حزب الله مازال يربط حل الأزمة الحكومية بتنحية البيطار.. والبطريرك يدعو للكف عن الإساءة
وهج 24 : لا جديد بعد على صعيد عودة انعقاد جلسات مجلس الوزراء في ظل الكباش السياسي القضائي الحاصل حول المحقق العدلي في قضية تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، وفي ظل عودة الأمين العام السيد حسن نصرالله إلى إتهام القضاء بالاستنسابية والتسييس، وإستهجانه عدم جرأة أحد على تنحية القاضي البيطار.
وبعد يومين على كلام نصرالله خرج عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق ليربط “معالجة الأزمة الحكومية بمعالجة العقدة الوحيدة غير المستعصية على الحل” على حد تعبيره، معتبراً أن معالجة الأزمة الحكومية تشكل مدخلاً ضرورياً لتخفيف معاناة اللبنانيين والحد من الانهيار في مختلف الميادين”.
وفي ضوء ذلك، ستشكّل الرحلات إلى الخارج هروباً من الإحراج في دعوة مجلس الوزراء حيث ما إن يعود رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من روما حتى يطير مجدداً إلى مصر وتركيا، فيما يغادر رئيس الجمهورية ميشال عون إلى قطر للمشاركة في استضافتها بطولة العالم لكرة القدم.
في غضون ذلك، وبعدما دعت الهيئة السياسية في التيار الوطني الحر الحكومة إلى أن “تجتمع وتتحمّل مسؤوليتها والا فإن التيار يدعو المجلس النيابي إلى جلسة مساءلة للحكومة عن أسباب عدم اجتماعها”، رأى رئيس التيار النائب جبران باسيل أنه “لم يزعج البعض في السلطة خلال هذا العهد إلا كلمة القوي فلا يريدون عهداً قوياً ولا رئيساً قوياً ولا تياراً قوياً، فحوّلوا كلمة القوي إلى إستهزاء لأنهم يحبون الضعف والضعيف ويحاولون أن يجعلونا نقتنع بأن لا فائدة من العهد القوي لأنه لم يأت إلا بإنهيار، ولذلك يجب أن يكون ضعيفاً كي تبقى يدهم موضوعة عليه”.
وأشار باسيل إلى أنّه “عشنا منذ 1990 تحت منظومة سياسية تكاملت مع منظومة مالية ومشكلتهم مع ميشال عون أن الكرامة ظلّت الأهم لديه، وأنه رغم كل الذي حصل لم يقبل أن يضع أحد يده لا على رئاسة الجمهورية ولا على الجمهورية”، مضيفاً “اليوم يريدون اقناعكم أن هناك احتلالاً جديداً جاء إلى لبنان هو الاحتلال الإيراني لكن نحن كما واجهنا الاحتلال الإسرائيلي والوصاية السورية، إذا كان هناك احتلال إيراني نحن أول من سنواجهه عندما سيركع أمامه الآخرون”.
باسيل لا يرى احتلالاً إيرانياً للبنان.. وجنبلاط لعدم تسليم البلد إلى المحور السوري الإيراني
وحاول باسيل ضخ المعنويات في جمهوره وتبرير فشل العهد بالقول “لا تخافوا، لا احتلال إيرانياً للبنان لأن لا أحد يستطيع أن يحتل لا ثقافتنا ولا ديانتنا ولا إيماننا وهذه الأرض بالذات وهذه الجبال لا أحد يستطيع أن يحتلها أو يدوسها”، موضحاً “هذا العهد لم يأت إلى بلد فيه كهرباء وخال من الديون بل أتى إلى بلد مفلس لم يكن ينقص إلّا إعلان انهياره وكان كلّما تأخر الانهيار كلما زاد الدين والكلفة على الناس”.
وأضاف: “يتهكّمون عندما يقولون “ما خلّونا”، فقولوا “ما خلّونا” ولا تخجلوا لأنهم “ما خلّونا” ولا يحقّ لهم أن يتنمّروا بذلك على التيار، فطبعاً ما خلّونا نجلب كهرباء ولا نصلح السياسة المالية ولكن نحن أيضاً في المقابل ما خلّيناهم يوضعوا يدهم على البلد ومحاولة تركيعنا لن تمر”.
