسير من تحت الطاولة ومن فوقها إلا أن هناك عباد لله من المسلمين والمسيحيين يعرفون كيف يتعاملون معهم وكيف يفشلون مخططاتهم و معتقداتهم المزورة في منطقتنا والعالم وهؤلاء وعد الله بهم بني إسرائيل الصهاينة والمتصهينين معهم وعبر التاريخ…

وقبل عدة أيام تعيد وزيرة داخلية بريطانيا ماضي دولتها المجرم وجرائمها التي يندى لها جبين الإنسانية والتي لم ولن تنسى والتي ما زال الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة تعاني من تبعاتها ونتائج وعودها البلفورية في المنطقة وتحظر حماس وتعتبرها منظمة إرهابية وأنها تمتلك أسلحة كثيرة تماما كما فعلت أمريكا قبل عدة أشهر وأغلقت مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية وأيضا كما فعل بني سعود قبل سنة أو أكثر وسجنوا كادر مكتب حماس في الرياض وكل من يقف مع محور المقاومة وما زالوا يعانون بالسجن بتهم باطلة أنهم يدعمون الإرهاب وكما قام غيرها من الدول والقادة في المنطقة بمحاربة حماس وكل حركات المقاومة في غزة وفي لبنان وفي الخارج…وغيرها من حركات المقاومة التي ظهرت في دولنا العربية والإسلامية وكل ذلك حماية لربيبتهم المسماة (دولة إسرائيل) ليتم تمرير إتفاقيات التطبيع والإستسلام على كل الدول العربية لتبقى دولة الصهاينة هي القوة الوحيدة التي لا يقاومها أحد في المنطقة….

وقد يكون الهدف البريطاني والأمريكي بشكل خاص والغربي بشكل عام والمستعربين والمتاسلمين لهذه الهجمة الشرسة على حماس وحركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية… وغيرها من الحركات المقاومة في منطقتنا هو للسيطرة على سلاحها الذي أعدته بدماء الشهداء والأبرياء الذين قتلوا باسلحتهم وبأسلحة ربيبتهم إسرائيل، فسلاح المقاومة أعاد للأمة كرامتها وشموخها وعزتها ولن يتم أخذه أو تسليمه كما يخطط ليكون بيد الدول التي تسير معظمها وراء التطبيع، فالصهيوغربيبن لا يريدون أن يقف أحدا من أبناء المنطقة بوجه مخططاتهم ويقاوم مشاريعهم التلمودية التوسعية والمسيطرة، أو للضغط عليهم ليسمحوا او يتغاضوا عن قادة دولهم وحكوماتهم إذا تم التطبيع الكامل مع كيانهم الصهيوني، وتلك الهجمة الغوغائية ظهرت بعد أن هزمت عصاباتهم الصهيونية وتبعهم المطبعين والمتصهينين في المنطقة بكل الخطط والمشاريع الفتنوية والحروب التي شنتها على غزة ولبنان واليمن والعراق وسورية…وغيرها من الدول العربية والإسلامية….

فإسرائيل وكل دول الغرب هم أوهن من بيت العنكبوت وليس لهم قدرة على الأمة العربية والإسلامية وعبر التاريخ لولا الضعف والوهن والجبن والخوف الذي أصاب بعض قادة وجيوش وشعوب الأمة منذ إحتلال فلسطين ومؤامرات المتصهينين في الداخل والخارج على كل القادة والجيوش المقاومة وعلى حركات المقاومة -التي مرغت أنوف الكيان الصهيوني وداعميه في الغرب في التراب مرات عدة وآخرها معركة سيف القدس- لما بقيت تلك العصابات ولتم تحرير فلسطين منذ زمن بعيد، فخوف هؤلاء من الموت على حياتهم المترفة وعروشهم الدنيوية جعل عصابات الصهاينة تستقر وتحاول السيطرة والتوسع وإحتلال الدول وأيضا تنتصر عليهم وتتمدد، لكن حركات المقاومة ومقاوميها واتباعها وقادتها وشعوبها لا يخافون الموت ويبحثون عن الشهادة في سبيل الله وتحرير الأرض والإنسان والمقدسات والمنطقة كاملة من يهود وصهاينة الداخل والخارج ولن يستطيع أن يقف بطريقهم أحدا أبدا لأن حمايتهم وعدا من الله ورسوله عليه الصلاة والسلام إلى يوم الدين والنصر النهائي والتحرير قادم ولو كره الصهاينة والمتصهينين في منطقتنا وفي الغرب والله على ذلك لقدير إنه نعم المولى ونعم النصير…

أحمد إبراهيم أحمد أبو السباع القيسي…
كاتب وباحث سياسي…

قد يعجبك ايضا