زمن انقلاب المفاهيم !!!

المهندس هاشم نايل المجالي…

إن زمن القرن الحديث هو زمن انقلاب المفاهيم الذي اصبح فيه الانسان ملوثاً فكرياً من وسائل اعلام كثيرة ومتنوعة ، وغالبيتها لا يعرف مصدرها ، متناقضة الفكر تؤدي الى اضطراب في النفس ، حتى يصبح البعض كأنه مجهولاً بالنسبة لنفسه ، ليتساءل كيف سأعيش حلاوة الايام وحلاوة العيش كما يعيشون .
هو يرى الانسان الغربي كيف يعيش نراه ويرانا يسوق لنا سلع كاذبة اسمها السعادة ، في ظل الانحرافات الفكرية والمجتمعية والاخلاقية ، ويتبجحون علينا بافلامهم وبرامجهم واغانيهم ليصوروا لنا حالة كاذبة انهم يعيشون قمة السعادة ، اما من يعيش في اوطاننا من صعوبات في العمل والمعيشة وغيرها ، فانه عندما يقارن نفسه بذلك الشخص الغربي فانه حتماً سيعيش في حالة من الاكتئاب والقلق النفسي ان مفهوم الانسان الحديث نعني به بمفهومه العقائدي والفكري ، يسعون ليجعلون جيلنا مرضى في الثقافة الغربية في تدين جديد ، وكأنه دين حديث يلغي كثيراً من آياته وسنة نبيه .
كما هو الحال في ترسيخ العلمانية التي تسعى الى امتلاك وعي الانسان الحديث وتخضعه الى المنطق النفعي ، فالدقيقة التي لا تعود على الانسان الحديث بنفع مادي لا يريد عيشها .
فأي اختيار سنختاره لابنائنا ، ان يكون من ضمن جيل الانسان الحديث ، ام الجيل الذي أنشأنا آباؤنا واجدادنا عليه ، من قيم واخلاق وثوابت وطنية ومجتمعية ودين سلام وحب واعتدال .
لا ان نعيش في عصر حديث تحولت فيه شخصية الكثيرين الى آلية فقط ، لجلب المنفعة الشخصية بمنطق ( أنا ) ومن بعدي الطوفان ، ليحقق الرخاء المادي لنفسه على عكس الايمان المبني على الخير وفعله ، فالانسان الحديث نجد انه دنيوي لن يقطف إلاّ الثمار المرة .