الأمم المتحدة..السفير الروسي يوبخ سفيرة الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا ويذكرها بغزو العراق
الشرق الأوسط نيوز : عقد مجلس الأمن الدولي، الإثنين، بدعوة من الولايات المتحدة، جلسة مفتوحة تحت بند “تهديدات للسلم والأمن الدوليين” لمناقشة الأزمة الأوكرانية واتهامات الولايات المتحدة وحلف الناتو لروسيا بنيتها غزو أوكرانيا، وقد طلب السفير الروسي، فاسيلي نيبنزيا، من الأعضاء التصويت أولا على إجراء عقد جلسة لمجلس الأمن، والتي تحتاج إلى تسعة أصوات إيجابية على الأقل علما أن الفيتو لا يستخدم في التصويتات الإجرائية. وجاءت نتيجة التصويت لصالح مشروع الولايات المتحدة حيث صوت عشرة أعضاء لصالح عقد الجلسة المفتوحة بينما صوتت كل من روسيا والصين ضد عقده وامتنعت ثلاث دول عن التصويت.
روزماري ديكارلو: لا يمكن أن يكون هناك أي بديل للدبلوماسية والحوار، ويجب تجنب أي تدخل عسكري من روسيا أو قوات حلف الناتو
وقد ألقت في بداية الجلسة وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية، روزماري ديكارلو، بياناً باسم الأمين العام دعت فيه إلى اتباع سياسة الحوار والابتعاد عن التصعيد، وكررت أمام المجلس مناشدة الأمين العام للأمم المتحدة للأطراف جميعا بأنه “لا يمكن أن يكون هناك بديل للدبلوماسية والحوار”، وسلطت وكيلة الأمين العام الضوء على “المخاوف الأمنية المعقدة وطويلة الأمد وتصورات التهديد التي أثيرت”، وقالت إن أي تدخل عسكري تشارك فيه روسيا، أو قوات حلف الناتو التي هي الآن في حالة تأهب قصوى، يجب تجنبه، وأكدت أن أي توغل من جانب أي دولة في أراضي دولة أخرى يعتبر مخالفا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وقالت ديكارلو “ما زلنا قلقين للغاية من أنه حتى مع استمرار هذه الجهود، فإن التوترات تتصاعد وسط حشد عسكري خطير في قلب أوروبا” وحثت جميع الجهات الفاعلة على الامتناع عن الخطاب التصعيدي والإجراءات الاستفزازية وإعطاء فرصة لنجاح الدبلوماسية”.
كما ذكرت وكيلة الأمين العام أن وكالات الأمم المتحدة ستظل ملتزمة بتنفيذ ولاياتها في أوكرانيا، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بأمان ودون عوائق، تحت أي ظرف من الظروف، لتقديم الدعم إلى 2.9 مليون شخص يحتاجون للمساعدة، معظمهم في مناطق لا تخضع لسيطرة الحكومة.
السفيرة الأمريكية تتهم
وافتتحت السفيرة الأمريكية، ليندا توماس-غرينفيلد، كلمات الوفود محذرة من أن الوضع خطير ويحتاج إلى جلسة لمجلس الأمن، المسؤول الأول عن حفظ السلم والأمن في العالم. وقالت: “إن مجلس الأمن أنشئ بعد الحرب العالمية الثانية لمجابهة التهديدات للأمن والسلم الدوليين ومنع نشوب الصراعات ولذلك يكتسب اجتماع اليوم أهمية. فأي عدوان روسي يهدد النظام العالمي يكون مجلس الأمن مكلفا بالحفاظ على هذا النظام.” وقالت إنه لا يحق لأي دولة أن تعيد ترسيم الحدود وتجبر شعباً آخر على العيش تحت حكم آخر.
ليندا توماس-غرينفيلد: أمريكا تعول على الجهود الدبلوماسية، ولكن الحشد العسكري الروسي لا يساعد على هذه الجهود
وأكدت السفيرة الأمريكية أن روسيا قد حشدت قوة عسكرية على منطقة حدودية مع أوكرانيا تصل إلى مئة ألف جندي، وهذا أكبر حشد في أوربا منذ عقود. كما نقلت خمسة آلاف جندي إلى بيلاروس وأسلحة مضادة للطائرات و”نعتقد أنها تريد نشر 30000 جندي هناك. هذا بالإضافة إلى الهجمات السيبرانية والدعاية والخطابات العدوانية وهذا تصعيد شهدناه من روسيا بشكل متكرر”.
ثم تحدثت توماس-غرينفيلد عن غزو روسيا لجزء من أوكرانيا عام 20014 وضمه وكذلك غزوها لجورجيا عام 2008، ولفتت الانتباه كذلك إلى مقتل 13 ألف في أوكرانيا منذ العدوان الروسي عليها. وأكدت السفيرة الأمريكية على أن بلادها تعول على الجهود الدبلوماسية “ولكن الحشد العسكري لا يساعد في تلك الجهود. واختبار حسن نية روسيا يتمثل في قدومهم إلى طاولة المفاوضات وبقائهم هناك إلى أن نتوصل إلى حل”. ثم حثت الدول الأعضاء على عدم التأثر بأقوال روسيا بل بأفعالها على الأرض.