وجاء كلام باسيل عن الاحتلال الايراني بعد يوم واحد على تنفيذ مجموعات سيادية وقفة رمزية أمام صخور نهر الكلب، في ذكرى الاستقلال تحت شعار “مهما تأخّر جايي”. وألقيت كلمة إعتبرت “أن لبنان تحت الاحتلال الإيراني المباشر من خلال هيمنة حزب الله، ونعاهدكم اليوم ومن أمام لوحات الجلاء أنّنا سوف نقاوم وإياكم مقاومة مدنية حتى جلاء هذا الاحتلال كما تم جلاء كل الاحتلالات السابقة”.
توازياً، وفي رد على تعطيل جلسات مجلس الوزراء وتوجيه حزب الله الاتهامات إلى القضاء، سأل البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي “بأيّ حقّ يُمنع مجلس الوزراء من الإنعقاد؟ هل ينتظر المعطّلون مزيدًا من الإنهيار؟ مزيدًا من سقوط الليرة اللبنانية؟ مزيدًا من الجوعِ والفَقر؟ مزيدًا من هِجرةِ الشبابِ والعائلات وقوانا الحيّة؟ مزيدًا من تدهورِ علاقاتِ لبنان مع دولِ الخليج؟”.
وقال الراعي في عظة الأحد “لا يجوز لمجلس الوزراء أن يبقى مغيَّبًا ورهينةَ هذا أو ذاك، فيما هو أساسًا السلطةُ المعنيّةُ بإنقاذِ لبنان”. وحذّر من “أيِّ محاولةٍ لإرجاءِ الانتخاباتِ تحتَ ذرائعَ غير منطقيّةٍ وغيرِ وطنيّة”، مضيفاً ” نُصِرُّ على حصولِها في مواعيدِها الدستوريّة، حِرصًا على حقِّ الشعبِ في الانتخابِ والتغيير، وحفاظًا على سلامةِ لبنان ووِحدته”.
وإعتبر الراعي “أن قرار الهيئة العامة بالإجماعِ لمحكمةِ التمييز ثبّت أحَقيّةِ التحقيقِ العدلي، فأعاد للقضاءِ اللبنانيّ جِدّيتَه وهيبته ووحدته، وأحيا الأمل باستكمالِ التحقيق في جريمةِ المرفأ بعيدًا عن التسييسِ والتطييفِ والمصالح. إن مصلحةَ جميعِ المعنيّين، بشكلٍ أو بآخَر بتفجير مرفأِ بيروت، تقضي بأن يَستمرَّ التحقيقُ وتَنجليَ الحقيقة، فلا تبقى الشكوك الشاملة والاتّهامات المبدئيّة تحوم فوقَ رؤوسِ الجميع أكانوا مسؤولين أم أبرياء. وحدَه القضاءُ الحرُّ والجريءُ والنزيهُ يُزيل الشكوكَ فيُبرّئ البريءَ ويُدين المسَبِّبَ والمرتكِبَ والمتواطئَ والمهمِل”.
وختم: “حريُّ بالجميعِ، مسؤولين وسياسيّين وإعلاميّين، أن يحترموا السلطةَ القضائيّةَ ويَكُفّوا عن الإساءةِ المتعمَّدَةِ إليها في إطارِ ضربِ جميع ركائزِ النظامِ اللبنانيِّ، الواحد تلو الآخر”.
وكان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في لقاء حزبي في إقليم الخروب تحدث عن موضوع الإنتخابات فقال: “لا يمكن أن نخرج من التحالف التاريخي مع المستقبل، وبالرغم من كل شيء نقول للشيخ سعد إن لبنان بلده وغيابه عن الساحة لا يفيد”.
وأضاف جنبلاط “إذا سلّمنا كل البلد للمحور السوري الإيراني تكون غلطة فادحة”، مستطرداً “لا أستطيع بمفردي المواجهة السلمية وأن نقول كفى”.
المصدر : القدس العربي