اجتماع قطري أفغاني في الدوحة لتخفيف الأزمة الإنسانية ودعم جهود الإغاثة
الشرق الاوسط نيوز : أعلنت قطر توفير الدعم التقني والمادي لدعم القطاع التعليمي في أفغانستان، واستمرار دعمها في المجالين التنموي والإغاثي لتخفيف حدة الأزمة الاجتماعية الاقتصادية التي يواجهها البلد.
وعقد في العاصمة القطرية الدوحة اجتماع رفيع لوفدين من قطر وأفغانستان ناقش خططاً طموحة لدعم الجهود الإغاثية.
وكشفت السلطات القطرية أنه عقد في الدوحة اجتماع بين وفدين من دولة قطر، وحكومة تصريف الأعمال الأفغانية، لمناقشة تعزيز التعاون في عدة مجالات.
وترأس الاجتماع من الجانب القطري، لولوة بنت راشد الخاطر، مساعد وزير الخارجية، ومن الجانب الأفغاني، أمير خان متقي، القائم بأعمال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال.
وشاركت في الاجتماع عدة جهات قطرية على رأسها وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ومؤسسة التعليم فوق الجميع، وصندوق قطر للتنمية، بالإضافة إلى قطر الخيرية، والهلال الأحمر القطري، كما شارك من الجانب الأفغاني، مولوي عبدالباقي حقاني، وزير التعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال الأفغانية، وممثلون عن وزارة الاقتصاد والبنك المركزي الأفغاني.
وجرى خلال الاجتماع مناقشة سبل تطوير التعاون في مجال التعليم، خصوصاً بشأن تأهيل المعلمين، وتوفير فرص تعليمية للطلاب الأفغان من الجنسين، في مجالات عدة منها اللغة العربية، والتربية الإسلامية، والاقتصاد، والزراعة، وعلوم التكنولوجيا، للإسهام في تأهيل كوادر أفغانية متمكنة.
دعم قطري للتعليم في أفغانستان
وأبدت المؤسسات القطرية المشاركة، خلال الاجتماع، رغبتها في توفير الدعم التقني والمادي لدعم القطاع التعليمي في أفغانستان، بالإضافة إلى استمرار دعمها في المجالين التنموي والإغاثي.
وناقش الطرفان أيضاً فرص تقديم الدعم من الجانب القطري في مجالات التنمية والتمكين الاقتصادي للأفراد، كما شددا على أهمية تعاون الدول الإسلامية ومساهمتها في الدعم التنموي والإغاثي للشعب الأفغاني، لا سيما من خلال منظمة التعاون الإسلامي.
تعهد قطر بدعم أفغانستان
وتعهدت قطر في عدد من المناسبات بدعم جهود التنمية في أفغانستان والعمل على تخفيف معاناة أفراد المجتمع الذين يواجهون ظروفاً صعبة بسبب تجميد أصول البلد وتراجع الدعم الدولي.
وشدد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر على أن بلاده حريصة أن ينعم الشعب الأفغاني الشقيق بالأمن والاستقرار، كاشفاً عن مساهمة الدوحة في إقامة “أكبر جسر جوّي في التاريخ”، مما ساعد في إجلاء الآلاف من جنسيات مختلفة من كابول، رافق ذلك مساهمة فرقها الفنية في إعادة تشغيل المطار خلال 10 أيام.
وأكد على حرص قطر الدائم وموقفها الثابت من دعم الشعب الأفغاني، وحقه في العيش بكرامة، وتحقيق المصالحة، والتعايش السلمي بين جميع أطيافه ومكوناته.
وجاء تصريح أمير قطر في كلمة ألقاها عبر تقنية الاتصال المرئي في الاجتماع الاستثنائي لمجموعة العشرين بشأن أفغانستان.
من جانبه شدد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، على أهمية تبني نهج التعاون الدولي بشأن أفغانستان، مؤكداً أنه لا يمكن حل القضايا دون التعامل مع حكومة تصريف الأعمال التي تتزعمها طالبان، وقال إن الدول الإسلامية من شأنها أن تلعب دوراً إيجابياً في كابول.
وجاء تصريح المسؤول القطري، في جلسة حوار احتضنها منتدى الأمن العالمي والذي يعقد في نسخته الرابعة في قطر، وتناقش عدداً من القضايا الهامة.
نصف سكان أفغانستان يواجهون المجاعة
يخيم مستقبل قاتم على الوضع في أفغانستان التي تجاوز مؤخراً شعبها احتلالا أمريكياً دام عقدين من الزمن، وسط ضبابية المشهد حول تأمين أساسيات العيش الكريم لأزيد من نصف السكان الذين عاشوا نحو نصف قرن من التوترات.
وتدق المؤسسات الدولية والمنظمات المعنية ناقوس الخطر، وتطالب المجتمع الدولي للتحرك العاجل لمواجهة أسوأ أزمة ستشهدها أفغانستان التي لم تلتئم بعد جراح سكانها بعد الأهوال التي عاشوها لسنوات.
ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، تمتلئ الآن المستشفيات في أفغانستان بالأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد، ويدفع اليأس بالأسر إلى اتخاذ إجراءات يائسة أيضاً، من أجل إطعام أطفالها – حتى وإن كانت تلك الإجراءات بيع الأسر لفلدات كبدها.
وحسب أحدث تقرير لبرنامج الأغذية العالمي، فإن العديد من الأسر في أفغانستان تواصل البحث عن الدعم لإطعام أطفالها، والكثير من النساء لم يأكلن منذ أيام، إذ يؤثرن أطفالهن على أنفسهن، وبعض العائلات- كما ورد في تقارير موثقة- تلجأ لبيع أطفالها للتأقلم مع الجوع.
أسر تضطر لبيع أطفالها
وفي إحاطة افتراضية للصحافيين من العاصمة الأفغانية كابول، قالت ماري إلين ماكغرورتي، المديرة القُطرية لبرنامج الأغذية العالمي في أفغانستان: “هذه ليست أزمة قصيرة المدى” ولفتت الانتباه إلى أن استمرار الانهيار الاقتصادي سيزيد المصاعب، واليأس والجوع.
وقالت: “مطلوب استجابة إنسانية ضخمة الآن وللعام المقبل على الأقل. والموارد المالية مطلوبة بشكل عاجل للقيام بذلك، الآن واليوم”.
وأظهر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي “IPC” الصادر عن مجموعة الأمن الغذائي والزراعة الأفغانية، تحت القيادة المشتركة لمنظمة الأغذية والزراعة “الفاو” وبرنامج الأغذية العالمي، أن أكثر من واحد من كل اثنين من الأفغان سيواجه مستوى الأزمة (المرحلة 3) أو مستويات الطوارئ (المرحلة 4) من انعدام الأمن الغذائي الحاد خلال الفترة من تشرين الثاني/ نوفمبر إلى آذار/ مارس 2022.
المصدر : القدس العربي