الرد الروسي
من جهته، اتهم الممثل الدائم للاتحاد الروسي لدى الأمم المتحدة، السفير فاسيلي نيبنزيا، الولايات المتحدة بشنها حملة تضليلية تتضمن طلب عقد اجتماع مفتوح لمجلس الأمن حول التطورات على الحدود الأوكرانية الروسية وتأجيج التوتر. وقال “إن الطرف الأمريكي طلب عقد الاجتماع تحت بند “تهديدات الأمن والسلم الدوليين” لكن القوات الروسية منتشرة على الأراضي الروسية، فكيف يهدد ذلك الأمن والسلم الدوليين؟” واتهم الطرف الأمريكي بعقد الاجتماع لأسباب إعلامية وداخلية في الوقت الذي طالب فيه الرئيس الأوكراني جميع الأطراف الانخراط بدبلوماسية هادئة وخلف الأبواب لأن التصعيد يهدد الاقتصاد الأوكراني.
فاسيلي نيبنزيا: التضليل سياسة أمريكية كما حدث في هذا المجلس عندما راح ممثل الولايات المتحدة يعرض صورا لشاحنات في العراق، مؤكدا أنها تحمل أسلحة دمار شامل ثم تبين عدم صدقية تلك التأكيدات، وانظروا ماذا حدث في العراق حيث اجتاحوه ودمروه
وقال إن التضليل سياسة أمريكية كما حدث في هذا المجلس عندما راح ممثل الولايات المتحدة يعرض صورا لشاحنات في العراق مؤكدا أنها تحمل أسلحة دمار شامل ثم تبين عدم صدقية تلك التأكيدات وانظروا ماذا حدث في العراق حيث اجتاحوه ودمروه. وقال إن الولايات المتحدة هي التي شنت حروبا عديدة قتل فيها مئات الألوف في أكثر من بلد. واتهم نيبنزيا الولايات المتحدة بالنفاق وقال “إنها تنشر الأسلحة النووية، والقوات العسكرية حول العالم على بعد آلاف الأميال عنها، ناهيك عن مقتل الآلاف بسبب الاجتياحات العسكرية الأمريكية ودعمها لأخرى”. ثم أشار إلى وجود 750 قاعدة أمريكية عسكرية في أكثر من 80 بلدا وأكثر من 150 ألف جندي أمريكي خارج الولايات المتحدة عدا عن مليارات الدولارات لميزانيتها العسكرية.
وأضاف ” الولايات المتحدة هي التي تهدد الأمن والسلم الدوليين.”، وشدد المندوب الروسي على ضرورة تطبيق اتفاقات مينسك، وقال إن عرقلتها ستؤدي إلى عواقب وخيمة على أوكرانيا وإن حدث ذلك فسيكون بسبب الدول الغربية وأوكرانيا. وسأل السفير الروسي “كيف عرفتم أن عدد القوات الروسية المنتشرة على الحدود الأوكرانية مئة ألف بالضبط؟”.
وقال نيببزيا: “إن مجلس الأمن سيعقد اجتماعا في منتصف الشهر القادم لمناقشة الوضع في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم ضمن إحاطته الدورية وكان يمكن للطرف الأمريكي أن يناقش الموضوع في تلك الجلسة “لكنه مشغول بدبلوماسية الميكروفون”.
ومن جهتها، ردت السفيرة الأمريكية، ليندا توماس – غرينفيلد، ضمن ممارستها “حق الرد”على السفير الروسي قائلة “إن التهديد فعلي كما أن نشر أكثر من مئة ألف جندي روسي على الحدود الأوكرانية يقلق الدول الأوروبية وهو الذي يزيد التصعيد وليس الطلب الأميركي بنقاش الموضوع والاستماع لجميع الأطراف”. ثم طلب ممثل روسيا حق الرد على السفيرة الأمريكية قائلا: “لا نفهم ما هي الاستفزازات والتهديدات التي يتم الحديث عنها الآن. ولكن لماذا لم نسمع أي إشارة إلى اتفاقات مينسك أو قرار مجلس الأمن 2202”.
السفير الصيني: سياسة المفاوضات خلف الأبواب المغلقة أفضل بكثير
وتحدث في الجلسة بالإضافة إلى أعضاء مجلس الأمن كل من ممثلي أوكرانيا وبيلاروس، حيث أكد معظم المتحدثين على ضرورة استمرار قنوات الحوار والجهود الدبلوماسية لدرء أي خطر ممكن. وأعرب سفير أوكرانيا عن دعم بلاده لعقد الاجتماع وطالب الجانب الروسي بعدم تفسير تصريحات رئيسيه بالشكل الذي يحلو له، وأكد على أن مجلس الأمن هو كذلك منصة ملائمة ومهمة لنقاش التطورات على الحدود الأوكرانية التي تقلق بلاده.
السفير الصيني، تسانغ ينغ، أعرب عن اعتراضه على عقد الاجتماع مؤكدا أن استمرار سياسة المفاوضات خلف أبواب مغلقة أفضل بكثير. ودعا إلى “ضرورة الاستمرار بقنوات الحوار الموجودة والدبلوماسية الهادئة بدلا من دبلوماسية الأبواق.” وقال إن جلسة مجلس الأمن تزيد من التوتر وتؤججه بدلا من تهدئة الوضع. ووصف توسع الناتو بالأمر المعقد وشدد على ضرورة وقف التفكير بعقلية الحرب الباردة وأخذ كذلك المخاوف الروسية بعين الاعتبار. وأشار إلى الموقف الروسي والذي يصرح بأنه لا ينوي اجتياح أوكرانيا.
المصدر : القدس العربي