“الإسرائيلي” يلتحق و”السعودي متغيب”.. موانئ أبو ظبي على شواطئ العقبة: شراكة أم “استحواذ”؟

وهج 24 : قد لا تكون مجرد اتفاقيات تطوير بحرية الطابع فقط بين مؤسسة موانئ أبوظبي الراعي الإماراتي الأبرز عالميا في مجال المناولات البحرية والنقل عبر المحيطات، وبين سلطة إقليم العقبة جنوبي الأردن حيث ميناء المملكة اليتيم.
خمس اتفاقيات لتطوير العقبة تم توقيع محاضرها معا وتخص مختلف مجالات العمل في مدينة على البحر تجاريا وبحريا.
شاهد الأردنيون فجأة عبر الإعلام التلفزيوني رئيس سلطة العقبة الجنرال المهندس نايف البخيت يشرح لهم بعض المعطيات.
المعطيات تتعلق بإقامة أول ميناء لرصيف مسافرين صالح لاستقبال مراكب وسفن السياح وتحديث منظومة المناولة في ميناء العقبة نفسه إضافة إلى اتفاقية تطوير عقاري لمنشآت سياحية.
والحلقة الأهم حتى وفقا لشروحات البخيت، هي اتفاقية التطوير الرقمي، والمعنى هنا أن الشراكة مع موانئ أبوظبي ستسيطر بعد الآن إلكترونيا على كل صغيرة وكبيرة داخل حدود سلطة إقليم العقبة.
شرح البخيت: ذلك لا علاقة له فقط بالميناء والتجارة البحرية بل بالمعابر حول العقبة وبتحديث الأنظمة التي تتابع التفاصيل.
التفسير الوحيد لذلك الجزء من التطوير هو أن غرفة عمليات إلكترونية ستسيطر على كل تفاصيل مدينة العقبة بتمويل إماراتي بعد الآن.
ليس صدفة أن السعودية وهي الجار الأقرب للأردن لا بل الجار الذي يشاطئ العقبة على البحر الأحمر هي الغائب الرئيسي عن شبكة اتفاقيات التطوير هذه، الأمر الذي ينتج بالضرورة تساؤلات سياسية الطابع بدأت تطرق كل الأبواب في عمان ولها علاقة بكل ما هو معروف عن مضي العلاقات الأردنية الإماراتية استراتيجيا إلى مستويات غير مسبوقة وبسرعة شديدة.
وليس سرا أن اتفاقيات العقبة الخمس المعلن عنها، تتجاوز بالتزامن والتوقيت كل الجدل المثار في الأردن حول اتفاقية الماء والكهرباء التبادلية مع إسرائيل بغطاء سياسي أمريكي وإماراتي، كما أنه ليس سرا أن التزامن هنا يمكن أن تلحق به المقالة الجديدة في صحيفة الجيروزاليم بوست الإسرائيلية بقلم رجل الأعمال الأردني الإماراتي حسن السميك والتي ينصح فيها الفلسطيني بالالتحاق وفورا بـ”القادة الشجعان” فقط في الإمارات ومصر والأردن.
مبكرا، وصفت المعارضة الأردنية اتفاقيات موانئ أبوظبي مع العقبة بأنها “استحواذية” وعلى أساس أن من يملك المال هو الذي يستحوذ في الشراكة، فيما كانت الحكومة تصف تلك الاتفاقيات بأنها محض تطويرية.
ثمة لاعب غائب عن المشهد لكن الاعتقاد راسخ بأنه سيحضر لاحقا على نحو أو آخر فإسرائيل لديها طموحات كبيرة بالتعاون مع الأردن في مجالات محددة، وبتأسيس شراكات في عمق البحر الأحمر هذه المرة والمعلومات تتحدث عن اهتمام الإسرائيليين باستثمارات إماراتية تفتح المجال للتعاون السياحي بين إيلات والعقبة وللتعاون في المجال الجوي التجاري مع مطار الملك حسين في مدينة العقبة.
أغلب التقدير أيضا أن شكل وحدود وملامح تجارة النقل البحري والترانزيت في البحر الأحمر وقبالة ميناء السويس وشرم الشيخ ستتغير هي الأخرى في ظل ما سمي بتطوير سلطة إقليم العقبة وبالمال الإماراتي الوفير.
طبعا آفاق استثمارية في ممرات البحر الأحمر الضيقة من هذا النوع لا يمكنها الصمود بدون تحالف سياسي عميق جدا يتحدث عنه الجميع الآن بين عمان وعباءة أبو ظبي وهو ملتحق بالإسرائيليين بكل الأحوال رغم كل التحفظات.
ومن الطبيعي القول إنه تحالف عميق وشمولي على مقربة منه القيادة المصرية وسيعني الكثير لاحقا خصوصا إذا ما حضر غائبون أو استمر آخرون في الغياب عن منطقة حيوية حدودية فيها الكثير من الاحتقانات والأزمات.

قد يعجبك ايضا